حاكم جاكرتا المسيحي أمام جولة ثانية صعبة بعد تقدمه الطفيف في الانتخابات

  • 2/15/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

جاكرتا (أ ف ب) - تقدم حاكم جاكرتا المنتهية ولايته المسيحي باسوكي بورناما الذي يحاكم بتهمة ازدراء الإسلام بفارق طفيف على المرشحين المسلمين في النتائج غير الرسمية الأولية للانتخابات التي جرت الأربعاء. وتشكل هذه الانتخابات لاختيار حاكم عاصمة اندونيسيا اختبارا للتسامح الديني في اكبر بلد مسلم في العالم. وفي انتظار صدور النتائج الرسمية في منتصف آذار/مارس، بات مرجحا تنظيم دورة ثانية في 19 نيسان/ابريل، بعد أن بينت استطلاعات للرأي أجرتها معاهد خاصة أن أيا من المرشحين الثلاثة لم يحصل على الأغلبية. وبناء على هذه الاستطلاعات، تقدم بورناما ولقبه "اهوك" في هذه الجولة الأولى بغالبية 43 إلى 44 بالمئة من الأصوات على منافسه أنيس بسويدان الذي حقق 39% في حين حل المرشح أغوس يودويونو ثالثا مع 16 إلى 17%. وقال المحلل توبياس باسوكي ان اهوك البالغ من العمر 50 عاما لا يمكن أن يفوز سوى بفضل "معجزة" في الجولة الثانية التي سيواجه فيها وزير التعليم السابق أنيس بسويدان الذي يتوقع أن يستفيد من حصة كبيرة من اصوات المرشح الثالث. - فرصة للوصول الى الرئاسة - اتجهت الأنظار إلى العاصمة الاندونيسية التي تضم عشرة ملايين نسمة في حين تنظم مئات الانتخابات المحلية على امتداد الأرخبيل. وأهوك هو أول حاكم غير مسلم منذ نصف قرن في جاكرتا، إذ ينتمي إلى الأقليتين المسيحية والصينية، وتولى بوصفه نائب الحاكم المنصب تلقائيا في 2014، اثر انتخاب سلفه في المنصب جوكو ويدودو رئيسا لاندونيسيا. ودعا الرئيس الذي يدعم حزبه اهوك، الاربعاء الى الوحدة بعد حملة تخللها توتر ديني وقومي وسيل من الانباء الكاذبة. وبعد ان كان أهوك ولفترة طويلة الأوفر حظا في استطلاعات الرأي انهارت شعبيته اثر رفع قضية إساءة للإسلام بحقه في نهاية 2016 بعدما قال ان الدين لا يفرض على المسلم انتخاب مسؤول مسلم. أثارت تصريحات أهوك المتعلقة بتفسير آيات قرآنية حول واجب المسلمين في انتخاب حاكم مسلم، غضب الاسلاميين المحافظين في البلد الذي يعد 255 مليون نسمة، قرابة 90% منهم مسلمون. ودعت منظمات اسلامية وشخصيات اسلامية محافظة الى تظاهرات شارك فيها مئات الالاف في جاكرتا في نهاية 2016. وتجمع اكثر من 100 الف شخص السبت الماضي في الجامع الكبير للتعبير عن تأييدهم لانتخاب مرشح مسلم. وتشكل الاتهامات الموجهة الى أهوك مثالا على عدم التسامح الديني الذي تنامى في السنوات الماضية في اندونيسيا مع ارتفاع عدد الهجمات التي تستهدف أفرادا من الأقليات وتصاعد نفوذ الإسلاميين المتطرفين. وشكلت الانتخابات كذلك ساحة للمواجهة بين كبار الفاعلين في المشهد السياسي الذين يرون في منصب حاكم جاكرتا القوي فرصة للترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2019. ويلقى وزير التعليم السابق تأييد الجنرال السابق برابويو سوبيانتو الذي خسر الانتخابات امام جوكوي في 2014. أما المرشح الثالث فهو ابن رئيس سابق للبلاد. أوليفيا رودونوو © 2017 AFP

مشاركة :