إن كان المطر بالنسبة للبعض هو مشكلة ومسبب للخسائر بناء على ما يُخلفه من أضرار على الممتلكات الخاصة والعامة، فإنه للبعض الآخر مصدر للبسمة والضحك واللعب. ففي الوقت الذي طغى على المشهد العام تعرض عدد كبير من السيارات والمنازل للضرر وأُغلقت الشوارع وتعطلت حركة المرور، فإن الجانب الآخر (الضاحك) لم يغب عن المشهد، بل كان حاضراً وبقوة، ما خلق نوعا من التوازن على مستوى مزاج المواطنين. الكثير من المواطنين افتعلوا مواقفاً غير واقعية، كالذين خرجوا بالقوارب في المستنقعات أو مارسوا فيها السباحة والصيد وغير ذلك، إلا أن هذه المواقف لم يكن الهدف منها إلا نشر البسمة والترفيه عن النفس بأسلوب كوميدي يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي مقابل ذلك، هناك مشاهد أخرى في المطر، أجمل وأكثر شيوعا في البحرين. هذه المشاهد مليئة بأصوات الضحكات ومليئة بالبراءة والعفوية، ذلك لأن أبطالها هم الأطفال الذين يغافلون آباءهم ويخرجون للبحث عن أي بركة قد خلفتها مياه الأمطار ليلعبوا فيها ويمارسوا طفولتهم وشقاوتهم.
مشاركة :