داليبور... أم هيبة «الأصفر» ؟ - رياضة محلية

  • 2/18/2017
  • 00:00
  • 46
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين رحيل نجوم القادسية عن سماء المنافسات المحلية، وارتباك المدرب الكرواتي داليبور ستاركيفيتش إزاء تعويض قيمة لاعبيه الراحلين عن الفريق هذا الموسم، فهد الأنصاري وسلطان العنزي وأحمد الظفيري، يعيش «الأصفر» حالة من التدهور الفني ستكلف النادي وفق المعطيات الفنية الخروج من هذا الموسم دون تحقيق أي بطولة على خلاف السنوات الماضية التي عانق فيها لاعبوه مختلف البطولات واعتلوا منصات التتويج. بدت ملامح اهتزاز الصورة الفنية تظهر منذ بداية الموسم وتحديدا عندما أصر المدرب على نهج الاستحواذ بنفس الفكرة التي لا يستطيع الأصفر تطبيقها إلا بوجود فهد الأنصاري. ومن الغريب اصرار داليبور على منح رضا هاني نفس الدور الذي كان يقوم به الأنصاري على الرغم من وجود فارق كبير بين إمكانات الاثنين في فكرة بناء الهجمة و تطبيق أسلوب الاستحواذ، فالأنصاري كان يتميز بقدرته على ربط خطوط الفريق من خلال نزوله بين قلبي الدفاع وتمرير الكرة للاعب الأقرب والتحرك العرضي ليكون خيارا متاحا للاعب الذي بحوزته الكرة، وكذلك يتميز فهد برؤيته لأي لاعب يتحرك بين خطوط الخصم وتمرير الكرة له في أماكن تشكل خطرا على الفريق الخصم. في المقابل، بينما يلعب رضا هاني بقتالية دفاعية كبيرة ولكنه لا يجيد أسلوب الاستحواذ ويلعب التمريرة ومن ثم يقوم بتحرك خاطئ جدا وهو الصعود للإمام بعد أن يمرر وهنا ينعدم دوره في أسلوب الاستحواذ لأن رضا يتقدم في مكان لا يمكن أن يراه فيه اللاعب الذي بحوزته الكرة، كذلك عدم تحركه بشكل عرضي كما كان يفعل الأنصاري يمنعه أن يكون خيارا للتمرير لأنه أصبح منعدم الرؤية ونستغرب كل الاستغراب أن داليبور لا يقوم بتصحيح هذا الخطأ في تحركات رضا هاني والأغرب إن كان المدرب الكرواتي مقتنعا بتحركات هذا اللاعب من ناحية بناء الهجمة. رضا لاعب متميز بالشق الدفاعي ولكنه يحتاج إلى مدرب يعرف أن امكاناته الفنية مختلفة عن إمكانات الأنصاري ولذلك يجب أن تكون أدواره مختلفة ولعل أي مدرب له نظرة فنية ثاقبة يتعين عليه في حال رحيل نجم بقيمة الأنصاري أن يبحث عن أسلوب في الاستحواذ ينسجم مع إمكانات لاعبيه الفنية فمن الممكن جدا أن يستعيض داليبور بإمكانات محمد الفهد وعبدالعزيز المشعان وصالح الشيخ في عملية تطبيق أسلوب الاستحواذ من خلال اخراج الكرة من الأطراف لأن المشعان والفهد يتميزان في اللعب بطرفي الملعب على أن يكون الشيخ اللاعب الذي يتحرك بين الخطوط ويظل رضا هاني لاعب رقم ( 6) بواجبات دفاعية بحتة ولكن لا نجد أي فكرة من المدرب جديرة بتعويض رحيل الأنصاري وهنا يقع العجز. وبغض النظر عن مباراة «الكويت» والقادسية الأخيرة وما جرى فيها من «كوارث» في التنظيم الدفاعي ابتداء من الرباعي الخلفي مرورا بتمزق خط الوسط، وانتهاء بفشل ضغط المهاجمين على مفتاح بناء الهجمات بفريق «الكويت»، فإننا نجد أن هذا الخلل موجود في أغلب المباريات ضد الفرق الكبيرة. فأمام «العميد» بدأ الخلل عندما ترك مهاجمو «الأصفر» محمد كمارا يتسلم بكل أريحية وقاموا بالضغط على خياراته في التمرير دون أي مبرر فني فيما تحرك فراس الخطيب و جمعة سعيد بين خطوط القادسية دون أن رقابة من لاعبي الارتكاز رضا هاني وصالح الشيخ فضلا عن تحركات خاطئة لرباعي الدفاع مع أغلب هجمات المنافس، ففي إحدى هجمات «الكويت» توجه الخط الخلفي بأكمله للاعب الحائز على الكرة وتركوا رقابة من ذهبت إليه الكرة وكاد أن يسجل، وكذلك لا يوجد أي انسجام في تحرك كشف التسلل. سقط المدافعون في هذا الخطأ في أكثر من مباراة، ولنتذكر هدف نايف زويد مهاجم السالمية في المباراة التي تعادل بها القادسية في الوقت بدل الضائع، والمدهش أن أخطاء الفريق في الخطوط الثلاثة تتكرر في كل مباراة، فنجم مثل بدر المطوع يتحرك بعشوائية غريبة ويتواجد في كل مكان في الملعب في ظل صمت غريب من المدرب، فما هو المبرر الفني أن يتواجد المطوع في مكان تمركز الشيخ ورضا، وما هو المنطق في ألا يتقيّد بدر في أي دور دفاعي يتمثل بالضغط على لاعبي ارتكاز الخصم وهذا أسهل دور دفاعي لأي مهاجم. هيبة نادي القادسية أكبر من أي نجم ومن أي مدرب والأغرب من هذا كله هو إصرار الإدارة على إبقاء داليبور دون وجود مساعد كما لا نعلم سر الإصرار على التمسك بمدرب لا يعرف خصائص لاعبي فريقه؟

مشاركة :