يقول علماء من جامعة جنوب كاليفورنيا، إن الخلل الذي يغير من طبيعة الخلايا المحيطة بالأوعية الدموية بالدماغ (الخلايا الحوطية) يؤدي إلى تدهور الخلايا العصبية الذي ينتج عنه مرض الزهايمر.تحيط الخلايا الحوطية بالأوعية الدموية وتقوم بالانقباض والتمدد للتحكم بتدفق الدم للجزء العامل من الدماغ، وما توصل اليه الباحثون الآن من خلال الدراسة الحديثة، والتي نشرت بـ«مجلة الطبيعة للعلوم العصبية»، إلى دور تلك الخلايا في الإصابة بالإضرابات التنكسية مثل الزهايمر ومرض التصلب الجانبي الضموري وغيرها، لأن ما يحدث بها يؤثر أيضاً في كمية الدم والأكسجين الواصلة لمناطق الدماغ النشطة ما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية تدريجياً والذي ينتج عنه مرض الزهايمر وتوصل الباحثون إلى تلك النتائج من خلال التجربة على الفئران التي لديها نقص بتلك بالخلايا الحوطية لدراسة مدى تأثير ذلك في تدفق الدم بالدماغ ولمعرفة ما إذا كانت الخلايا الحوطية يمكن أن تصبح هدفاً علاجياً للحالات الناتجة عن تراجع العصبونات؛ وفرضية البحث هي أن ضعف الخلايا الحوطية يحدث خلل بالدماغ يؤدي إلى إجهاد أيضي يسرع من تلف الخلايا العصبية وموتها، وللتأكد من ذلك حفز الباحثون الأطراف الخلفية للفئران الشابة التي لديها قصور بالخلايا الحوطية ثم راقبوا استجابة الشعيرات الدموية بالدماغ ووجد تراجع بحوالي 30% باستجابة تدفق الدم الدماغي تجاه التحفيز الكهربي، وذلك بالمقارنة مع الفئران الطبيعية، ما يشير إلى ضعف بالجهاز العصبي لتلك الفئران، حيث أخذت وقتاً أطول لأن بسبب بطء توسع الشعيرات الدموية فإن تدفق الدم أيضاً يصبح بطيئاً وهو الدم الحامل للأكسجين والمهم للدماغ ليقوم بوظائفه. ما زال الباحثون يقومون بالدراسة والتجارب وتصوير أدمغة الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لمرض الزهايمر مع فحص سائل الحبل الشوكي والدماغ وفحص عينات الدم للكشف عن تلف الأوعية الدموية فيما يتعلّق بالخلايا الحوطية.