متابعة:نزار جعفر خرجت جماهير دبا الفجيرة سعيدة بالنقطة التي حصدها الفريق السماوي عقب التعادل السلبي الذي خرج به أمام ضيفه النصر خلال اللقاء الذي جمعهما على ملعب اتحاد كلباء بدلاً من ملعب الفجيرة الذي انشغل بمباراة أصحاب الأرض ودبي في دوري الأولى، في الوقت الذي كان مدرب النواخذة يبدي حزنه على ضياع الفوز من فريقه. و تكمن أهمية النقطة التي حصدها النواخذة في ختام مواجهات الأسبوع التاسع عشر لدوري الخليج العربي أن الفريق رفع رصيده إلى 16 نقطة في المركز الثاني عشر مستغلاً سقوط منافسه الإمارات أمام الجزيرة، ومبتعداً عن المركز الثالث عشر قبل الأخير بأربع نقاط وبفارق نقطة واحدة من جاره اتحاد كلباء صاحب المركز العاشر والشارقة الحادي عشر، في المقابل أصبح النصر برصيد 26 نقطة متقدماً للمركز السادس بفارق الأهداف عن الظفرة الذي تراجع للمركز السابع. بالعودة لأحداث المباراة التي جاءت متكافئة إلى حد كبير، وغلب عليها طابع الخوف والحذر من الفريقين، وكان خلالها العميد النصراوي هو الأعلى كعباً والأكثر خطورة واستحواذاً على الكرة في شوط اللعب الأول، لكن ذلك لم يكن كافياً في تحقيق الفوز مع غياب اللمسة الأخيرة، وعدم التركيز الذي كان سمة لاعبي الأزرق، فضلاً عن الاستسلام المبكر للرقابة الدفاعية الصارمة من قبل الفريق الدباوي، الذي تحسن أداؤه كثيراً في الحصة الثانية التي شهدت إهدار نجمه المغربي إدريس فتوحي لركلة الجزاء، بجانب عدد من الفرص السهلة، كان من الممكن أن تحول النقاط الثلاث لخزينة النواخذة لو تم التعامل معها واستثمارها بصورة جيدة، خاصة في ظل حالة التراخي والثقة الزائدة التي تعامل بها لاعبو العميد مع مجريات الشوط الثاني، وكادت تُفقد الفريق زمام الأمور لولا التألق اللافت للحارس شامبيه الذي استبسل في الذود عن مرماه، وتصدى ببراعة لركلة الجزاء والعديد من الكرات قبل أن تعلن صافرة الحكم حمد علي يوسف انتهاء المباراة. من جهته، أكد الروماني دان بيتريسكو، المدير الفني للنصر، أن النتيجة التي انتهت عليها مباراة فريقه ودبا الفجيرة عادلة للفريقين بمقياس الجهد والعطاء وتعتبر مكسباً للأزرق خاصة بعد ضياع ركلة الجزاء من المنافس الذي قدم مباراة جيدة فنياً وكان قريباً من التسجيل في أغلب فترات اللقاء، وأشاد بيتريسكو بالحارس أحمد شامبيه الذي أنقذ مرماه من فرصة هدف محقق عن طريق تصديه لركلة الجزاء. وأضاف أن النصر حضر إلى ملعب اللقاء من أجل الفوز ومواصلة النتائج الإيجابية لكنه اصطدم بمنافس قوي يمر بمرحلة جيدة ومختلف كلياً عن الذي قابله العميد في دور الذهاب، وحقق فوزاً كبيراً في وقتها، مشيراً إلى أن دبا تطور كثيراً خاصة من ناحية العناصر وطريقة اللعب واستطاع مؤخراً الفوز على العين في ملعبه وقبله التغلب على الإمارات وبني ياس ورغماً عن ذلك كنا الأفضل والأكثر سيطرة واستحواذاً على مجريات اللقاء وتحكماً في الكرة، ولكن لم نوفق في خلق العديد من الفرص باستثناء فرصتين واحدة للمغربي برادة، والثانية لأحمد خميس، ولم تكونا كافيتين لتحقيق الفوز. وعن افتقاد العميد للمهاجم الهداف في ظل غياب البرازيلي فاندرلي وابتعاد البوركيني بيتروبيا، قال المدرب الروماني، لا شك أن غياب فاندرلي مؤثر، ولكن يجب ألا نبحث عن الأعذار، وأن نثق بالمجموعة الموجودة، والتي تملك القدرة على تحقيق ما نصبو إليه وخير شاهد مباراة الفريق الماضية أمام الوحدة فبالرغم من عدم امتلاكنا للكرة كثيراً تمكن اللاعبون من خلق العديد من الفرص الجيدة، وحققنا فوزاً رائعاً. فكرة القدم ليست التحكم فقط في اللعب، وإذا لم تخلق فرصاً للتسجيل فلن تستطيع أن تحقق الفوز. وعن انخفاض معدلات الحماسة والروح القتالية عند غالبية لاعبيه بعد فقدان الفريق فرصة المنافسة على اللقب والمراكز الأولى وظهر ذلك عبر تراجع الأداء في الشوط