31 سنة هي عمر الجنادرية, تمثل مقدار ما تبذله وزارة الحرس الوطني من جهد ومثابرة وصبر, ثلاثة عقود من المحافظة على التراث والماضي والتاريخ, فيما تمثل الجنادرية أنضج تجربة في مجال الموروث بدءا بسباق الهجن مرورا بتراث المحافظات والمناطق بالمملكة وانتهاء بمشاركات خليجية واسعة. هنا على الجنادرية أن تبقى (كما هي) دون (تغيير), إجابة على من يسأل أن الجنادرية لم تتغير, يقول البعض إنه زار الجنادرية هذا الأسبوع ووجد أنها لم تتغير مقارنة بآخر زيارة له قبل 7 سنوات, وفي تقديري هذه ميزة وليست مشكلة, لأن تراث الماضي لا يتغير ولا يجب أن يتغير, ليبقى كما هو شاهدا على عصر مضى نقف له احتراما. أن تبقى الجنادرية بمقرها الحالي وشكلها الحالي تبعا لتغير الزائرين من الأجيال الجديدة أمر في غاية الأهمية, ففي كل سنة يزور الجنادرية أجيال جديدة لأول مرة,عليهم أن يتعرفوا على ماضينا مقارنة بحاضرنا, فمن زارها عاما مضى, فليس بالضرورة أن يزورها العام الحالي, ولكن أن يزورها جيل جديد أمر مهم, لأن الأجيال تتوالد وتتجدد, وعليها أن تلقي نظرة على الماضي ليس بهدف الركون إليه, ولكن في الانطلاق للمستقبل. في الدراسات الاجتماعية: المجتمعات يحدث بها تغيير كل عشر سنوات, وتتغير بصورة شبة كاملة كل ثلاثين سنة باعتباره عمل جيل كامل, لهذا مر (جيل) كامل من عمر الجنادرية, ارتبط بتراثه سنويا, ففي كل سنة يلقي نظرة (بانورامية) على ماضيه, وهو ماض نفخر به جميعا, ولولا أن الجنادرية (تتكرر) بصورة شبه كاملة لما عرفت الأجيال بعضا من ماضيها, لأن الفكرة ليس في (تغيير) الماضي كحدث, بقدر ما هو في (بقائه) شاهدا على زمن جميل لمملكتنا علينا أن نتعرف عليه جميعا شرقا وغربا, شمال وجنوبا, ووسطا. عشت مع الجنادرية عمر بأكمله عندما كنت صغيرا مع الأسرة في أول زيارة لها, ثم مشاركا في المركز الإعلامي أكثر من سنة ممثلا عن جريدة الجزيرة, ثم مشاركا في إخراج أعمال مسرحية, وأخيرا إخراج أوبريت (زويان) العام الماضي في جناردية 30 , تأليف/ سعد الثنيان ورعاية معالي وزير التعليم د. أحمد العيسى. كتبت عن الجنادرية الكثير: أخبار, تقارير, نقد وتحليل لهذا وبحكم قربي منها أدعو أن تبقى كما هي دون تغيير, ومن زارها لمرة واحدة ليس بالضرورة أن يزورها العام الذي يليه, ويترك المجال للأجيال الجديدة, في حين يمكن أن يحصل بها (تحديث), (تطوير), (تسهيل) ولكن بدون تغيير ملامح الماضي. أو تقديم أفكار جديدة تحيد بالجنادرية عن هدفها. لا يسعنا بعد مرور جيل كامل من عمر الجنادرية إلا أن نشكر صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني على جهوده الجبارة في أن تبقى الجنادرية شامخة على مر العصور, وشكر آخر لفريق العمل من رجال الحرس الوطني الذين نجحوا في إدارة ملايين الزوار كل عام بكل اقتدار, بصورة لا يمكن لأي جهة أخرى أن تفعل ذلك, سوى رجال الحرس الوطني والشكر أيضا للزملاء الإعلاميين الذين نقلوا الجنادرية لكل العالم.
مشاركة :