المعارضة تقترب من «تحرير» حي المنشية في درعا

  • 2/16/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد حي المنشية الواقع داخل درعا البلد، معارك ضارية بين قوات النظام والميليشيات الموالية لها من جهة، وبين غرفة عمليات «البنيان المرصوص» التي تضمّ فصائل المعارضة من جهة ثانية، حيث أعلنت الأخيرة، في بيان أنها «باتت قريبة من السيطرة على حي المنشية، بعد أن حررت جامع المنشية والأبنية المحيطة به، وبعد ساعات قليلة من تحرير كتلة النجار الاستراتيجية، وسط قصف مدفعي متبادل بين الطرفين». وأفادت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة، بأن «غرفة عمليات (البنيان المرصوص) فجّرت مستودع أسلحة تابعا لقوات النظام في حي المنشية». وقالت إن «أعمدة الدخان تصاعدت من المنطقة»، مشيرة إلى أن «غرفة العمليات المذكورة نشرت صورا لضباط وعناصر من قوات النظام قتلوا في المعارك الدائرة في الحي». وأكدت أن «الكتائب المرابطة في محيط بلدة خربة غزالة، ساندت ثوار درعا البلد، ودارت اشتباكات عنيفة جدًا مع قوات النظام، على الطريق الواصل بين البلدة ومدينة درعا، في محاولة من هذه الكتائب، لقطع طرق الإمداد عن قوات النظام، كما استهدفت فرع المخابرات الجوية وحاجز المحكمة الجديدة في درعا المحطة بقذائف المدفعية الثقيلة والهاون». هذا التقدم الميداني للمعارضة، ردّ عليه النظام بغارات جوية شنتها الطائرات الحربية والمروحية، على أحياء مدينة درعا وأحياء درعا البلد الواقعة تحت سيطرة المعارضة، كما تعرضت بلدات تل شهاب واليادودة والجيزة والحارة والمسيفرة ومعربة والغارية الشرقية والغارية الغربية لقصف مدفعي، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية على بلدة النعيمة. وتبدو معركة درعا مرتبطة بحسابات خارجية، بحسب الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، الذي قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن هذه التطورات «تأتي في إطار المعركة الاستباقية، للردّ على ما يجري تداوله عن توافقات إقليمية مع روسيا، تفضي إلى إعادة فتح معبر نصيب، وهو المعبر الرئيسي على الحدود مع الأردن، وإعادته إلى سلطة النظام»، لافتًا إلى أن معركة الجنوب «تنطوي أيضًا على رسائل سياسية تفيد بأن الضغوط الإقليمية التي كانت تمارس على فصائل الجبهة الجنوبية من أجل تجميد جبهة الجنوب، تراجعت إلى حدّ كبير». وقال رحال: «ما دام أن الروس ماضون بمراوغتهم في تثبيت وقف إطلاق النار، فإن الأيام القادمة ستشهد اشتعال جبهات أخرى»، مؤكدًا أن الفصائل المعارضة في درعا «تطبق مبدأ الدفاع عن النفس، لأن طائرات الأسد ومدفعيته، لم توقف قصفها للمناطق المحررة»، مذكرًا بأن «الروس أبلغوا وفد المعارضة إلى محادثات آستانة، أن بإمكانهم الردّ على خروقات النظام، من ضمن حق الدفاع عن النفس». بدوره، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن معركة «الموت ولا المذلة»، التي أطلقتها الفصائل «تهدف إلى استكمال السيطرة على حي المنشية في درعا البلد بالكامل»، لافتًا إلى أن الفصائل «تمكنت في الأيام الثلاثة الماضية، من السيطرة على كتلة النجار الممتدة من دوار الكازية إلى غرب مسجد المنشية، وترافقت الاشتباكات مع تفجير مقاتلين من (هيئة تحرير الشام) لعربتين مفخختين، استهدفتا تمركزات لقوات النظام، وسط قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين». وقال المرصد، إن «الاشتباكات المستمرة منذ يوم الأحد الماضي، خلّفت عشرات القتلى من قوات النظام وميليشياته ومقاتلي المعارضة والمدنيين». هذه التطورات، أجبرت النظام على استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، للحد من تقدم المعارضة، وحماية مواقعه الآيلة إلى السقوط بحسب ناشطين، حيث أكد هؤلاء أيضًا، أن «حزب الله اللبناني عزز قواته في حي المنشية بمدينة درعا، ودفع بمزيد من العناصر والرشاشات المتوسطة والثقيلة، لمساندة قوات النظام في تصديها لتقدم فصائل المعارضة داخل الحي». من جهته، أعلن «مكتب أخبار سوريا» المعارض، أن «فصائل المعارضة سيطرت على حاجزين عسكريين في حي المنشية بمدينة درعا، بعد مواجهات عنيفة مع القوات النظامية وميليشيا (حزب الله) اللبناني المساندة لها». وقال إن «الطيران الحربي الروسي شنّ أمس تسع غارات على درعا البلد، وحي طريق السد الخاضعين لسيطرة المعارضة»، مشيرًا إلى أن الطائرات الروسية «نفذت غارات مكثفة على مناطق متفرقة بمحافظة درعا، تزامنا مع استمرار المواجهات والقصف المتبادل بين فصائل المعارضة وقوات النظام في حي المنشية الخاضعة معظم أجزائه لسيطرة النظام».

مشاركة :