الثاني أشار المدرب بيتريسكو إلى أنه تحدث مع اللاعبين كثيراً حول ضرورة مواصلة الجهد والعمل وتحقيق الانتصارات في المباريات المقبلة لتحسين موقعنا على لائحة الترتيب لتكون دافعاً جيداً لنصف نهائي كأس رئيس الدولة، وآمل أن يستوعب الجميع رسالتي، ويكون التركيز 100% لتجنب الأخطاء مستقبلاً. وعما يتردد عن نية نادي العين في مواصلة تصعيد قضية اللاعب فاندرلي بعد قرار التمييز، قال المدرب بيتريسكو إنه لا علم له بما استجد في الموضوع، بعد أن أكدت له إدارة ناديه أن قضية اللاعب انتهت تماماً، وتم اعتماد نتيجة مباراة فريقه التي حققها في الملعب بالفوز على العين والتأهل. في الجانب الآخر، أبدى البرازيلي باولو كاميلي مدرب دبا الفجيرة ارتياحه للأداء الذي قدمه فريقه خلال المباراة، رغم الحسرة على ضياع الفوز، وقال كنا نأمل في حصد النقاط الثلاث لاسيما بعد البداية القوية واللعب بشكل رائع، وكنا الأفضل والأكثر خطورة تجاه المرمى خاصة في الشوط الثاني، وأهدرنا عشرات الفرص من بينها ركلة الجزاء وكانت كفيلة بقلب موازين المباراة لكن مع الأسف لم يسعفنا الحظ، وهذا هو حال كرة القدم، مشيراً إلى أنه مستاء وحزين على النتيجة وفقدان نقطتين كانتا في متناول اليد لكنه في الوقت نفسه سعيد بتطور أداء فريقه خاصة في الشق الدفاعي والذي لم يتح للمنافس أي خطورة تذكر. وأضاف، إن النقطة أمام فريق كبير بقيمة العميد لا تعد سيئة بل مهمة ورفعت رصيد النواخذة إلى 16 نقطة، والأهم أننا لم نخسر في آخر جولتين، وتلك من الأمور الجيدة بالنسبة لنا في المنافسة. وعن الحذر الشديد الذي تعامل به دبا الفجيرة مع المباراة خصوصاً في شوط اللعب الأول، أوضح كاميلي أن فريقه تأخر نسبياً في الدخول لأجواء المباراة بسبب الرغبة في التنظيم الدفاعي أمام الطريقة الهجومية التي بدأ بها المنافس المباراة، وبعد ذلك سيطر الفريق وأتيحت لنا فرص جيدة للتسجيل، لكن صادفنا سوء توفيق لإنهاء المباراة لمصلحتنا. وعن تقييمه لوضع فريقه في المنافسة وتوسيع الفارق مع منافسيه في القاع (الإمارات وبني ياس) أشار المدرب البرازيلي إلى أن دبا استطاع مع انطلاقة المرحلة الثانية من الدوري أن يكسب 10 نقاط من مجموع ال6 مباريات، وهو معدل جيد، ونأمل أن نواصل على نفس المنوال من أجل تحقيق طموحنا في البقاء. مبارك سعيد: النقطة مكسب أكد مبارك سعيد لاعب النصر أنهم أتوا للساحل الشرقي من أجل مواصلة نغمة الانتصارات بعد الفوز قبل أسبوع على الوحدة، مشيراً إلى أن المباراة انتهت بالتعادل، الذي ربما كان مرضياً لنا في ظل اللعب خارج ملعبنا وإهدار الخصم ركلة جزاء. وأكد أن العودة بنقطة أفضل من الهزيمة، واصفاً فريق دبا الفجيرة بأنه تطور كثيراً عقب تولي كاميلي مهمة التدريب، وقال: كان هدفنا تأكيد التفوق على النواخذة وإلحاق الهزيمة الثانية في الدوري على أرضهم، وكنا نعلم أن معنويات الفريق المضيف عالية بعد الفوز على العين في الجولة الماضية، لكننا لم نتمكن من تحقيق الفوز وفي اعتقادي أن الأسلوب التكتيكي والدفاعي الذي انتهجه الفريقان أنهى اللقاء على هذه النتيجة السلبية. فتوحي: الحظ تخلى عنا وجه المغربي إدريس فتوحي محترف دبا الفجيرة اعتذاره لجمهور دبا الفجيرة وزملائه اللاعبين ولجهازه الفني لإهداره لركلة جزاء أثناء مباراة العميد النصراوي، مشيراً إلى أنه نفذ الضربة بإتقان، لكن الحارس شامبية كان يقظاً وتمكن من صد الركلة التي صدمت بالقائم فيما بعد، مشيراً إلى أن التعويض سيكون خلال لقاء الشباب في الجولة المقبلة التي تعتبر مهمة للغاية للنواخذة. وقال فتوحي: قدمنا مباراة كبيرة أمام النصر وبذل اللاعبون مجهوداً مقدراً، لكن الفوز لم يكتب لنا وأن تكسب نقطة خير من الهزيمة خصوصاً في مثل هذه المباريات التي يكون فيها التركيز عالياً والحذر كبيراً من قبل لاعبي الفريقين.