محمد بن نايف قاهر الإرهاب تستحقه ميدالية تينت

  • 2/14/2017
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

شهادة دولية جديدة، حصدتها المملكة، عندما أقرت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية العمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، بالدور الكبير الذي يلعبه ولي العهد الأمير محمد بن نايف، في قصقصة أجنحة الإرهاب، وما بذله من جهود طيلة السنوات الماضية، في مواجهة الفكر المنحرف، وابتداعه عدداً من الأساليب الحديثة التي سهلت توجيه ضربات موجعة للتنظيم، أحبطت عدداً من عملياته، ودفعته إلى زاوية النسيان. ولمعرفة القارئ الكريم، فإن ميدالية "جورج تينت" التي منحت للرجل الأول في مواجهة الإرهاب، لا تخضع لأي اعتبارات سياسية، بل تحكمها معايير فنية بحتة، في مقدمتها الجهود المبذولة في ميدان المواجهة الفعلي، والأساليب المتبعة، والنجاحات التي تحققت، لذلك فليس من الوارد أن تمنح لأي اعتبارات سياسية أو دبلوماسية، وهي من الجوائز القليلة التي منحت لأشخاص خارج الولايات المتحدة. ولم تكن تلك الميدالية أول اعتراف دولي بنجاح المملكة في التصدي للإرهاب، وقطع دابر المفسدين، فبالأمس القريب اعترف وزير الأمن الداخلي الأميركي، جون كيلي، أمام الكونجرس، بأن المملكة في طليعة الدول التي تملك إمكانات أمنية متقدمة، تجعلها قادرة على مواجهة الإرهاب، وفضح مخططات الإرهابيين. عرف عن الأمير محمد، الذي يلقب في الدول الغربية بـ "جنرال مكافحة الإرهاب"، أنه من أوائل الذين تصدوا لهذه المهمة الكبيرة، منطلقا من مفاهيم محددة، في مقدمتها أهمية مواجهة هذا الفكر المنحرف، الذي ابتلي به العالم المعاصر، إضافة إلى مهمة أخرى أكثر نبلا وأعظم رسالة، هي فك الارتباط غير المنطقي بين الإسلام والإرهاب، إذ تحاول بعض الدوائر المشبوهة أن توحي بأن الدين العظيم يدعو للإرهاب، لذلك فقد اهتم بتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تدور في أذهان بعض المغرر بهم من الشباب، الذين وقعوا فريسة لتفسيرات خاطئة، سعى بعض المفسدين إلى إثبات صحتها، بعد أن اجتزأوا النصوص من سياقها الفعلي، وحاولوا لي عنق الحقيقة. لتحقيق تلك الغاية النبيلة أنشأ الأمير محمد مراكز المناصحة الفكرية، التي ضمت خبراء في مجالات العقيدة والفقه والشرع، وأطباء نفسيين، ومتخصصين في قضايا الاجتماع وغيرهم، لأجل محاورة الشباب الذين تورطوا في تلك الأحداث. وتبرز هنا النظرة الثاقبة، والحرص الكبير على هداية الشباب السعودي، ومنحه فرصة أخرى للعودة والاندماج في مجتمعه، إيمانا بأن نزعة الشر ليست متجذرة داخله، وأنه وقع ضحية لأشخاص أرادوا له أن يكون وقودا لحرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وحاولوا استخدامه ضد بلاده. وحقق المركز نجاحا كبيرا في مهمته، واستطاع إعادة كثيرين إلى جادة الصواب، وصارت تجربته محل الإشادة من معظم دول العالم، التي بعثت خبراءها للوقوف على تجربته، وطلب المساعدة السعودية لإنشاء مراكز شبيهة في دولها. ومع اتباع سياسة اللين مع الذين يستحقونها، وجهت الأجهزة الأمنية ضربات ساحقة لأوكار الإرهاب، وتصدت بكل قوة وبسالة لمن يريدون زعزعة استقرار هذه البلاد، وتمكنت في سنوات معدودة من القضاء المبرم على كافة البؤر الإرهابية، وحققت انتصارات لم تقتصر على الداخل فقط، بل ساعدت المملكة الكثير من الدول الأخرى، ومن بينها دول غربية كبرى على تجنب حوادث إرهابية كانت ستقع على أراضيها، وأمدتها بمنظومة كاملة من المعلومات التي توفرت لها، بعد جهود أمنية مضنية. لم تأت تلك النجاحات من فراغ، ولم تتحقق خبط عشواء، بل كانت نتاج جهد أمني كبير، جاء نتاجا لرؤية أمنية متكاملة، يحملها هذا الأمير الذي حمل على عاتقه أن يسهر لينام الآخرون، وكم كان كبيرا وهو يعلن أن تكريمه بالميدالية التي حملت اسم أكبر مؤسسة أمنية في العالم، والنجاحات التي تحققت في مواجهة أوكار الفساد والإرهاب إنما تحققا نتيجة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورؤيته الثاقبة، إضافة إلى التضحيات التي يقدمها رجال الأمن البواسل. وهنا تتبادر إلى الذهن تلك العلاقة الوطيدة التي تربط الأمير محمد بجنوده وقياداته الأمنية، وهي علاقة تتجاوز مجالات العمل حتى تصل إلى الجوانب الشخصية، فهو الذي يتفقد أحوالهم، ويسأل عن شؤونهم، ويزور منازلهم، ويواسي مريضهم ويداعب صغارهم، وهذا هو السبب الرئيس في الانتماء والترابط القوي الذي يتميز به أبناء هذا الوطن. المملكة التي حباها الله بحدود شاسعة، كانت هدفا رئيسيا لجحافل الإرهابيين، منذ ظهور تلك الآفة، وهو ما أشارت إليه تقارير استخبارية غربية، أكدت أن زعماء الشر يستهدفونها من كل حدب وصوب، لإيمانهم أنها قلب العالم الإسلامي، ومركز الثقل العربي، والقلب النابض لاقتصاد العالم، الذي تمده بالبترول. كما أن مكانتها الروحية التي تحتلها في قلوب أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، تجعلها هدفا لمن يريدون استغلال تلك المكانة الفريدة في اتجاهات منحرفة. لذلك فإن نجاح الأجهزة الأمنية في مثل هذه البلاد المترامية الأطراف في تصديها للإرهاب، ودحرها للمفسدين، على اختلاف أشكالهم وأهدافهم، يؤكد حجم العمل المبذول والتضحيات التي قدمت، والعيون التي ترصد حركات الخارجين على القانون. مثل هذا النجاح يؤكد حقيقة واحدة، هي النظرة غير التقليدية التي يتبعها القائمون على شأن الأمن، ولا عجب في ذلك، فالأمير محمد قضى معظم سنوات عمره في دهاليز وزارة الداخلية، تعرف على أساليب العمل، ورأى بعينيه ما يحتاج منها إلى تطوير وقام به، وأدرك كل أسرار النجاح. وآمن بأن أولى المداخل لتحقيق الغايات المنشودة يكمن في تطوير الكادر البشري، والاستعانة بالخبرات العالمية، والوقوف مع الجنود في الميدان، إضافة إلى توفير كل معينات النجاح من أجهزة متقدمة ومتطورة، وهو ما قام به فعليا، فانعكس كل ذلك في حجم العمل الذي تم، والنجاح الذي تحقق. لن أقول فقط هنيئا للمملكة بالأمير الناجح، بل أمد التهنئة لكل العالم بهذا الرجل، فإنجازاته لم تقف عند حدود الوطن، وإسهاماته تجاوزت حدود المملكة، يقظة ونجاحا ورؤية أمنية متقدمة.

مشاركة :