بحضور سعادة الدكتور حسن بن لحدان المهندي وزير العدل، وسعادة الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر، والدكتور ثاني بن عبدالرحمن الكواري الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية، انطلقت بقاعة ابن خلدون بجامعة قطر صباح أمس الأحد الموافق 19-2-2017 فعاليات المؤتمر الدولي القانون والرياضة – رؤى معاصرة، الذي تنظمه كلية القانون بجامعة قطر، بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية. يستمد المؤتمر أهميته من ضرورة تنظيم النشاط الرياضي لدى أفراد المجتمع، سواء كان ذلك بممارسته أو متابعته عبر قنوات البث المختلفة، ويهدف المؤتمر إلى زيادة الوعي العام بأهمية التنظيم القانوني للنشاط الرياضي داخل المجتمع القطري وعلى المستوى الإقليمي، وبيان أوجه الاستفادة الاقتصادية من الاستثمار في النشاط الرياضي، كما يناقش المؤتمر التحديات القانونية والفنية التي تواجه ممارسة النشاط الرياضي في دولة قطر، وتقديم أفضل الحلول لضمان نمو وتطوير هذا النشاط بما يحقق رؤية قطر بالإضافة إلى التعرف على أحدث المستجدات وأفضل الممارسات ذات الصلة في التنظيم القانوني للأنشطة الرياضية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، والاستفادة من أصحاب الخبرات والتخصص في مجال العمل الرياضي، للخروج بتوصيات ناجعة ترفع لذوي الاختصاص لمواجهة كافة معوقات النشاط الرياضي القانونية والاقتصادية والإدارية والفنية. أكد الدكتور حسن راشد الدرهم رئيس جامعة قطر أن المؤتمر الذي تقيمه كلية القانون بجامعة قطر بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية، يُعقد بعد عدة أيام من الاحتفال باليوم الرياضي، وهو اليوم الذي تتحول فيه دولتنا الغالية إلى ساحة رياضية كبيرة تستقبل ممارسي ومحبي الرياضة من كل الأعمار. وقال: «إن ممارسة الرياضة لم تعد من قبل الترفيه أو الترويح عن النفس في حياة الفرد أو من الأمور الثانوية في سياسات الدول، فالدين الإسلامي الحنيف يحث على ممارسة الرياضة والاهتمام بالصحة وسلامة الجسد والعقل كوسيلة من وسائل الحفاظ على قوة الأمة وشبابها. وأكد رئيس الجامعة أن للرياضة أهمية على المستوي الاقتصادي، فالرياضة اليوم هي صناعة تسعى كل الدول للاستفادة منها لتحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية، وذلك لما لها من آثار إيجابية متمثلة في تطوير البنية التحتية للدولة من طرق وصالات وملاعب ووسائل المواصلات، وأيضاً دعم الفرص الاستثمارية وتطوير قطاع السياحة الرياضية. وقال: «لا يفوتنا في هذا المقام أن نذكر أهمية الرياضة أيضاً على صعيد الإعلام خاصة وأن دولة قطر أصبحت المنبر الأكثر شهرة في العالم في مجال الإعلام الرياضي وذلك عبر شبكة قنوات قناة الجزيرة الرياضية والمعروفة حالياً بمسمى Bein sports والتي تمتلك حقوق بث معظم الفعاليات الرياضية في مختلف المجالات. وأضاف «أن جامعة قطر لم تكن بعيدة عن الاهتمام بالرياضة على الصعيد الأكاديمي، حيث دشنت الجامعة كرسيّا مهنيّا في مجال الرياضة بالتعاون مع اللجنة الأولمبية القطرية بقسم العلوم الرياضية بكلية الآداب والعلوم، كما وقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع الأكاديمية الأولمبية القطرية للتعاون في المجالات الأكاديمية الرياضية والتي تهدف إلى تطوير الكوادر الإدارية والفنية في مجال التربية الأولمبية والرياضة وما يتصل بهما من علوم