على الرغم من البيانات الأخيرة التي كشفتها وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" عن أن القطبين المغناطيسيين للأرض يضعفان بصورة أسرع مما كان يعتقده العلماء سابقا، اكتشف باحثون أخيرا أن قطعا خزفية صنعت قبل 3 آلاف عام في القدس، أسهمت في قياس مجال الأرض المغناطيسي خلال تلك الفترة بالصدفة، إذ قارنوا هذه القياسات مع القياسات التي تحدث الآن. ووفقا لموقع الراديو الوطني الأميركي، أكد مجموعة من علماء الآثار والجيوفيزياء في مجلة "الأكاديمية الوطنية للعلوم" PNAS، أنهم كانوا يقومون أيضا بإنشاء سجل طويل الأمد لمستوى النشاط تحت أقدامهم بـ2000 ميل، وأن هذا السجل أصبح الآن يعطي مؤشرات وأفكارا عن الغموض الكبير حول هذا الكوكب، وكيف لمجاله المغناطيسي أن يتغير مع مرور الوقت. ومن المعروف أن العصر الحديدي في الجزء الخارجي من لب الأرض يولد المجال المغناطيسي، إذ إنه يتحرك حول اللب مع دوران الأرض، ولكن السبب حول بداية تغير المجال المغناطيسي ما يزال مجهولا. وقبل 3 آلاف عام، كان حرفيو الخزف يرمون الطين والحديد المنصهر الذي كان يدور تحتهم كقطع صغيرة من المعادن المغناطيسية في طين الخزف، وعندما كانت الجرات تسخن في الفرن ثم تُبّرد، فإن هذه المعادن تتجمع وتتجمد مثل البوصلات الصغيرة، متجاوبة مع اتجاه وقوة المجال المغناطيسي للأرض في ذلك الوقت. ومن خلال دراسة مقابض الجرات الحديدية البالغ عددها 67، اكتشف العلماء أن النشاط المغناطيسي للأرض كان متقطعا أكثر مما كان يعتقد الناس، إذ تشير النتائج إلى أنه أواخر القرن الثامن قبل الميلاد كان لب الأرض نشطا، وارتفعت كثافة المجال المغناطيسي إلى ما يقارب ضعف ما هي عليه اليوم، ولذا سمي ذلك العصر "العصر الحديدي المرتفع".
مشاركة :