واشنطن/موسكو – يسعى البيت الأبيض لاحتواء تداعيات الرحيل المفاجئ لأبرز مستشاري الرئيس الذي أطاحت به اتصالات وصفت بأنها غير قانونية مع مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة قبل أن يتولى ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني. وذكر مسؤولان أميركيان لم يكشف عن هويتهما أن رحلة البحث عن خليفة لمايكل فلين بدأت الاثنين باجتماعات يسعى من خلالها الرئيس سريعا لإنهاء الجدل والصخب السياسي الذي رافق استقالة فلين. وقال مسؤول مطلع إن رحلة البحث عن بديل لفلين بدأت مساء الاثنين واستمرت من خلال محادثات هاتفية واجتماعات في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء في مسعى لتمكين ترامب من اتخاذ قرار وتجاوز هذه المسألة في أسرع وقت ممكن. وقال مسؤولان أميركيان الثلاثاء إن ضابطا كبيرا في البحرية الأميركية خدم تحت قيادة وزير الدفاع جيمس ماتيس هو المرشح الأبرز لخلافة مايكل فلين بعد أن استقال من منصب مستشار الأمن القومي تحت ضغط بسبب محادثاته مع دبلوماسي روسي. وقال المسؤولان اللذان طلبا عدم نشر اسميهما بينما يسعى البيت الأبيض لاحتواء الأزمة بعد الرحيل المفاجئ لواحد من أبرز مستشاري ترامب، إن روبرت هاروارد وهو نائب أميرال وكان نائب رئيس القيادة المركزية الأميركية تحت إمرة ماتيس سيحل على الأرجح محل فلين. واستقال فلين في وقت متأخر الاثنين بعد الكشف عن أنه ناقش العقوبات الأميركية على روسيا مع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة قبل أن يتولى ترامب منصبه وهو تصرف قد يكون غير مشروع وأنه ضلل فيما بعد نائب الرئيس مايك بنس بشأن هذه المحادثات. وجاء رحيل فلين بعد أيام من تكهنات بأنه قد يطاح به. واستقال الجنرال المتقاعد والمسؤول السابق بالمخابرات الأميركية من منصبه بعد ساعات من تقرير بأن وزارة العدل حذرت البيت الأبيض قبل أسابيع من أن فلين قد يكون عرضة للابتزاز في ما يتعلق بمحادثاته مع السفير الروسي سيرغي كيسلياك قبل تولي ترامب لمنصبه في 20 يناير/كانون الثاني. ومن الأسماء المطروحة أيضا الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس وهو مدير سابق للمخابرات المركزية الأميركية تلوثت سمعته بسبب فضيحة تتعلق بإساءة التعامل مع معلومات تندرج تحت بند السرية مع كاتبة سيرته الذاتية التي كان على علاقة غرامية معها. وانتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء "التسريبات غير القانونية" وذلك عقب استقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين بعد اتهامه بإجراء اتصالات حساسة مع الحكومة الروسية، بينما طالب رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي بفتح تحقيق في التسريبات. وفيما تحاول الإدارة الأميركية وضع حد للشكوك بأنها متواطئة مع الكرملين، كتب ترامب تغريدات على تويتر. وقال "القصة الحقيقية هنا هي ما هو سبب خروج هذا العدد من التسريبات غير القانونية من واشنطن". وأضاف "هل ستحدث هذه التسريبات أثناء تعاملي مع كوريا الشمالية وغيرها؟". ومنذ تولي ترامب الرئاسة، زادت التسريبات من البيت الأبيض بشكل كبير لوجود مراكز قوى منافسة تسعى من أجل السلطة. ونقلت شبكة سي.إن.إن التلفزيونية الأميركية الثلاثاء عن ديفيد نونيز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي قوله إنه يشعر بالقلق من تسريبات بشأن فلين واتصالاته مع روسيا التي أدت لاستقالته. ووفقا للمصدر ذاته فقد أبلغ نونيز الصحفيين بأنه يريد التحقيق في التسريبات المتعلقة بفلين ومكالمته الهاتفية في ديسمبر/كانون الأول 2016 مع السفير الروسي لدى الأمم المتحدة قبل أن يتولى ترامب منصبه. وفيما قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين الثلاثاء "لا نريد التعليق على ذلك بأي شكل. إن هذا من الشؤون الداخلية للأميركيين ولإدارة الرئيس ترامب وذلك لا يعنينا"، عبرت لجنة الشؤون الدولية بمجلس الاتحاد الروسي عن مخاوفها من أن "الروسوفوبيا قد أصابت الإدارة الأميركية الجديدة" وقال رئيس اللجنة قسطنطين كوساتشوف إن الصقور في واشنطن اعتبروا استعداد مايكل فلين المستشار السابق للرئيس الأميركي للحوار مع الجانب الروسي "جريمة تفكير"، وفق ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية. وأضاف في تدوينة على صفحته الرسمية على فايسبوك "إما أن ترامب لم يتمكن من الحصول على الاستقلالية التي كان يسعى إليها ويتم عزله وبنجاح وإما أن الروسوفوبيا أصابت الإدارة الجديدة هي الأخرى من الأعلى حتى الأسفل".
مشاركة :