ومعارف. الخليفي: دراسة القانون الرياضي بالجامعة وتنظيم المونديال دفَعَنا لإقامة المؤتمر قال الدكتور محمد عبد العزيز الخليفي عميد كلية القانون بجامعة قطر: إن الرابطةَ الوثيقةَ التي تجمع بين المؤسستين العلمية والرياضية، هي التي أَمْلَتْ علينا التنسيقَ المشترك، لعقد هذا المؤتمر الدولي، حولَ القانونِ والرياضة، إيماناً منَّا بأن التأهيلَ الذهني لاستيعاب المعارف الإنسانية، وتلقّي العلوم العصرية، مرتبطٌ بالتأهيلِ البدني الذي يحفظُ للمواطن عامةً ولطالب العلم خاصة، صحته الجسدية وقُدُرَاته الذهنية، لنصلَ من هذا التكامل، إلى مرتبةِ الإنسان الكامل والفردِ السويّ. وقال: «إنّي لا أَعرفُ نشاطاً إنسانياً في العصر الحديث يحتاجُ إلى توظيف العلوم في مجالاته المختلفة، خدمةً لأهدافه، كالنشاط الرياضي المعاصر، وإن الثقافة القانونية وثيقة الصلة بحياة الإنسان وسلوكه، كما أن التثقيف العام بمبادئ القانون، من أوجب الأهداف الاجتماعية التي تسعى إليها الدول المعاصرة؛ فالثقافة القانونية عند المواطن تُشْرِبُ نفسَه باحترام حقوق الإنسان، ومثلُ هذا الاحترام رادعٌ له عن الاعتداء على حقوقِ الآخرين، وزاجرٌ له عن تجاوز حدود حقه الشخصي، إنها ثقافةٌ تدعو إلى احترام العهود والعقود والمواثيق، وتعوّد صاحبها على الاحتكام لقواعد الاختصاص في تعامله مع الهيئات والمؤسسات والأجهزة العامة، مما يُسَهّل عليها تنفيذ آليات عملها. وأوضح أن التلازم بين القانون والرياضة قوي فإذا ما غاب القانون عَمَّتْ الفوضى في المجتمعات الرياضية، وساد الانحراف عن الحق، وأصبحت ممارسة الرياضة دونَ ضوابطَ أو أحكام. وقال عميد كلية القانون: إن اهتمام كليات الجامعة بالتوعية في شَتَّى المجالات، هو اهتمامٌ نابعٌ من حرص هذه المؤسسة على القيام بالدور الموكل لها في التنمية المجتمعية، ذلك أن من أهداف الجامعة تطوير وتوعية المجتمع والنهوض به إلى أفضل المستويات، وهو الأمر الذي يفرض علينا التطرق بالبحث والدراسة في شتى النواحي التي تساعد على التنوير والتوجيه وإبداء الرأي والمشورة لأصحاب الشأن حال الحاجة إلى ذلك، مؤكداً أن وضوح القوانين التي تحكم العلاقات الرياضية، ورسوخ الأخلاقيات المرغوبة، في تنظيمٍ قانوني وتشريعي مُحْكَم البنيان، هو مفتاح التقدم والنجاح في العمل الرياضي، مما ينعكس إيجاباً على التطور الاقتصادي والاجتماعي في الدولة. وفي تصريحات صحافة قال عميد كلية القانون: إن تنظيم دولة قطر لكأس العالم 2022 كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت اللجنة لاختيار عنوان القانون والرياضة علماً بأن حدثاً بهذه الضخامة سيكون الجاذب الرئيسي للمستثمرين من كل الدول ما سيرفع المستوى الاقتصادي للدولة، وأشار الخليفي إلى أن القوانين الرياضية كثيرة في دولة قطر مثل تنظيم الأندية الرياضية وقوانين متصلة بكأس العالم، بالإضافة إلى قوانين تحمل مضموناً رياضياً ولكنها من جهة أخرى تتصل بكأس العالم، وقال: إنه سيتم طرح مقرر في فصل الصيف القادم حول القانون الرياضي لأول مرة في جامعة قطر. الكواري: نتبنى أفضل الممارسات بمجال الحوكمة والتحكيم والاستثمار قال سعادة الدكتور ثاني بن عبدالرحمن الكواري الأمين العام للجنة الأولمبية القطرية في كلمته بالمؤتمر: «إن التشريعات في كافة الدول تهتم بتنظيم النشاط الرياضي نظراً لأهميته الاجتماعية لدى أفراد المجتمع سواء كان ذلك بممارسته أو متابعته عبر قنوات