سلطت الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية في تغطيتها للشرق الأوسط هذا الأسبوع على جملة من التطورات المستجدة، وفي مقدمتها زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى البيت الأبيض، وتداعيات زيارة مدير وكالة الاستخبارات الأميركية لتركيا. وأعدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، تقريراً شاملاً عن كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، الذي يمكن تحت إدارته، كما يقول التقرير، «أن تتشكل السياسة الأميركية تجاه إسرائيل في إطار شخصي»، بمعنى أن الرجل الذي تنقصه الخبرة والمعرفة بالعالم العربي كان يزور إسرائيل منذ نعومة أظفاره، وبفضله تقول الصحيفة يصل نتانياهو إلى البيت الأبيض. وقد تبنت إدارة ترامب الكثير من توجهات نتانياهو في المنطقة، فيما المفاوضات مع الفلسطينيين منتهية، واندفاعة اليمين الإسرائيلي في بناء المستوطنات مستمرة. تحذير وأشارت الصحيفة في مقالة لبيتر بيكر ومارك لاندرفيب، إلى محاولات ترامب التقرب من الدول العربية، آخذاً بتحذيرها بعدم اتخاذ أي خطوات استفزازية، حيث أجل خطة نقل السفارة إلى القدس، وحذر من بناء مستوطنات في الضفة ما وراء الخطوط القائمة، متحدثة عن نهج جديد للإدارة، هو نهج نتانياهو نفسه، المنطلق من «الخارج إلى الداخل»، على عكس الافتراض القائل إن عقد سلام مع الفلسطينيين سيؤدي إلى سلام مع العالم العربي. من جهتها، ركزت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، في افتتاحية بتاريخ 11 فبراير، على تقرير صيدنايا، وتحت عنوان «مذبحة إنسانية في سوريا»، كتبت أن التقرير يجب أن يدرس من قبل كل من يعتقد أن الحرب الأهلية يمكن أن تنتهي، فيما نظام الأسد باق. التقارب وعلى الجانب الآخر من الأطلسي، تناولت صحيفة «الغارديان» البريطانية زيارة رئيس وكالة المخابرات الأميركية مايك بومبيو إلى تركيا في 9 فبراير بعد 48 ساعة من المكالمة الهاتفية بين ترامب وأردوغان، التي أنبأت بمزيد من الدعم الأميركي لجهود تركيا هزيمة داعش، وإلى تنسيق الجهود على الأرض. حيث تتجه قوات عربية بإسناد تركي إلى مدينة الباب، مشيرة إلى واقع أن ما يدعى المنطقة الآمنة كانت تأخذ شكلاً منذ دخول قوات تركية سورية، لكن تركيا لم تسمح للهاربين من حلب بدخول المنطقة التي تسيطر عليها شمال الباب وشرق نهر الفرات، بل وجهت بدلاً من ذلك 80 ألفاً منهم باتجاه إدلب التي كانت تقصف من قبل الروس، وأكدت أن تسليم فتح الله غولن كان بالتأكيد مطروحا على طاولة المفاوضات. وفي مقالة بعنوان الولايات المتحدة وتركيا «ستعملان معاً» لقتال داعش في سوريا، كتب بيثان ماككرنان في صحيفة «الاندبندنت»، أن الزعيمين اتفقا للعمل لإعادة الاستيلاء على مدينتي الباب والرقة من «داعش». وأن خريطة مفصلة في كيفية المضي في الصراع، الذي من المتوقع أن يستمر عدة أشهر، تم تسليمها للإدارة الجديدة عندما تولى ترامب المنصب، لكن الخطط التي تشمل تسليحا مكثفا للقوات الكردية تم رفضها من فريق ترامب، وطلب من رئيس أركان الجيش الأميركي رسم استراتيجيات جديدة لهزيمة التنظيم، بالإضافة إلى احتمال تأسيس مناطق آمنة للمدنيين في سوريا، لكن مسؤولاً كبيراً خدم في إدارة أوباما قال إن ترامب كان واعياً بنواقص الخطة وإن تسليح الأكراد كانت «الخطة ب».
مشاركة :