هذه المغربية تتجاذبني أمور كثيرة اين أمضيها؟ تذكرت جدتي كانت تقول عن جدتها: لم يكن لدينا سوى خيار بسيط إما المجمعات وإما المطاعم والمقاهي. هناك في مجلس الحي أمسية شعرية، وفي نادي وزارة التربية يتبارى طلاب وطالبات المتوسط في الشعر والإلقاء في تصفية للمدينة. وفي مسرح المدينة الكبير هناك مسرحية مطورة من حلم ليلة صيف لشكسبير. زوجي لديه بطاقتان لحضور العرض الاول لفيلم جديد من إنتاج وطني، وأخجل الا اذهب معه.زوج ابنتي يعرض في معرض العلوم والتكنولوجيا نظريته في علم الجزيئات والإنتاجية المحتملة لذلك. والذي جرب بعضه على نطاق متوسط ونجح. الحي والمدينة مليئان بالبرامج والأنشطة التي لا تقف، وانا محتارة، فهناك أيضاً مناقشة في مجلس المدينة لتطوير الحدائق. وتنظيم منصات الاحتفالات الوطنية والأعياد وتجديدها. اين أذهب وكل ما حولي مغريات سواءً في المغربية أو بعد صلاة العشاء. نسيت ان أخبركم ما عاد هناك صداع من الطرق التي يحكى عنها قبلا، الطرق انسيابية دون أي عوائق والسيارات تعمل بالكهرباء وكذا المترو زادت سرعته وكثرت محطات توقفه، والحافلة تمر من عند بيت جارنا، الوقت محسوب جدا بالثانية المحددة السير بالثانية المحددة. التنظيم قضى على التجاوزات، والقانون سيد المواقف لذا حظينا بالأمن وراحة البال، شيء مهم آخر أصبح منظر كل حي حسب ذوق سكانه ويخضع للذوق العام والمخطط من قبل مجلس الحي. سوالف حينا وحكاياته جميلة وتولد أفكار لطيفة، وقد فاز حينا لثلاث سنوات على التوالي بأنه حي الخضرة والورد، وذلك لاستنبات أنواع جميلة من الورود وتلقيح أخرى فأنتجت انواع ورود جديدة تمازجت ألوانها. واصبحنا نهدي منها لحدائق الأحياء الأخرى. اختيار مجلس الحي هو مصغر لاختيار مجلس المدينة وعادة مجالس الأحياء هي التي منها يخرج مجلس المدينة فهي التي بحق لها اختيار المجلس الكبير الذي نطلقه عادة على مجلس المدينة. لدينا عرس حقيقي في طول البلاد وعرضها يبدأ منذ أواخر تموز/ يوليو وينتهي أواخر سبتمبر. وهذا الاحتفال ما كان ليكون لولا جهود مضنية للأجداد. هو مهرجان التمور وتطوير إنتاجها، هذا التطور الذي مر على الكثير من حياتنا فبيوتنا مبنية من مخلفات النخيل بتقنية عالية. تحفظ الطاقة ووفرت الكثير منذ أن تم تطوير الطاقة في العالم أجمع وتم الاستغناء عن البترول إلا فيما ندر، الشيء الجميل ان الغذاء اعتمد أساسا على التمر والنخيل والطاقة المساندة والدهون من نواته ومما استخلص من قلبه عندما تسقط النخلة. كذا ما تنتجه سلة الشمال والجنوب. اما الرز فلنا ان نقول خدمته جدا الأمطار الموسمية في الجنوب والتي تم الاستفادة منها طول العام. وعبر تدويرها وتنقيتها مرات عديدة. وكذا تم الاهتمام بمنابع المياه في الإحساء ومشهور منذ القدم الرز الحساوي.. الذي عملت ابحاث كثيرة عليه وتطوير انتاجه نوعا وكما. الثروة السمكية تم تطويرها كثيرا واستزراع أنواع كثيرة منها بل وتم بنجاح تهجين بعضها. وهذا التهجين ولد أنواعا جديدة سميت باسماء المهجنين لها. بقي شيء جميل ادخرته لآخر الحديث وهو رجل الحسبة رأيته يعاين جدارا في مبنى لمدرسة ابتدائية، عجبت لكن عندما ذهب دققت النظر كان هناك شرخ بسيط في الجدار، وعند المدرسة المتوسطة للبنات في حارتنا رأيت رجل حسبة آخر يعاين أسلاك الكهرباء. عصرا كان هناك من يرتق شرخ الجدار، بينما عمال الكهرباء يعيدون صيانة أسلاك الكهرباء في متوسطة البنات. وتذكرت حديث جدتي التي حدثتها جدتها عن فتيات قضين بماس كهربائي لاحول ولا قوة إلا بالله. لقد قل كثيرا اعتمادنا على الخارج ولكن لم يقل تواصلنا واطلاعنا على كل جديد كما أن بلدنا صارت جاذبة للطلاب من مختلف أصقاع الأرض، بعد أن تم تعميم تجربة كاوست التي كانت قبل أكثر من مئة عام وتطورت. الصحة هناك برامج صحية في الحي ذاته مع الوقاية المستمرة طول العام، ولا ننسى أن الأحياء فسيحة بشوارعها وحدائقها ساعدت على المشي وهذا المشي ذاته ساعد على نمو العلاقات الاجتماعية في الأحياء. وإذا كنتم تشكون في حديثي فالواقع ما ترون، وعلى رأي إخوتنا في مصر: المية تكذب الغطاس. نسيت لم اكتب اسمي/ اسمي شريفة الشملان وسميت على جدتي الرابعة.
مشاركة :