«مو هذا القادسية»، فقد خرج خالي الوفاض من ثالث بطولة هذا الموسم: السوبر، وكأس ولي العهد، وكأس الأمير، وجميعها على يد خصمه «الكويت» الذي سيطر على المواجهات العشر المباشرة الأخيرة، بثمانية انتصارات مقابل هزيمة وتعادل. بالفعل «مو هذا القادسية». البعض يلقي اللوم على الإدارة، وجانب آخر على الجهاز الفني، واخرين على اللاعبين، وللحقيقة فإن جميع هؤلاء يشتركون في جريمة واحدة هي «قتل القادسية» مع سبق الإصرار والترصد. مجلس الإدارة يتحمل الجانب الأكبر من مسؤولية تدني مستوى جميع الألعاب، خصوصاً كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، وقد تكون بعض الألعاب الأخرى وصلت الى حد الانهيار والاختفاء من خارطة البطولات. إدارة النادي حالياً تفتقد الى القيادة كما كانت في السابق، في عهد خالد الحمد وعبدالعزيز المخالد ويوسف المشاري وعبدالمحسن الفارس والشيخ طلال الفهد، وأصبحت الرئاسة من بعدهم محط خلاف وساحة معركة وتصفية حسابات. «العواصف» بدأت منذ تولي فواز الحساوي المسؤولية، حين واجه براكين داخل المجلس وخارجه، حتى اضطر الى الخروج من «الجحيم الرئاسي». توقع البعض أن يعيد خروج الحساوي للنادي الهدوء خصوصاً بعد تولي الشيخ خالد الفهد زمام الامور، لكن الحال ساءت بشكل أكبر ومن النواحي الإدارية والفنية كافة، حتى ضاعت فيها هوية «الأصفر»، وأصبح النادي أشبه بـ «قلعة مهجورة». كرة القدم هي الروح والأوكسجين الذي تتنفس من خلاله جماهير القادسية الكبيرة. خلال السنوات الثلاث الاخيرة، ساءت نتائج الفريق الأول، وبات حصاده للبطولات أقل، ولم يعد كما كان في السابق. بات الفريق في وادٍ، وإدارة النادي في وادٍ آخر. الادارة «شالت» يدها من دعم الفريق بحجة عدم توافر موارد مالية تكفي لتمويل احتياجاته، من معسكرات ورواتب تحفيزية. ولعل هروب المحترفين الأجانب في الموسم الماضي مثل الغاني رشيد سومايلا والغيني سيدوبا سامواه، فتح كل الجراح في عدم قدرة الإدارة القدساوية على تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على هوية الفريق. مسلسل الهروب لم يتوقف عند المحترفين الأجانب، بل شمل النجوم المحليين، إذ لم تترد إدارة «الأصفر» في قبول عرض الاتحاد السعودي لضم فهد الانصاري، وكذلك زميله سلطان العنزي مع الخور القطري، مقابل مبالغ زهيدة. كل ذلك جعل نجم الفريق الصاعد أحمد الظفيري يتعاقد هو الآخر مع القادسية السعودي من دون الالتفات الى إدارة النادي. «مو هذا القادسية»، بسبب إدارة ضعيفة فقدت السيطرة تماماً على الفرق الجماعية، وخصوصاً كرة القدم التي تحولت القيادة فيها الى عدد من اللاعبين الذين يحددون مواعيد التدريب والتشكيلة، ووجهة المعسكرات الداخلية والخارجية. الجانب الإداري في الفريق الأول بقيادة محمد بنيان في موضع لا يحسد عليه. لقد سعى بنيان في بداية عمله الى تطبيق بعض الجوانب المهمة، لكنه صدم من الوضع وقبل بحكم اللاعبين على مضض من أجل أن تسير الأمور بسلام من دون الدخول في صراع أشبه ما يكون بالانتحار الشخصي. الموسم الحالي كشف تماماً أن القادسية لا يمكن أن يكتب له النجاح من دون ان يكون بقيادة إدارة ناد حقيقية تمسك بكل القرارات، وتكون صاحبة الكلمة الفصل في تحديد المهام، كما هو حاصل في إدارة نادي الكويت. لا يجوز أن يكون للاعب دور سوى داخل «المستطيل الاخضر». الاعتذار للجماهير من قبل عدد من اللاعبين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد الخسارة الاخيرة، يعكس لنا المشهد المؤلم، فكل شيء بيد هؤلاء اللاعبين، وشعورهم بسخط المشجعين وضعهم في موقف حرج. وحتى لو كانت إدارة النادي مقصرة بحقهم، الا ان الأداء والروح واحترام الجماهير كانت مفقودة، وهي السبب الرئيسي في الخسارة، باستثناء بعض اللاعبين مثل مساعد ندا وأحمد الفضلي ورضا هاني الذين كانوا الأكثر روحاً وحماساً لتجاوز العقبات في سبيل «الفانيلة الصفراء». يبدو أن الفريق سيخرج هذا الموسم خالي الوفاض من الالقاب والاداء والروح، وسيقتل كل ما هو جميل من ذكريات النادي الاكثر شعبية وجماهيرية في الكويت. يا حسافة على «الأصفر»، ويا حسافة على التاريخ الجميل... «مو هذا القادسية».
مشاركة :