صحيفة وصف:في وقت تصمت فيه الجهات الرسمية، أكدت مصادر مختلفة أن القاهرة تستضيف، الاثنين 13 فبراير/شباط، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، وقائد الجيش الوطني، المشير خليفة حفتر. ويأتي ذلك بعد أيام من إعلان السراج إطلاق مبادرة خاصة لحل الأزمة الراهنة في البلاد، وفي إطار الجهود المصرية لإجراء لقاء بين السراج وحفتر من أجل بحث سبل الخروج من النزاع الذي تمر به حاليا ليبيا المنقسمة بين أنصار 3 حكومات، الأولى في العاصمة طرابلس بقيادة السراج والمعترف بها دوليا، والثانية في مدينة طبرق شرق البلاد المنبثقة عن مجلس النواب والمتحالفة مع حفتر، والثالثة بقيادة خليفة الغويل المدعومة من الوحدات المسلحة من مدينة مصراتة والتي تسعى للسيطرة على طرابلس. ونقلت وكالة ليبيا الرقمية للأنباء، نقلا عن مصادر ملاحية مطلعة بمطار القاهرة، وصول حفتر والسراج، ظهر اليوم الاثنين إلى العاصمة المصرية، بفارق زمني بسيط بينهما. وقالت المصادر، حسب الوكالة، إن اللقاء المنتظر بين حفتر والسراج، الذي أعلنه رئيس حكومة الوفاق الوطني رسميا منذ شهر، سيتركز على دور ومكان حفتر في المشهد السياسي والدستوري الليبي، وهو الموضوع الذي شكل محور الخلاف بين حكومتي طرابلس وطبرق، ما زاد في تعقيد الأزمة الليبية المستفحلة. من جانبها، أفاد موقع بوابة الوسط الليبي، نقلا عن مصدر قريب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، أن لقاء كان محتملا أن يجمع اليوم الاثنين في القاهرة كلا من السراج وحفتر قد تأجل إلى غد الثلاثاء. وقال المصدر، في حديث للموقع، إن نشاط السراج سيقتصر اليوم على اجتماع مع رئيس الأركان العامة للقوّات المسلحة المصرية، الفريق محمود حجازي، باعتباره رئيس اللجنة الحكومية المصرية المكلفة بملف الأزمة الليبية. كما أكدت مصادر مطلعة لـبوابة إفريقيا الإخبارية أن المشير حفتر لم يلتق بالسراج وجها لوجه، ولم تجمع بينهما حتى قاعة واحدة، قائلة إن كلا الجهتين عقدت اجتماعات منفصلة مع الفريق محمود حجازي، رئيس هيئة الأركان المصرية. ولم تستبعد المصادر مع ذلك إجراء لقاء مباشر بين حفتر والسراج من المفترض أن يجمعهما بالرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. وتبذل القاهرة، من خلال لجنة معنية بالشأن الليبي، يرأسها رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق محمود حجازى، جهودا حثيثة لحل الأزمة في الجارة الغربية لمصر. واستضافت القاهرة السراج، في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، كما استقبلت، حفتر، في 20 من الشهر ذاته، في اجتماعين منفصلين تم خلالهما بحث تطورات الأوضاع في ليبيا وكيفية توافق الفرقاء والسعي نحو حل الأزمة. وشهدت القاهرة كذلك، على مدى الأسابيع الماضية، لقاءات مكثفة وموسعة جمعت بين شخصيات ليبية سياسية وبرلمانية وإعلامية واجتماعية، هدفت إلى حث الأطراف الليبية على الالتزام باتفاق الصخيرات الذى وقعته الأطراف الليبية في المغرب يوم 17 ديسمبر/كانون الأول من العام 2015، والذي تمخّض عنه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا، ومجلس الدولة كغرفة نيابية استشارية، فيما تم بموجبه تمديد عهدة مجلس النواب في طبرق باعتباره هيئة تشريعية. غير أنه وبعد مرور عام من التوقيع على الاتفاق لم يتم حتى الآن اعتماد مجلس النواب، الداعم للجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، لحكومة الوفاق. ورحب السراج، خلال زيارته إلى القاهرة، بالجهود الرامية لمناقشة النقاط الجوهرية بالاتفاق السياسي، مؤكدا على ضرورة التفاوض بشأنها بروح الوفاق وإعلاء المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة، دون إقصاء أو تهميش لأى طرف، وبما يضمن الحفاظ على وحدة التراب والدم الليبي وإعادة بناء هياكل الدولة. كما رحب حفتر، خلال مباحثاته بالقاهرة، بكافة الجهود والتحركات السياسية الليبية الصادقة، وأبدى استعداده للمشاركة في أي لقاءات وطنية برعاية مصرية، يمكن أن تسهم في الوصول إلى حلول توافقية للخروج من الأزمة الراهنة وحفظ أرواح الليبيين وحرمة الدم، وتدعم الثقة بين كافة الأطراف وترفع المعانة عن الشعب الليبي للانطلاق نحو بناء الدولة التي يتطلع إليها الليبيون. (1)
مشاركة :