«عاش واقف» - مقالات

  • 2/18/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

«عاش واقف»، هو تعبير عن الإعجاب لكل مَنْ تحمس على لحن أغنية أو إيقاع معين، ويكون ذلك خلال الحفلات الغنائية الخاصة التي يطلق عليها في لهجتنا الكويتية - السمرة - فيكون المتحمسون والراقصون عوامل إثارة لإعطاء «السمرة» جواً من الحماس والمتعة، فما إن يقفز شخص إلى وسط «السمرة» راقصا أو مصفقا، إلا وصرخ المغني بأعلى صوته «عاش واقف»، لكي يزيد في عطائه ورقصه وهزه. وها نحن نعيش نوعاً مشابهاً لما يحصل في «السمرات» ولكن بطريقة مختلفة. والاختلاف في أنَّ المشاركين في هذا النوع هم الحكومة وبعض مَنْ يمثل الشعب، فالحكومة تلعب دور المغني لتعطي بعضهم لحناً يعجبه أو قضية يتاجر فيها أمام الناس فيظهر بطلاً صنديداً أمام ناخبيه، وتعطي الآخر إيعازا للتحرك في قضية ما، وتصرخ بأعلى صوتها عن طريق ما تسيطر عليه من إعلام ووسائل تأثير «عاش واقف»، فلا يمكن أن تكون الفوضى الحاصلة في بعض جلسات مجلس الأمة من سُباب وشتم وقلة أدب وليدة الصدفة، أو أنَّ فتح قضايا لا تهم الشارع أو المواطن من مزاج أحد النواب، ولكنَّها عملية مدروسة من قبل أحدهم، إمَّا تعطيلاً لدور المجلس الذي بدأ حماسياً قوياً يتطلع إلى رسم صورة مختلفة عن سابقاتها من مجالس يأس المواطن منها في تحقيق رغباته. فما فائدة أن يناقش النواب موضوع عيد الحب، ويصبح هناك سجال بين النواب وآراء شرعية بين الإباحة والتحريم. وهل وصلت التفاهة إلى أن يضيع وقت المجلس في سؤاله عن الشخص الذي جمع الورود من على مكاتب النواب! هي حركات لا يمكن وصفها إلا بالتافهة، ويعرف فاعلها أنَّ الإعلام سيتعاطى معها وسيكون لها صدى بين أوساط المتابعين وكل هذا الأمر يندرج تحت شعارٍ كبير - الجمهور عاوز كده-. خارج النص: للأسف نحن لا نملك رؤية نيابية نسير عليها متبعة وإنجازاً وتحقيقاً، ولكننا نسير وفق ردّات فعل من النواب لما يكون ساخنا من مواضيع في الشارع فيقفز لها البعض متصدرا مشهدا لا يليق بأن يتصدره طفل صغير، فما بالك بنائب عن الأمة بأسرها!. إنَّ النظام الانتخابي الأشوه الذي ينتج مثل هؤلاء الأشخاص، لا بد علينا أن نتكاتف لتغييره، فمهما حاولنا أن نصلح البلد ونعالج مشاكلها لن نستطيع لأننا وبكل بساطة نعالجها بالدواء الخطأ. سألني أحد طلبتي: لماذا يا أستاذ لا نستطيع أن نصلح البلد ونقضي على الفساد ونتطور؟ فقلت له: بكل بساطة يا بُنيَّ إننا نصنع أجمل وأفخم قطار ولكننا نضعه على قضبان مُعوجَّة، فلا يستطيع القطار أن يسير ولو لمتر واحد للأمام، وإذا أردنا أن يسير قطارة التنمية لا بُدَّ علينا أن نضع له قضبانا سليمة وقوية يسير عليها. AlSaddani@hotmail.com

مشاركة :