تجربة مريرة لكن مفيدة

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

شيماء المرزوقي قد نواجه بعض المشاكل في حياتنا، وتكون مريرة ومؤلمة، إلّا أنها سرعان ما تتحول إلى ذكريات، البعض منها عندما نستذكرها نضحك عليها، والبعض نستفيد منها كدروس لقادم أيامنا، لذا عندما يكون حاضرك ملبداً بالكثير من الصعاب والعقبات والهموم، خذ نفساً عميقاً، وتذكر أنها مرحلة وفترة وستتجاوزها، لتبقى هذه اللحظات المريرة، ذكرى عابرة في حياتك، فلا تجعل لها أثراً سيئاً على عقلك وروحك، بل حولها لتجربة ثرية ومفيدة لك وللآخرين. بين يدي قصة ملهمة لسيدة تدعى بيث إم وود، وهي عن تجربة عائلية وقعت لها، ولعل سردي لها يوضح الجانب الذي أريد الوصول له. تقول هذه السيدة إنه عندما تطلق والدها ووالدتها واجهت مشكلة كبيرة هي وأخوها في تقبل وجود امرأة جديدة زوجةً لأبيهما تُدعى ماري، حفاظاً على ولائهما لأمهما، التي ستُجرح بالطبع إن رأت أنهما أحبا ماري أكثر منها. وبالرغم من أن زوجة الأب ماري، كانت تعاملهما بلطف، إلّا أن بيث وأخاها كانا شديدي الرفض لها. بعد مرور عشرين عاماً كبرت بيث وتزوجت وأنجبت أبناء، عندما قررت هي وزوجها الطلاق أيضاً، كان لديها ابنان؛ عمراهما تسع وسبع سنوات، قاما بإخبارها بأن والدهما اجتمع بهما، وأبلغهما أنه سيتزوج امرأة تُدعى باتي. لم ترغب بيث بتكرار الخطأ الذي حدث مع والدها ووالدتها، لذلك كانت تريد أن تتجنبه مع ابنيها، كانا بالطبع على وشك رفض المرأة التي تُدعى باتي لأنها ستحل مكانها. لذا أمسكت بيث بأيدي ابنيها، وقالت لهما، أنا أشعر حقاً بما سيحصل لكما، فقد وقع ذلك مع والدي أيضاً، عندما كنت في سنكما، هل تتخيلان حياتكما من دون جدتكما ماري؟ قالا في اللحظة نفسها: بالطبع لا، فقالت لهما حسناً، فأنا أود أن أخبركما الآن بأنه لا ضير على الإطلاق من أن تحبا باتي زوجة أبيكما الجديدة، فذلك لن يؤذي مشاعري، فهي لطيفة معكما ومع أختكما الصغيرة، وهذا كل ما يهم. الذي قامت به هذه الأم بيث هو أن الخطأ الذي وقع منها في الماضي منعت أن يتكرر مع أطفالها، فعندما قضت طفولتها في حزن بسبب انفصال أبويها، لم تسمح أن يتكرر مع أبنائها، وكأنها قد حولت تلك السنوات المحزنة إلى هدية قدمتها إليهم. وكما يقول المثل الفرنسي الخطوة الأولى تقود المرء إلى الخطوة الثانية، فإن تلك الخطوة التي خطتها بيث في طفولتها بالرغم من كونها تجربة مريرة، إلّا أنها كانت تجربة مفيدة أيضاً قدمتها لأطفالها، ليعيشوا حياة مستقرة. Shaima.author@hotmail.com Www.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :