عندما حلَّ علينا أول أسبوع في الصيف، كان عبارةً عن عاصفة من النشاطات والحماسة. أما الأسبوع الثاني فكان مليئاً بالاسترخاء والراحة. كان الأسبوع الثالث هو بداية موجة "أشعر بالمللللللللللللللللللللللل، ماذا عليَّ أن أفعل؟". بحلول الشهر الرابع، كان شهر العسل قد انقضى بلا رجعة. لاحظ رجاءً: كلمة "الملل" يصحبها طنين يضاعف حجم الكلمة إلى ثلاثة أضعاف حجمها الطبيعي؛ حتى يستطيع أطفالك لفظها ببراعة. ما إن تصل إلى نقطة اللاعودة هذه، إليكم عدة إجابات ممكنة إذا واجهتك هذه العبارة في البراري يوماً. 1- أشعر بالملللللللللللل! إليكم فكرة: اذهب واركب دراجتك.. قدها حتى جدول الماء، وقم باصطياد الشراغيف. ابنِ حصوناً في الغابة، واتصل بأصدقاء عشوائياً، وتناول الغداء في منزل أحدهم، وعُد إلى المنزل قبل أن تُضاء أعمدة الإنارة بالشارع في المساء. انتظر لحظة، هذه كانت طفولتي وأشك في أن تنجح هذه الخطة هذه الأيام؛ لذا هيا ننتقل إلى رقم 2. 2- أشعر بالمللللللللللللللللللللل! يا إلهي! كنت أتمنى أن تقول هذا. أحتاج بعض المساعدة في: "استخدم هنا عملاً روتينياً مملاً". تنظيف النوافذ، وترتيب غرفة المخزن، نزع الأعشاب الضارة، وعدد المشاة الذين يمرون أمام المنزل من قبيل التسلية، أو تنظيف الثلاجة، ومسح دورات المياه. مهما كان طلبك لسبب ما، يختفي الملل سريعاً، ويتمكنون من التفكير في نشاط مسلٍّ بدلاً من الخيار الممل الذي تم تقديمه لهم. المشكلة الوحيدة هي أنني عالقة الآن في عدّ المشاة ومسح دورة المياه. لكن، هيا.. هذا أفضل من "أشعر بالملللللللللللل". 3- أشعر بالمللللللللللل! يا إلهي! لأني صنعت كتاب واجب منزلي؛ لإبقائك على صلة بالرياضيات طوال الصيف. فجأة، تعمل المخيلة بكل نشاط وتُنتج كثيراً من المرح (بدلاً من واجب الرياضيات بالطبع). أفضل ما في الأمر، هو أنني لست مضطرة إلى معالجة ملل الرياضات لديهم. وهأنذا استمر في مسح دورة المياه. يا لسعادتي! 4- أشعر بالمللللللللللل! ماذا؟ قلت شيئاً؟ لأني لا أسمعك حقاً. أنا في غرفة المخزن، والباب مغلق. أتناول شرائح البطاطا المقلية والمثلجات؛ لأنك موجود دائماً في الصيف وتسمع صوت قرمشة البطاطا من بُعد طابقين ومن الجانب الآخر من المنزل. وأنا لديّ خطة عظيمة لك لتناول الطعام الصحي هذا الصيف. لكن، ليس أنا بالضرورة. لم أسمعك حقاً؛ بسبب صوت خشخشة عبوة البطاطا المقلية. ماذا كنت تقول مجدداً؟ 5- أشعر بالمللللللللللللل! ليست مشكلتي؛ لأنها ليست مشكلتي حقاً.. تعرف؟ إذا استمررنا في الترفيه عن أطفالنا فلن يتعلموا قط الترفيه عن أنفسهم. قليل من الملل ليس أمراً سيئاً. سأقول إنه شيء جيد بالفعل. الملل يقود إلى أفكار جديدة، وإلى الإبداع والخيال، أو حتى يجبرهم على الإبطاء قليلاً والاستراحة. كل الوقت الذي يقضيه أطفالنا أمام الشاشات (مُذنبة في هذا الأمر) يدفعهم للشعور بالملل سريعاً وبسهولة. لذا، لنجعل هذا صيفاً للملل، حيث يزدهر الخيال والإبداع. في نهاية العام الدراسي، أعلنت بداية صيف الملل. ليس الوقت متأخراً لبقيتكم. هل يشارك أحد معي في هذا الأمر؟ ماذا تقولين رداً على "أشعر بالملللللللللل"؟ - هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الكندية من "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، من . ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
مشاركة :