الدار البيضاء (المغرب) - حثّ الروائي المغربي محمود عبدالغني نظراءه من الكتّاب المحليين، على الكتابة عن مدن بلاده، معتبراً ذلك "واجب أخلاقي" بعد أن تناولها الأجانب بـ"سطحية". وقال عبدالغني، السبت، خلال لقاء أدبي بمعرض الكتاب والنشر بالدار البيضاء (شمال)، إن "الكتّاب الأجانب الذين يأتون إلى المغرب غالبا ما يكتبون بشكل سريع وسطحي عن المدن المغربية، في حين أن الكتابة عن المدينة تتطلب العيش فيها ومعرفة عاداتها ولهجاتها". وأضاف عبدالغني، الذي كان بصدد تقديم روايته الجديدة "معجم طنجة"، أنه "لا يمكن أن ندع للموقف السياحي من المدن أن يكتب عنها، لأنه يسيء إليها وإلى الأدب وإلى الحضارة بصفة عامة". وأشار الروائي المغربي إلى أنه "من الواجب الأخلاقي أن نكتب عن مدننا بأنفسنا". وانتقد الروائي المغربي عددا من الكتاب الأجانب الذين كتبوا عن مدينة طنجة المغربية، مثل الرسام الفرنسي، هنري ماتيس، الذي قال إنه رسم لوحاته عنها من باريس عن طريق التذكر، وبول بولز الذي كتب عنها روايات ونصوص لكنه ظل يعاني من عقدة الاتصال المباشر بالمغاربة، على حد قول عبدالغني. ورأى عبد الغني، وهو أيضا أستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن "الكاتب إذا لم يكن يقظا ومتنبها في التعاطي مع جوهر المدينة فلن يكتب شيئا أساسيا عنها". ويدخل ضمن هذا "رسائل طنجة" التي كتبها وليام بوروز، الذي قال عبدالغني إنه "كان يتعامل مع طنجة باعتبارها مكانا للملذات والسهر والعلاقات، وهو ما جعل نصوصه عبارة عن رسائل يسودها نوع من الانخطاف والتحليق الخيالي الرمزي". وانطلقت فعاليات المعرض الدولي للكتاب، بالدار البيضاء الجمعة 10 فبراير/شباط الجاري برعاية وزارة الثقافة المغربية، ويختتم الأحد.
مشاركة :