ميَّزنا ربنا بالعقل فميَّزنا باقي المخلوقات عندما استخدمناه

  • 2/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رب العالمين ميَّز الإنسان بنعمة العقل، الذي يجعله أفضل من باقي المخلوقات، العقل الذي به نستطيع أن نفكر بمنطق، وأن نميز بين الخير والشر، والحق والباطل، فنحن البشر نعتبر أنفسنا أفضل من باقي المخلوفات بسبب هذا العقل، الذي هو الفرق الوحيد فعلياً بين الإنسان وباقي المخلوقات. وعندما تم إعطاؤنا هذه النعمة، تم إعطاؤنا أيضاً طريقة استخدامها، فمن المؤكد وليس منطقياً أن تعطى لك نعمة العقل والتفكير، وتقوم أنت باستخدامها بغباء ودون منطق ودون تفكير، وللأسف عندما ننظر للعالم البشري الذي نعيش فيه اليوم هذا ما سنجده، فهل العالم البشري أفضل من عالم المخلوقات الأخرى التي ميَّزنا ربنا عنها بالعقل؟ أنا لا أرى أن العالم البشري أفضل من عالم الحيوان أو النبات، فأحياناً كثيرة أتمنى لو أنني مخلوق آخر لست مجبراً على التعامل مع هذا العالم الذي نعيش فيه اليوم، وأتمنى أيضاً لو أنني لا أملك هذا العقل لأرى ما يحصل في هذا العالم، وأنا أفهم وأعي ما يحصل ومجبر على الصمت، ففي عالم الحيوان يفعلون ما لا يعون ولا يعرفون ما يفعلون، بينما في عالمنا فإننا نفعل تماماً ما نعرف وما نعي، أصبحنا كباقي المخلوقات نستخدم غريزتنا دون استخدام عقولنا وتفكيرنا. يسمون الإنسانية بذلك من كلمة إنسان، فمن قال بأن الإنسان أفضل من غيره من المخلوقات، فمن يقوم بالغلط والأذى وهو يعرف أنه كذلك غير الإنسان، لا أحد يخطئ من المخلوقات الأخرى وهم يعرفون أن ما يقومون به خطأ، من يخطئ ويعرف أنه خطأ وبالرغم من ذلك يقوم به هو الإنسان فقط، فعلينا تغيير مصطلح الإنسانية لأي شيء آخر يدل على ذلك حقاً، فالإنسان ليس المخلوق الأفضل على وجه الأرض. أصبحنا -نحن البشر- أمهرَ من الحيوانات في الافتراس، وأصبحنا أبرع من النباتات في السموم، أصبحنا أسوأ من الجماد بدون مشاعر، فقدنا الإحساس، وفقدنا العقل، وأصبحنا كل يوم نؤكد أننا نحن من نعيش في غابة، وأن الغابات الحقيقية لا تختلف عن عالمنا كثيراً إذا لم تكن أفضل. ربنا ميَّزنا بنعمة العقل، ولكن عندما استخدمناه ميَّزنا باقي المخلوقات عنا، فجعلناهم أفضل منا، فاستخدمناه بأسوأ الطرق الممكنة كأننا لم نستخدمه، فلو كانت المخلوقات الأخرى تملك عقولاً لتفاجأت من قبح عقولنا. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :