أكد مرشح حزب الجمهوريين الفرنسي (يمين) للرئاسة فرنسوا فيون عزمه على المضي في ترشيحه على رغم مطالبة نواب من حزبه إياه بالانسحاب، في ظل تراجع شعبيته المستمر على خلفية قضية «بينيلوب غيت» المتعلقة بشبهات حول شغل زوجته واثنين من اولاده وظائف وهمية. وقال فيون خلال اجتماع لكتلة نواب «الجمهوريين»: «اتخذت قراري ولن أعدل عنه»، لافتاً إلى أنه بحث الموضوع مع منافسيه الرئيسيين في الانتخابات التمهيدية لليمين الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ورئيس الحكومة السابق ألان جوبيه. وأضاف: «ليس هناك أي حل بديل فعلي» لترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة في الربيع المقبل وأن عدوله عن الترشيح يعني «محو أسرتنا السياسية،» مؤكداً أنه يدرك تماماً أن «المعركة قاسية». وجاء كلام فيون عقب استطلاع للرأي اجراه معهد «أودكسا»، أظهر تراجعه بمعدل 10 نقاط لتصل نسبة تأييده إلى ٢٢ في المئة من آراء الناخبين، وبعد نشر رسالة مفتوحة حملت توقيع ٤٠ نائباً من «الجمهوريين» تطالب باجتماع للمكتب السياسي للحزب لاتخاذ قرار في شأن «الأزمة الرئيسية» التي بات يمثلها ترشيح فيون للرئاسة. وعلّق فيون الذي اتخذ منذ بداية القضية دور الضحية، على رسالة النواب بالقول إنه عرضة لعملية تحامل من قبل الإعلام الفرنسي إضافة الى التحامل القضائي. وخاطب نواب حزبه بالقول: «اني بحاجة لمساعدتكم»، و «نحن منخرطون في هذا السباق (الرئاسة) وبإمكاننا كسبه والسؤال هو ما اذا كنتم ستساعدوني ام ستعقّدون هذه المهمة؟». في سياق متصل، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أمس، إن مزاعم عن أن موسكو شنت هجمات إعلامية وإلكترونية على حملة المرشح الرئاسي الفرنسي الأوفر حظاً إيمانويل ماكرون، سخيفة. وقال للصحافيين: «لم تكن لدينا ولن تكون لدينا النية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أو في عملياتها الانتخابية على وجه الخصوص». وأضاف: «الحقيقة الواضحة أن هناك حملة هستيرية مناهضة لبوتين في بعض الدول في الخارج». وكان ريشار فيران رئيس حزب «إلى الأمام» الذي ينتمي إليه ماكرون، قال أول من أمس، إن الأخير بات هدفاً لهجوم وسائل إعلام روسية وإن حملته تواجه آلاف الهجمات الإلكترونية. وحض فيران، الذي قال إن روسيا تؤيد على ما يبدو سياسات زعيمة «الجبهة الوطنية» اليمينية المتطرفة مارين لوبان ومرشح يمين الوسط فرانسوا فيون، الحكومة الفرنسية على اتخاذ خطوات لضمان عدم وجود «تدخل أجنبي» في الانتخابات. وقال فيران إن محطة «روسيا اليوم» ووكالة «سبوتنيك» نشرتا تقارير زائفة بهدف قلب الرأي العام ضد ماكرون. وأضاف أن روسيا تستهدف ماكرون، المؤيد بشدة للوحدة الأوروبية، بسبب رغبته في أوروبا قوية موحدة يكون لها دور كبير في الشؤون الدولية. وكانت سبوتنيك عرضت في وقت سابق من الشهر الجاري مقابلة مع نائب فرنسي محافظ اتهم ماكرون وهو مصرفي سابق بأنه «عميل للنظام المصرفي الأميركي الكبير». على صعيد آخر، أعاد البرلمان الفرنسي العمل بقرار يحرم التردد على المواقع المتشددة على الإنترنت لكنه قرن العقوبات التي قد تترتب على ذلك بظواهر تبني المواقف التي تتناقلها هذه المواقع، وذلك في اعقاب تفكيك خلية ارهابية واعتقال افرادها الـ 4 في مونبلييه ما اتاح افشال عملية ارهابية وشيكة.
مشاركة :