الكشف عن معلومات حول صلات بين حملة ترامب وروسيا يثير قلقا لدى قادة الجمهوريين المتخوفين من انفتاح الرئيس على موسكو. العرب [نُشرفي2017/02/18، العدد: 10547، ص(5)] تخبط إدارة ترامب واشنطن – تسبب الأميرال المتقاعد روبرت هارورد في نكسة جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد رفضه تولي منصب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، خلفا للمستشار السابق مايكل فلين الذي استقال بسبب اتصالاته مع روسيا، ليكون أول مسؤول بارز في الإدارة الأميركية يستقيل ما يزيد من حالة الفوضى التي يبدو أن إدارة ترامب تتخبط فيها. وصرح هارورد بأنه رفض الوظيفة لأسباب عائلية والتزامات مالية، إلا أن العديد من وسائل الإعلام الأميركية ذكرت الخميس أن هارورد اعترض على عدم حصوله على ضمانات بأن مجلس الأمن القومي، وليس مستشارو ترامب السياسيون، هو الذي سيكون مسؤولا عن سياسة المجلس. ومن بين أعضاء المجلس حاليا ستيف بانون، رئيس حملة ترامب السابق والمعروف بأنه يميني متطرف أثار الكثير من الجدل. وذكر أحد أصدقاء هارورد، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الأميرال المتقاعد رفض الوظيفة بسبب الفوضى التي تعم البيت الأبيض، فيما قالت صحيفة واشنطن بوست إن من أسباب الرفض أن هارورد لن يتمكن من اختيار موظفيه. وكان هارورد من الأسماء التي تم تداولها لخلافة مايكل فلين الذي اضطر إلى الاستقالة بسبب اتصالاته مع السفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلياك قبل تسلم ترامب مهامه الرئاسية، ومناقشته العقوبات الأميركية المسلطة على روسيا معه. وجاء رفض هارورد للمنصب بعد مؤتمر صحافي لترامب الخميس شن خلاله هجوما لاذعا على وسائل الإعلام معتبرا إياها “غير نزيهة” كما نفى وجود أي روابط مع روسيا خلال حملته الانتخابية. وقال ترامب خلال المؤتمر الصحافي إن “عدم النزاهة (لدى وسائل الإعلام) بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه”. وأضاف “الصحافة باتت تفتقد إلى النزاهة إلى درجة أننا إذا تجاهلنا الحديث عنها فإن هذا يخدم الشعب الأميركي بشكل كبير”. وأثار الكشف عن معلومات حول صلات بين حملة ترامب وروسيا قلقا أيضا حتى لدى قادة الجمهوريين المتخوفين من انفتاح الرئيس على موسكو. ووسط الدعوات المتزايدة لإجراء تحقيقات واسعة في الكونغرس، صرح النائب الديمقراطي ماكسين ووترز لشبكة “سي إن إن”، بقوله “اعتقد أن هناك تواطؤا” مؤكداً أن تركيز ترامب على التسريبات هدفه تشتيت الانتباه. وقد تغير موقف ترامب من التسريبات بشكل كامل منذ حملته الانتخابية في 2016 حين أعلن “أحب ويكيليكس”، الموقع الذي نشر الرسائل الإلكترونية المقرصنة التي تخص هيلاري كلينتون.
مشاركة :