يبدأ الأمر عادة بكذب أبيض كمجرد حل للتخلص من موقف صغير لكنه مزعج، مثلاً: أنا لم آكل آخر قطعة من الكعك أو لم أضع قدمي وأنا أرتدي الحذاء على الأريكة أو لقد سمحت لي من قبل بأكل قطعة حلوى قبل النوم. يمكن أن يبدأ الطفل بين سن 3 و5 سنوات في تطوير هذه الاستراتيجيات للهروب من المسؤولية عن خطأ ارتكبه، أو للحصول على شئ يعلم أنك تمنعه. لكن الأمر يتوقف على رد فعل الأبوين. عادة عندما يكتشف أحد الأبوين الكذبة يقوم بنصح الطفل بأن لا يكذب، ويحدّثه عن أهمية الصدق وفوائده، لكن ذلك لا ينجح غالباً! من ناحية أخرى إذا تجاهل الأب أو الأم هذه الأكاذيب الصغيرة سيصبح الأمر عادة، وقد يكذب الطفل بعد ذلك في أمور أكثر أهمية مثل الواجبات المدرسية. إليك مجموعة من الإجراءات التي يوصي بها خبراء التربية للتعامل مع الموقف: راقب سلوكك. دون أن نشعر نحن نقول في بعض الأحيان كثيراً من الأكاذيب البيضاء في حياتنا اليومية، وننسى أن الطفل يراقب ويتعلّم. هذا ما يجعل النصائح الخاصة بأهمية الصدق غير فعّالة، ولا يلتفت الطفل لها كثيراً، لأنه يشعر بازدواجية المعايير. لذا، ابدأ بمراقبة وتصحيح سلوكك وسيلاحظ الطفل ذلك. راقب ردود أفعالك. في معظم الأحيان يكذب الطفل الصغير ليتفادى رد فعل غاضب أو عاتب من أحد أبويه. لا يشعر الطفل في هذه الحالة أن الكذب سيئاً. لذا احرص على أن تكون ردود أفعالك متوازنة ومكافئة لحجم الأخطاء والتصرفات التي يرتبكها طفل صغير لايزال يتعلم، ويحتاج إلى التوجيه والتصويب برفق أكثر مما يحتاج إلى العتب أو العقاب. الحزم واللطف. أهم طريقة في ممارسة الأبوة أن تكون حازماً ولطيفاً في الوقت نفسه. ستعلّم طفلك من ذلك كثيراً، وسيؤثر هذا المنهج على شخصيته ويضيف إليها عدة نواحٍ إيجابية.
مشاركة :