تشير نتائج دراسة حديثة قام بها علماء من جامعة تمبل في فيلادلفيا، إلى أن نقص معدلات الجلوكوز بالدماغ يؤدي إلى ضعف الإدراك الذي يحدث في حالة الإصابة بالزهايمر. تبدأ حالة الزهايمر بضعف الإدراك بدرجة متوسطة والتي تكون في شكل مشاكل بالذاكرة والتفكير، ولكن من دون أن تؤثر في حياة المريض اليومية، وذلك قبل أن تظهر الإصابة بالمرض بصورة واضحة، وتوصلت دراسات حديثة إلى أن معدلات الجلوكوز بالدماغ تبدأ بالتراجع في حالة مرض الزهايمر، وذلك حتى قبل أن تبدأ العلامات الأولية لضعف الإدراك، ومن المعروف أن الجلوكوز في غاية الأهمية لوظائف الإدراك، لأن الدماغ يعتمد عليه بشكل كبير كمصدر للطاقة، حيث يتم استهلاك نصف السكر بالجسم في شحذ وظائف التفكير والذاكرة والتعلم؛ أما الآن فقد هدف العلماء من خلال الدراسة الحديثة والتي نشرت بمجلة الطبيعة للطب النفسي المتعدي، إلى البحث عميقاً في مدى تأثير نقص الجلوكوز في الدماغ، وكان العلماء قد توصلوا في بحث سابق إلى أن نقص الجلوكوز يجعل الدماغ يقوم ببناء بروتين تاو المفسفر لتعويض نقص الجلوكوز، ويقوم البروتين بتشكيل شبكات تعرف بالحبائك تعوق نقل المغذيات إلى العصبونات، ما يؤدي بالنهاية إلى موت خلايا الدماغ، ووجد أن العدد الكبير من الحبائك يرتبط بشدة الزهايمر والخرف، وبمتابعة الآلية داخل المختبر وجد أن تراكم البروتين بمساعدة مسارات كيناز P38. اختبر الباحثون من خلال الدراسة الحديثة الآلية للبروتين تاو المفسفر تجاه نقص الجلوكوز، وذلك بإجراء التجربة على الفئران المعدلة وراثياً للتعرض لأعراض مشابهة للزهايمر وعند بلوغها عمر 4 أو 5 أشهر عرضت لتقليل الجلوكوز من خلال حقنها بمركب كيميائي يمنع دخول الجلوكوز إلى الخلايا للحصول على الطاقة، ثم إخضاعها لاختبارات وظائف الإدراك ووجد أن أكثر الفئران الأسوأ أداءً هي المجموعة التي عرضت لنقص الجلوكوز، كما كشف التقييم المجهري لأدمغة تلك الفئران عن عمل غير طبيعي للتشابك العصبي بالخلايا العصبية بالدماغ، ما أدى إلى ضعف تشفير الذاكرة وتخزينها.