الصعوبات تحاصر استثمارات الشركات الخليجية في العراق تزايدت المؤشرات على ارتفاع حجم العقبات والصعوبات التي تواجه استثمارات معظم الشركات الخليجية في العراق. وقد دفع ذلك العديد منها إلى اللجوء للتحكيم الدولي لضمان حقوقها وإلزام الحكومة العراقية بالوفاء بتعاقداتها. العرب [نُشرفي2017/02/17، العدد: 10546، ص(11)] عقبات وتحديات أمام طريق الاستثمارات الخليجية في العراق دبي – أكد خبراء ومحللون اقتصاديون أن العقبات والتحديات أمام استثمارات الشركات الخليجية في العراق، قد يدفعها إلى الخروج من استثماراتها هناك وضخها في أسواق بديلة في ظل تزايد قتامة التوقعات المستقبلية. ويعاني العراق من عدة مصاعب سياسية واقتصادية وأمنية في ظل حربه ضد تنظيم داعش وتراجع أسعار النفط، الذي أدى إلى اختلالات وعجز قياسي في الموازنة العامة. وقال إبراهيم الفيلكاوي، الخبير الاقتصادي في شركة الدراسات المتقدمة الكويتية إن بعض الشركات الكويتية تواجه مصاعب كبيرة في استثماراتها بالعراق، أبرزها شركة أجيليتي للمخازن العمومية وزين للاتصالات. وأعلنت أجيليتي، التي تملك الحكومة الكويتية 20 بالمئة من أسهمها، أنها تقدمت بطلب تحكيم إلى المركز الدولي لمنازعات الاستثمار لتسوية نزاع بشأن “مصادرة حكومة العراق بشكل غير مباشر” لاستثمارات بقيمة 380 مليون دولار في قطاع الاتصالات العراقي. وقالت الشركة إن الحكومة العراقية لم تحترم التزاماتها وفقا لاتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، والموقعة من قبل العراق والكويت. وأكد مسؤول عراقي أن شركة اتصالات عراقية تابعة للقطاع الخاص صادرت استثمارات الشركة الكويتية، بعد رفض هيئة الاتصالات والإعلام الحكومية الموافقة على إتمام شراكة بين الطرفين. شركة دانة غاز الإماراتية فازت في تحكيم دولي يطالب حكومة إقليم كردستان بدفع مستحقاتها المتأخرة ونسبت وكالة الأناضول إلى ناظم كاظم رئيس لجنة الخدمات والإعمار في البرلمان العراقي قوله إن “شركة أجيليتي وشركة كورك العراقية للاتصالات عملتا على تأسيس شراكة بينهما في مجال الاتصالات داخل العراق”. وأوضح أن “شركة كورك لم تلتزم بضوابط وشروط هيئة الاتصالات والإعلام بتوسيع عملها جنوب العراق وتحسين خدماتها، لذا تم رفض إتمام الشراكة بين الشركتين” وأكد أن “الخلاف بين شركة كويتية وشركة عراقية خاصة وليست شركة حكومية”. وكانت وزارة العدل العراقية قد أكدت نهاية العام الماضي أنها تسعى لاتخاذ جميع الإجراءات المشجعة على جذب الاستثمارات العربية إلى العراق، وخاصة ما يتعلق بمواضيع التحكيم التجاري وتسوية المنازعات. كما أكدت الحكومة إصدار تشريعات وتسهيلات لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية. وقال الفيلكاوي إن هذه النزاعات تؤثر سلباً على استثمارات الشركات الكويتية في العراق، ما قد يدفع هذه الشركات إلى التخارج باستثماراتها وضخها في أسواق بديلة، تحقق لها عوائد أفضل. وذكرت شركة زين الكويتية للاتصالات في يناير الماضي أن الوحدة التابعة لها في العراق استلمت طلبا من هيئة الإعلام والاتصال العراقية، لسداد غرامة بقيمة 100 مليون دولار. وأضافت أنها قررت تقديم طعن أمام المحكمة التجارية العراقية، وإثارة مسألة عدم دستورية تحصن قرارات الهيئة من الطعن. وأكدت أنها ستطلب من المحكمة منع الهيئة من القيام بأي إجراءات تنفيذية لتحصيل المبلغ حتى الانتهاء من قضية الطعن. وقال مروان الشرشابي، مدير إدارة الأصول في شركة الفجر للاستشارات المالية إنه “رغم تزايد استثمارات الشركات الخليجية في العراق، لا تزال عدة شركات تواجه تحديات جمة، تهدد استثماراتهما وينبغي على الحكومة العراقية سرعة حلها”. وتشير التقديرات إلى أن 69 شركة خليجية تعمل في إقليم كردستان العراق في 2016، غالبيتها سعودية وإماراتية وكويتية. وفازت شركة دانة غاز الإماراتية هذا الأسبوع في تحكيم دولي ضد حكومة إقليم كردستان لسداد مستحقات ائتلاف تقوده الشركة عن إنتاج النفط والغاز من حقول الاقليم بين يوليو 2015 إلى نهاية مارس 2016.
مشاركة :