"المريخ 2117"، بوابة الإمارات إلى الكوكب الأحمر

  • 2/15/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - دخلت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل رسمي للسباق العلمي العالمي لإيصال البشر لكوكب المريخ خلال العقود القادمة بإعلانها عن مشروع "المريخ 2117" في الدورة الخامسة للقمة العالمية للحكومات التي أقيمت في دبي. ويهدف المشروع إلى تسريع الحلم البشري القديم في الوصول لكواكب أخرى وبناء أول مستوطنة بشرية على المريخ خلال مئة عام من خلال التحالفات العلمية الدولية. ويتضمن المشروع برنامجا وطنيا لإعداد كوادر علمية بحثية تخصصية إماراتية في مجال استكشاف الكوكب الأحمر، ومسارات بحثية متوازية تتضمن استكشاف وسائل التنقل والسكن والطاقة والغذاء على الكوكب الأحمر إضافة إلى البحث في تطوير وسائل أسرع للوصول والعودة من المريخ خلال مدة أقصر من المدة الحالية. ويضع المشروع الجديد تصور علمي متكامل لأول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر تشكل مدينة صغيرة وكيفية سير الحياة على في هذا المدينة من ناحية التنقل والغذاء والطاقة وغيرها. وسيبدأ المشروع بفريق علمي إماراتي قبل أن يتوسع خلال الفترة القادمة لضم علماء وباحثين دوليين وتنسيق جهود بحثية بشرية في مجال استكشاف واستيطان الكوكب الأحمر. وأكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال إطلاقه المشروع الجديد أن "وصول البشر لكواكب أخرى هو حلم إنساني قديم، وهدفنا أن تقود دولة الإمارات جهودا دولية لتحقيق هذا الحلم"، مؤكدا أن المشروع يستهدف بالدرجة الأولى بناء قدرات علمية ومعرفية إماراتية وتحويل الجامعات الإماراتية لمراكز بحثية وترسيخ شغف الريادة في الأجيال القادمة. وأضاف أن "دولة الإمارات اليوم ضمن أهم 9 دول في العالم تستثمر في علوم الفضاء، وهدفنا تسريع الأبحاث البشرية في هذا المجال"، مشيرا الى أنه لا حدود لطموحات البشر إلا خيال البشر وأن القفزات العلمية في القرن الحالي تؤكد القدرات البشرية. وأكد أن "المشروع الجديد هو بذرة نضعها اليوم ونتوقع أن تجني ثمارها أجيال قادمة سيقودها شغف العلم للوصول بالبشر إلى حدود معرفية جديدة". وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي بمناسبة إطلاق المشروع العلمي العالمي الجديد أن " هدفنا القريب من المشروع هو تطوير قدرات ومهارات وكفاءات أبناء الإمارات". وأضاف "مشروع المريخ 2117 هو مشروع طويل الأمد وأول فائدة منه هو تطوير تعليمنا وجامعاتنا ومراكز ابحاثنا لتقود أبناءنا لدخول مجالات البحث العلمي في كافة التخصصات"، مشيرا إلى أن كل ما ينتجه المشروع الجديد من معرفة وأبحاث سيكون متاحا لجميع المعاهد البحثية التخصصية الدولية، وأن الهدف هو أن تساهم الأبحاث في مجال التنقل والطاقة والغذاء ضمن المشروع لتحقيق اختراقات علمية تسهم في تطوير حياة البشر على الأرض أيضا. منصة التعاون العلمي وينطلق مشروع "المريخ 2117" من القمة العالمية للحكومات حيث تم عرض تصور تخيلي مبدئي بالواقع الافتراضي لأول مدينة مصغرة على الكوكب الأحمر عمل عليه فريق من المهندسين الإماراتيين خلال الفترة الماضية. ويأتي إطلاق المشروع من خلال القمة العالمية للحكومات بحضور 138 حكومة وأهم 6 منظمات دولية وأكبر الشركات التقنية العالمية لإيصال رسالة بأهمية التعاون البشري لتحقيق اختراقات علمية في مجال الفضاء. وسيعمل "المريخ 2117" خلال الفترة القادمة على وضع خطة لإعداد كوادر بشرية تستطيع تحقيق اختراقات علمية لتسهيل وصول البشر للكوكب الأحمر خلال العقود القادمة، كما سيسعى لبناء فريق علماء إماراتي وتطوير تحالف علمي دولي لتسريع الخطوات البحثية لإيصال البشر للكوكب الأحمر خلال العقود القادمة. وقد وضع فريق إماراتي من المهندسين ومجموعة من العلماء والباحثين خلال الفترة السابقة تصورا لمخطط لمستوطنة بشرية على المريخ يفترض أن تقوم ببنائها الروبوتات، ويسلط المخطط الذي تم عرضه في القمة العالمية للحكومات الضوء على أسلوب الحياة المتوقع على المريخ من حيث التنقل وإنتاج الطاقة وتوفير الغذاء وأعمال البنية التحتية والإنشاءات والمواد المستخدمة فيها. وكانت دولة الإمارات قد أعلنت في العام 2015 عن بدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لكوكب المريخ بقيادة فريق عمل إماراتي في رحلة استكشافية علمية تصل للكوكب الأحمر في العام 2021، حيث تم خلال الأشهر الماضية الإعلان عن اعتماد كافة التصاميم الهندسية والتقنية النهائية للمسبار وبدء العمل في مرحلة التصنيع والاختبارات. وتدأب مراكز الأبحاث والعلوم على دراسة احتمالات الحياة على كواكب أخرى تشبه في خصائصها كوكب الأرض. وفي العقود الأخيرة بدأت العديد من دول العالم رصد ميزانيات ضخمة لتأهيل الكوادر العلمية والبحثية بهدف البحث الجدي في إمكانية العيش على كواكب أخرى في سباق جديد في الفضاء، فبعد أن كان سباق الفضاء يتمثل في الوصول إلى القمر بات الوصول إلى المريخ واستيطانه يمثل التحدي الجديد الذي يسعى إليه الطامحون من أمم وحتى الأفراد والشركات.

مشاركة :