دبي: الخليج غياب الرقابة العائلية والتعرف إلى أصدقاء سوء ومصاحبة مدمنين، أسباب قادت فتاتين في مقتبل العمر إلى السقوط في براثن المواد المخدرة، لينتهي المطاف بإلقاء القبض عليهما، وإصابة ذويهما الغافلين عن تصرفاتهما بصدمة. تفاصيل القصتين كشفتها الأخصائية الاجتماعية أمل عبد الرحمن الفقاعي، رئيسة شعبة التواصل الاجتماعي في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، في إطار توعية الأهالي بأهمية وجود رقابة على أبنائهم، سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً خوفاً من انحرافهم إلى الطريق غير القويم بفعل أصدقاء السوء. صديقات الجامعة الفتاة الأولى ابنة لوالدين مطلقين، أنهت مرحلة الثانوية العامة بتقدير مرتفع، والتحقت بإحدى الجامعات في الدولة وكان نمط حياتها يسير في الطريق الصحيح لكن في الفصل الدراسي الأول تعرفت الى مجموعة من الفتيات غير السويات كُن على معرفة بشبان خارج أسوار حرم الجامعة. أحبت الفتاة الانفتاح الكبير الذي تعيشه الفتيات وبدأت في الخروج برفقتهن بشكل متكرر، وفي أحد الأيام تعرفت عن طريقهن الى شاب مدمن للمخدرات، فتقرب منها أكثر وأكثر وبدأت علاقة صداقة تتشكل بينهما وتتعمق مع مضي الوقت. باتت الفتاة تخرج برفقة الشاب كثيراً وتتأخر في السهر مستغلة عدم وجود رقابة صارمة من عائلتها حيث كانت والدتها تسمح لها بالخروج معتقدة أنها برفقة صديقاتها لكنها في حقيقة الأمر كانت قد بدأت مشوارها في تعاطي المواد المخدرة بسبب انحراف هذا الشاب. في أحد الأيام تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي من إلقاء القبض على الشاب بعد تلقيها معلومات عن تعاطيه المواد المخدرة، وألقت القبض على فتاة برفقته وتبين أنها متعاطية لأقراص مخدرة زودها الشاب بها. أصيبت عائلة الفتاة بصدمة بالغة بعد معرفتها بإلقاء القبض على ابنتها في قضية تعاطي مواد مخدرة، فيما أشارت والدتها إلى أنها كانت تثق بها وتعتقد أنها تقضي وقتها في الجامعة ومع صديقاتها ولم تشك يوماً في أن ابنتها ستصبح متعاطية للمواد المخدرة. صديق مدمن أما الفتاة الثانية، فتبلغ من العمر 21 عاماً، استغلت غياب الرقابة الأسرية عنها فكانت تخرج بصحبة شاب مدمن للمخدرات وبسبب علاقة الصداقة التي جمعتهما، دفعها تدريجياً إلى تعاطي الحبوب المخدرة، لكن هذا الأمر لم يدم طويلاً قبل كشف أمرها، حيث تمكنت شرطة دبي من إلقاء القبض على الشاب وعلى الفتاة التي كانت برفقته، وأكدت فحوص المختبر الجنائي تعاطيها الحبوب المخدرة، فيما أصيبت عائلتها بالصدمة إثر معرفتها أن ابنتها كانت على طريق الإدمان بسبب القصور في الرقابة الذي أدى إلى مصادقتها لشاب متعاط للمخدرات، مستغلة غفلتهم. مساندة الفتاتين تؤكد أمل الفقاعي أن قسم الرعاية اللاحقة في إدارة التوعية والوقاية قدم المساندة والمساعدة لعائلتي الفتاتين لتبتعدا عن عالم المخدرات ومدمنيها، مشيرة إلى أن القسم يحرص على التواصل مع أسر المتعاطين سواء عبر الهاتف أو الحديث المباشر معها، وذلك للمساهمة في منعهم من العودة إلى عالم المخدرات مرة أخرى، حيث يقدم الأخصائيون التوجيهات والإرشادات اللازمة ذات العلاقة لتمكين المفرج عنهم والمدانين في قضايا تعاطي مخدرات من تخطي الأزمات. وبينت أن القسم يقوم بالمتابعة الميدانية والفحوص المخبرية الدورية للأشخاص الذين أنهوا الأحكام الصادرة بحقهم في قضايا تعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية المدرجة في جداول الأدوية المخدرة والمؤثرات العقلية المحظور تعاطيها ضمن قانون المخدرات الاتحادي لضمان عدم عودتهم.
مشاركة :