أثارت تصريحات ترامب الأخيرة، حماسة التيار اليميني في إسرائيل، وحفيظة الفلسطينيين والعرب، بينما تبدو نوايا ترامب الحقيقية غير واضحة. وأشاد الحلفاء السياسيون لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اليمين المتطرف أمس، بالتحول في الموقف الأميركي عن دعم قيام دولة فلسطينية وتجاهلوا دعوة الرئيس دونالد ترامب للحد من البناء الاستيطاني على الأرض المحتلة. وكان ترامب تخلى، أمس الأول، في أول لقاء له مع نتنياهو وجهاً لوجه منذ تنصيبه عن الالتزام الأميركي بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بعد أن ظل هذا الحل على مدى سنوات طويلة يمثل حجر الزاوية في سياسة واشنطن في الشرق الأوسط. وقال الرئيس الجمهوري، إنه سيقبل أي حل سلمي يختاره الإسرائيليون والفلسطينيون سواء انطوى على قيام دولتين أو على أساس دولة واحدة. وقال ترامب "أستطيع التعايش مع أي من الحلين". ونسب حزب البيت اليهودي القومي المتطرف المشارك في حكومة نتنياهو الائتلافية بعض الفضل في هذا التحول لنفسه. واعتبر وزير التعليم الإسرائيلي نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي اليميني القومي المتطرف، أن "العلم الفلسطيني نزل عن السارية"، في إشارة إلى انتهاء فكرة إقامة دولة فلسطينية. وأضاف بينيت أمس، أن نتنياهو "أظهر قدرة قيادية وقام بخطوة مهمة من أجل أمن إسرائيل"، معتبراً أنه توجد للفلسطينيين دولتان من زمن، غزة والأردن، ولا توجد حاجة للبحث في إقامة دولة ثالثة". ودعا إلى تكثيف البناء الاستيطاني: "علينا أن نبني بحرية في القدس (المحتلة) وفي باقي بلادنا"، في إشارة إلى الضفة الغربية. وقبل رحلة نتنياهو، قال بينيت على فيسبوك، إن "الأرض ستهتز" إذا استخدم رئيس الوزراء كلمتي "الدولتين" أو "فلسطين" في واشنطن. وبالفعل لم يستخدمهما. ولم يستبعد نتنياهو، الذي أيّد إقامة دولة فلسطينية بشروط عام 2009 صراحة إقامة وطن للفلسطينيين خلال محادثاته مع ترامب، لكنه تحاشى استخدام لفظ الدولتين في تصريحاته. من جانبها، حذرت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة عضو الكنيست تسيبي ليفني، من كتلة المعسكر الصهيوني، من أن تتحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، ومن إعطاء حق الاقتراع لمليون فلسطيني آخر، مما سيقود إلى فقدان السيطرة اليهودية. وعلى النقيض، أبدى الفلسطينيون انزعاجهم لتغير لهجة الخطاب الأميركي، وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان التزامه بحل الدولتين، وطالب بوقف التوسع الاستيطاني. وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان "تمسكها بخيار الدولتين"، مشيرة إلى استعدادها "للتعامل بإيجابية مع إدارة ترامب لصناعة السلام". ويؤكد المسؤولون الفلسطينيون التزامهم بحل الدولتين، الذي سيؤدي إلى وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية تتعايشان جنباً إلى جنب بسلام، وتكون الدولة الفلسطينية ضمن الحدود التي رسمت في أعقاب حرب يونيو 1967. وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أمس من أن نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس سيفجر الوضع في الشرق الأوسط وينسفه بشكل غير مسبوق في هذا الإقليم. وأكد أبوالغيط أن التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية تتأسس على حل الدولتين. من جانبه، أكد المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، أمس، أن موقف مصر واضح ومعروف من حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية . وأضاف أبوزيد، في تصريحات صحافية، أنه يتأسس على دعم مصر لحل الدولتين باعتباره الحل الذي يوجد توافق دولي بشأنه ويلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وتابع المتحدث، أن "مصر ستستمر في تواصلها مع الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة لتشجيع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على استئناف المفاوضات وتهيئة المناخ الملائم لنجاح تلك المفاوضات".
مشاركة :