ماذا ننتظر من (إمام مسجد) أو (خطيب جمعة) مشغول طوال الوقت؟ وقلبه مُعلق بأكثر من وظيفة -اللهم لا حسد- فتجده مُعلماً، وإماماً، ومأذون أنكحة، وربما أنه مُتخصص في (تقسيم التركات) ومُتابعة شؤون الورثة وتحصيل الديون، وعضواً في جمعية أو أكثر، ومُشرفاً على عمل خيري.. إلخ. إذا دخل وقت الصلاة، ربما كان بعيداً عن المسجد، وإن حضر فهو قد يؤدي الصلاة على عَجل مما يُفقد المُصلين والمجتمع الكثير من دور المسجد المُنتظر والمأمول. إذا ما أردنا ضبط المسألة أكثر، فعلينا التعامل أولاً مع من يقوم بهذه المهمة العظيمة (الخطيب، الإمام، المؤذن، حارس المسجد.. إلخ) كوظائف مُستقلة، ينخرط فيها أشخاص (مُتفرِّغون تماماً) للقيام بهذه الواجبات ضمن (وظيفة عامة) خاضعة لضوابط الخدمة المدنية، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، أسوة بوظائف شرعية أخرى. هنا أدعو وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لوضع (رؤية جديدة) لتغيير المشهد كاملاً، والنظر في تحويل (منظومة المسجد) إلى عصر العمل الرسمي وتوديع زمن (التعاون) فيها، بالاستفادة من خريجي الكليات الشرعية، في وقت نحن أشد فيه لعودة (دور) المسجد في ظل التحديات الفكرية، والأمنية التي نعيشها. هناك مُميزات ومُحفِّزات مثل (سكن) الإمام والمؤذن المجاني، وحصر (عقود الأنكحة) عليهم.. إلخ من المهام المُتشابهة في الحي الواحد، التي آمل أن تُعوِّض شيئاً من النقص المالي في (المُرتبات) الذي هو أول المُعوقات برأي كثيرين، مما يجعل الالتزامات المالية لهذا التغيير والتجديد (قريبة) مما تدفعه الوزارة اليوم كمُكافآت للمتعاونين، وسنكسب (موظفين رسميين) لهم حقوق وعليهم واجبات وظيفية، وليست تعاوناً واحتساباً (مدفوع الثمن). مرة أخرى أسأل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد هل نحن حقاً عاجزون عن (تفرِّيغ) الأئمة والخطباء لهذه الوظيفة النبيلة؟ أم أنَّ هناك من المُستفيدين من لا يؤيد التفرغ، ويُحارب الفكرة أصلاً. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :