بدأت أمس مباحثات رباعية في جنيف جمعت وزيرالخارجية الأمريكي جون كيري والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون ووزير الخارجية الأوكراني أندري ديشيتسيا ونظيره الروسي سيرجي لافروف. وقال دبلوماسيون غربيون قبيل المباحثات إنهم لا يتوقعون أن تسفر عن تقدم كبير في الأزمة، ولاسيما أن روسيا لديها خلافات جذرية مع باقي الدول بسبب دور موسكو في ضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية لأراضيها وبسبب الاضطرابات الحالية في شرق أوكرانيا حيث الاقلية الروسية. ومن المقرر أن يبحث المشاركون سبل احتواء الازمة ونزع الأسلحة من المتظاهرين، والإصلاحات الدستورية والانتخابات في أوكرانيا، في حين تريد الدول الاوروبية من روسيا أن تسحب الالاف من جنودها الذين نشرتهم على حدودها مع أوكرانيا. إلى ذلك اعترف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بأن جهود حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتوسع لما هو أبعد من حدوده الشرقية كان سببا «جزئيا» لضم شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسى. إن موقع القرم على البحر الاسود له أهمية جيوسياسية، وأحد أسباب اتخاذ خطوة ضم شبه جزيرة القرم كان لتجنب «زيادة نفوذ حلف الأطلسي» هناك. وأضاف إن روسيا أخطرت أثناء مؤتمر ميونيخ للامن مطلع هذا العام أن جهود الناتو لاستيعاب على دول الاتحاد السوفيتى سابقا «ليس من شأن روسيا». وقال الرئيس الروسى إن بلاده سوف «تستخدم جميع الوسائل» لمساعدة الاوكرانيين الناطقين باللغة الروسية في شرق وجنوب شرق أوكرانيا على «تقرير مصيرهم». وقال بوتين إن بلاده «تمتلك الحق في استخدام القوات المسلحة» في المنطقة، مضيفا أنه يأمل أن لا يضطر الروس «لاستخدام هذا الحق».وأكد بوتين تأييده لحل الصراع الحالي في أوكرانيا عبر المفاوضات. يأتي ذلك في أعقاب العملية العسكرية التي نفذتها قوات حكومية في أوكرانيا ضد انفصاليين شرقي البلاد، مساء أول أمس الأربعاء والتي قالت الحكومة إنها أدت إلى مقتل ثلاثة من الانفصاليين وإصابة 13 آخرين. من جهته قال جهاز أمن الدولة الأوكراني أمس الخميس إن أوكرانيا تحتجز حوالى عشرة مواطنين روس كلهم لهم علاقات سابقة بالمخابرات. قالت متحدثة باسم الجهاز «لدينا حوالي عشرة روس محتجزين لديهم جوازات سفر روسية». وأضافت «لديهم كلهم خبرة في عمل المخابرات. وتابعت أنه يجري التحقيق معهم.