تواجه قمة الاتحاد الأوروبي مع زعماء أمريكا اللاتينية والكاريبي بعض الخلافات في وجهات النظر، لا سيما المسألة الأوكرانية. ويسعى الأوروبيون إلى حشد الدعم الدولي ضد موسكو، بيد أنه لا يوجد موقف مشترك لدول المجموعة اللاتينية. بروكسل، قمة زعماء أوروبا وجموعة أمريكا اللاتينية (18 يوليو 2023) يواجه زعماء الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، مهمة عسيرة اليوم (الثلاثاء 18 يوليو/ تموز 2023)، تتمثل في الوصول إلى موقف مشترك بشأن الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا ، وذلك خلال قمة منعقدة حاليا في بروكسل. وتضغط دول الاتحاد الأوروبي من أجل المزيد من التضامن مع أوكرانيا، كما تهدف إلى إدانة الحرب في الإعلان المشترك الذي سيتم نشره في نهاية الاجتماع. إلا أن الدول اليسارية - كوبا وفنزويلا ونيكاراجوا - وهي أقوى الدول المؤيدة لروسيا، تشارك أيضا على طاولة المفاوضات في بروكسل. ظهرت خلافات بين الجانبين منذ بدء المفاوضات المتعلقة بإصدار إعلان مشترك عن القمة، ولا سيّما بسبب رغبة الأوروبيين في ذكر الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى حشد أكبر قدر ممكن من الدعم الدولي ضد موسكو، لكنّ الدول الـ33 في مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي ليس لديها موقف مشترك حيال هذه القضية ولا تريد أن يهيمن هذا الموضوع على المناقشات. وقالت الرئاسة الفرنسية إن "هدفنا ... هو أن تدعم كل دول المنطقة أوكرانيا وتقدّم الدعم للحكومة الأوكرانية ، على الأقلّ في تصريحاتها، للإشارة إلى انتهاكات للقانون الدولي تُواجهها البلاد". ورفضت البرازيل إمداد أوكرانيا بالأسلحة أو فرض عقوبات على روسيا. وأثار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا جدلا من خلال حديثه مرارا عن مسؤولية مشتركة لكييف وموسكو في اندلاع النزاع، رغم إدانته الغزو الروسي لأوكرانيا. كذلك، فإن ثمة بلدانا مثل كوبا وفنزويلا تبقى حليفة لموسكو. ومن جانبه، قال رئيس وزراء لوكسمبورغ، خافيير بيتيل، في تعليق على المفاوضات القائمة: "من المهم القول إنكم لا يمكنكم إعادة كتابة التاريخ، وأن الروس هاجموا أوكرانيا، إنها حقيقة"، مضيفا: "عليكم أن تقفوا إلى جانب الحق". من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الأيرلندي، ليو فارادكار، إنه يفضل عدم إصدار بيان مشترك، بدلا من استخدام "لغة لا تعني أي شيء". فيما قال رالف جونسالفيس، رئيس وزراء سانت فنسنت وجزر جرينادين، الذي يترأس مجموعة تضم أكثر من 30 دولة من أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ممثلة في بروكسل: "أنا على يقين تام بأننا سنصل إلى نتيجة جيدة". وكانت بعض القوى الاقتصادية الاكبر حجما، ومن بينها المكسيك والأرجنتين والبرازيل، أكثر ترددا في دعم أوكرانيا بالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي. ومن جانبه، أدان الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز، الحرب الروسية، إلا أنهم امتنعوا عن فرض عقوبات بعيدة المدى على موسكو. وبدلا من ذلك، أكدوا مرارا على تبعات الحرب، على أسعار الغذاء والطاقة حول العالم، على سبيل المثال. ويطالب العديد من قادة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بإجراء محادثات سلام. ومن الموضوعات الأخرى التي تمت مناقشتها خلال القمة التي تستمر لمدة يومين، اتفاقية التجارة الحرة المتعثرة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل دول ميركوسور، وهي الأرجنتين، والبرازيل وباراجواي وأوروجواي. ويعود تاريخ آخر قمّة بين الجانبين إلى العام 2015، وهما يحاولان بالتالي تعويض الوقت الضائع، لكنّ التقارب لا يخلو من صعوبات ع.أ.ج/ ح ز (د ب ا، أ ف ب)
مشاركة :