قيمة الصفر - شريفة الشملان

  • 4/17/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

صفر ضرب صفر لا يساوي صفر أقبلت جميلة أنيقة واثقة خطاها، سيطرت على المسرح بقوة كما سيطرت على المسرح والجمهور كله، وكأنها سحبت منهم كل اهتماماتهم، حضورها كبير ومميز بكاريزما رائعة. عرضت تجربتها الجميلة من لحظة مولدها وانتباهها للجو فيما حولها، وجوه مختلفة وظروف متشابهة، وشرح قد يختلف وقد يتحد، لكنه كله يصب في وضع اليتم، وهو يتم غريب.. توفي الأهل: أين من يسمى عم وخال وأين الخالة والعمة والجدة الذين تتكلم الزميلات عنهم؟، من هنا أتى الصفر، صفر وهنا أتت مواجهة الواقع. البنات اكتشفن الحقيقة بوضعهن. تعاملت فتاتنا بواقعية فقبلت بكل ثقتها لتضع معادلة نظرية جديدة للصفر بين أيدينا، تحكي تجربتها وبها مزيج من الأدب الجميل، ما بين سيرة ذاتية وتسجيل قصة كفاح، تجربتها هذه .. التجربة تكتشف مواطن القوة في ذاتها، في ذكائها وإصرارها. تعيش حياتها هادئة كأي طفلة مميزة بالذكاء والتحصيل والبحث عن المعرفة، يؤهلها معدلها الثانوي العالي للدخول لجامعة الملك فيصل في الأحساء. تكبر نشوتها وفرحتها بذاتها وتحصيلها. الجامعة هي مرحلة فاصلة في حياة الجميع، لكنها تجد العثرة الأولى والكبيرة في الجامعة. مجتمع كبير لم تتعود التعامل معه، ومن ثم تجد ورقة صغيرة تسلم لها، تشتمها وتعيرها بوضعها. بعبارات صادمة. رغم أن تلك لم تكن الصدمة الأولى لكنها الأقوى. كانت الصدمة الأشد على نفسها، تعلن لن تذهب للجامعة مطلقاً، وينشط الجميع كي تهدأ، لكن من أين يأتيها الهدوء؟. ولكن التغير جاء من كلمة الممرضة التي قالت لها بشدة: بل ستعودين للجامعة وستدرسين وتتفوقين، لأنك لن تدعي توجيهك بيد أحد إنما من داخلك أنت. هكذا حركت الكلمات الساكن في روحها من التحدي وقررت أن تتحدى التوجيه من أحد، أن تكون هي ذاتها تنتمي لعالمها وأسرتها في الدار وتفاخر بإنجازها. تقطع أسلاك التوجيه المحبط، تؤسس أصفاراً على يمين رقم وتكبر كما يكبر الرقم. شهادتها قوتها وعلمها حارسها ووظيفتها أمانها المادي والاجتماعي. هكذا وقفت هدى عبدالمحسن عبدالله أحمد، بكل عنفوان شبابها وتجربتها وفخرها بذاتها، وحضورها المميز.. رائعة على المسرح، ذكاء وقوة وثقة، لم تلحن بكلمة ولن تستذكر كلمة تجربتها، تسير أمامنا على المسرح كأنها تسير أيامها القادمة.. كانت تعبر عن تجربتها عبر منحنيات حياتها، كماء يسير هادئاً قد تصعد وتيرة صوتها أو تنخفض حسب الحديث، يرافق تجربتها عرض جميل أحببت منه رسم دمية متحركة عندما تكلمت عن واقعة طالبة الجامعة التي إن وخزت هي بشوكة فإنها وضعتها فغاصت في حناجرنا. أخيراً هدى خريجة جامعة فيصل تخصص أحياء، موظفة في وزارة التربية. هكذا يقفز الحلم القديم ليكن واقعاً، يقفن أمامنا على المسرح، يعرضن تجاربهن الجميلة بثقة، ونرى الحلم الجميل متحركاً شاهداً على الكفاح المشترك بين الكادر الوظيفي في دار التربية الاجتماعية، وبين فتيات آمنَّ بتحدي الصفر ليكنَّ هنَّ بذواتهن ولا ينبع الجمال والفكر إلا من داخلهن.. ليكنَّ عاملات منتجات وأمهات صالحات.. تجارب أخرى جميلة سأتناولها في المقالات المتتابعة، مع فخر بهؤلاء السيدات المثابرات اللواتي عملن بكل طاقاتهن، على رأسهن مديرة دار التربية الاجتماعية، نوال المنقور. قبل أن انتهي أتمنى تسجيل تلك التجارب بل تلك السير لتاريخ الخدمة الاجتماعية. ختاماً تلك الجلسة التي قدمتها أربع من دار هي عبارة عن خط حرف أول في سجل الحياة في المؤسسات الاجتماعية، وأتمنى أن تتم إصدارات خاصة عن تلك الأنشطة، خاصة عبر الشراكة المجتمعية التي بدأت مسيرتها بعض الشركات.. قبل الختام أحب أن أشير لورقة الزميلة د. هيا المنيع، التي كانت عن المسؤولية الاجتماعية للإعلام.. وكانت واضحة تحدثت خلالها عما يتعلق بالإعلام الجديد ووجوب استفادة الدور الاجتماعية من ذلك..

مشاركة :