هزيمة حاكم جاكرتا المسيحي أمام خصمه المسلم في انتخابات سادها توتر ديني

  • 4/20/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

جاكرتا - (أ ف ب): مني حاكم جاكرتا المسيحي الذي يحاكم بتهمة إهانة الإسلام أمس الاربعاء بهزيمة أمام خصمه المسلم في انتخابات شهدت توترا دينيا في أكبر بلد مسلم في العالم عدديا. وافادت تقديرات موقتة لمراكز استطلاعات للرأي استنادا إلى نتائج فرز كل الاصوات بأن باسوكي تجاهاجا بورناما الملقب أهوك، حصل على 42 بالمائة من الاصوات مقابل 58 بالمائة لوزير التربية السابق انيس باسويدان المسلم.وتكشف هذه الانتخابات تزايد نفوذ المسلمين المحافظين المؤيدين لتيار متشدد في هذا البلد الذي يضم 255 مليون نسمة يتبع معظمهم الإسلام المعتدل. ونظم المتشددون في الاشهر الأخيرة تظاهرات حاشدة ضد الحاكم المسيحي المنتهية ولايته الذي يحاكم بتهمة التجديف. وشكل الاقتراع مواجهة بين كبار اللاعبين السياسيين في البلاد الذين يعتبرون منصب حاكم العاصمة التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة مؤشرا إلى ما ستكون عليه نتائج الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019. ودعي حوالي 7.2 ملايين ناخب إلى التصويت في هذه الدورة الثانية من الاقتراع، وتم حشد اكثر من ستين الفا من افراد قوات الامن لمواجهة اي فلتان. ويفترض ان تعلن النتائج الرسمية النهائية مطلع مايو. وفي مؤتمر صحفي، اعترف اهوك ضمنا بهزيمته وهنأ خصمه. وقال متوجها إلى الذين دعموه «أتفهم حزنكم وخيبة أملكم». اما خصمه فامتنع عن الاحتفال بالنصر. وقال في تصريحات صحفية: «ما زلنا ننتظر النتائج النهائية». على الرغم من احتجاجات عنيفة مرتبطة بقضية اتهام «اهوك» (50 عاما) التي ادت إلى انقسام حاد في المجتمع، حل الرجل في الطليعة في الدورة الاولى التي جرت في 15 فبراير بحصوله على 43 بالمائة من الاصوات، بينما حصل خصمه البالغ من العمر 47 عاما على اربعين بالمائة. لكن احتياطي الاصوات المؤيدة لاهوك كان ضعيفا. فالمرشح الثالث اغوس يودويونو نجل الرئيس السابق والمسلم ايضا، حصل على 17 بالمائة من الاصوات ولم يصدر توجيها إلى مؤيديه بالتصويت إلى أحد المرشحين. وبدا ان كل أصوات مؤيديه ستذهب إلى وزير التربية السابق. أهوك، وهو أول حاكم غير مسلم لجاكرتا والاول القادم من الاقلية الصينية، سيفقد بذلك منصبا وصل اليه تلقائيا في 2014 مع انتخاب رئيس البلدية السابق جوكو ويدودو رئيسا للبلاد فيما كان مساعده ويتمتع بشعبية كبيرة اصلا. قال أهوك المعروف بصراحته في سبتمبر ان تفسير بعض علماء الدين لآية في القرآن على ان واجب المسلمين انتخاب حاكم مسلم، خطأ محدثا موجة عارمة من الاحتجاجات في هذا البلد الذي يشكل المسلمون تسعين بالمائة من سكانه. واستغل مسلمون متشددون ومحافظون هذه التصريحات بينما تحدث خبراء عن «دوافع سياسية» وراء ذلك. واتهم حاكم العاصمة في نهاية 2016 تحت الضغط بالتجديف، وهو ما يمكن ان يؤدي إلى الحكم عليه بالسجن خمس سنوات. وسيصدر الحكم اليوم الخميس. اكتسب اهوك شعبية كبيرة في منصبه بسبب تصميمه على مكافحة الفساد المستشري في الوظيفة العامة وإجراء إصلاحات في جاكرتا المدينة الكبيرة المكتظة بالسكان وغير المنظمة. وخلال الحملة الانتخابية بين الدورتين، واجه خصمه المسلم انتقادات لأنه التقى قادة إسلاميين متشددين لتعزيز فرص فوزه. وبات السؤال المطروح في نظر كثير من الناخبين: «هل يمكن انتخاب حاكم غير مسلم؟» ويرى المحلل توبايس باسوكي ان هذه الانتخابات يمكن تلخيصها في «مواجهة بين التعددية في اندونيسيا وبين نوع جديد من الإسلام السياسي يؤججه إسلاميون من أنصار خط متشدد». وتشكل الاتهامات التي وجهت إلى اهوك نموذجا واضحا من التعصب الديني الذي تصاعد في السنوات الأخيرة في اندونيسيا وتمثل بتزايد الهجمات على الاقليات وتزايد تأثير الإسلاميين المتطرفين.

مشاركة :