البث المختلفة. ولم يغفل النظام القانوني لقطر عن أهمية ممارسة النشاط الرياضي على صعيد التشريع، فلقد نصت المادة 22 من الدستور الدائم لدولة قطر على أن «ترعى الدولة النشء، وتصونه من أسباب الفساد وتحميه من الاستغلال، وتقيه شر الإهمال البدني والعقلي والروحي، وتوفر له الظروف المناسبة لتنمية ملكاته في شتى المجالات، على هدى من التربية السليمة». وقال: إن قطر بلد يؤمن ويقدر الرياضة، ولهذا السبب أولينا اهتماماً خاصاً باستضافة فعاليات رياضية عالمية على مستوى عالٍ، خلال الأعوام السابقة وحتى يومنا الراهن. وقد برهن نجاح الأحداث الرياضية العالمية التي احتضنتها قطر في أحدث المنشآت الرياضية قدرتنا على تنظيم أحداث رياضية تستجيب لأعلى المعايير العالمية، والتي من شأنها أن تخلق تجربة رياضية متميزة وتسهم في تنمية الرياضة العالمية. وقال: «نحن نهدف إلى نشر التوعية الرياضية من خلال هذا المنبر الأكاديمي في جامعة قطر، كأداة لتطوير مجتمع سليم ومزدهر، وتقديم مهارات جديدة، والأهم من ذلك تشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، من خلال نشر القيم الرياضية منذ المراحل المبكرة. وأكد الكواري أن الجهود المبذولة من خلال هذا المؤتمر تتضافر جميعها للدفع بعجلة الرياضة قدماً نحو الارتقاء والتميز، من خلال تقاسم الخبرات والمعارف والتجارب الرياضية ضمن الأطر القانونية، والتحفيز على تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال التنظيم الدول للرياضة، والحوكمة، والتحكيم في المجال الرياضي، والاستثمار والملكية الفكرية في قانون الرياضة. الشاذلي: الرياضة في قطر صناعة متكاملة الأركان قال الدكتور ياسين الشاذلي أستاذ مساعد بكلية القانون بجامعة قطر لـ«العرب»: إن كلية القانون تسعى إلى تجهيز الخريجين بشكل كامل وإمدادهم بالمعرفة الشاملة حول التطورات التي تطرأ في مجال القانون والمعايير الدولية، مشيراً إلى أن حصول كلية القانون في جامعة قطر على الاعتماد الأكاديمي من هيئات دولية في فرنسا وبريطانيا يؤهلها إلى عمل خطط تطويرية تتفق تماماً مع الخطط التطويرية للدولة ككل. وأضاف أن الكلية تقوم بتنظيم مؤتمر دولي سنوياً حيث كان المؤتمر في العام الماضي يناقش المواضيع المتعلقة بالقانون الطبي، وقال: إن المؤتمر هذا العام جاء رغبةً من إدارة الكلية في مواكبة النهضة الرياضية التي تشهدها الدولة هذه الفترة، مؤكداً أن دولة قطر تعتبر الرياضة صناعة متكاملة الأركان وليست مجرد ترفيه أو ترويح عن النفس. وتابع: «لذلك كان يستوجب على كلية القانون أن توفر الدراسات القانونية فيما يتعلق بتطوير الرياضة وتنظيمها من مختلف الجوانب سواء كان على مستوى تنظيم الفعاليات أو ممارسة الرياضة فضلاً عن العقوبات والجزاء. وأوضح الشاذلي أن المؤتمر يضم عدداً من القانونيين والرياضيين من مختلف دول العالم جاءوا لمناقشة أم ما يطرأ على الساحة القانونية والرياضية فيما يتعلق بالتنظيم الدولي وحقوق البث والملكية الفكرية والفض في النزاعات الرياضية، وكذلك كل ما يخص الرياضة والقانون الجنائي فضلاً عن تنظيم انتقال اللاعبين والعقود الخاصة بهم. وتابع: إن الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2022 يستوجب تعديلات تشريعية مشيراً إلى أنه بالإضافة إلى المتطلبات المادية واللوجستية للفيفا هناك متطلبات قانونية فيما يخص الإعلانات وتأمين الملاعب ودخول المشجعين والجمهور، كما لفت إلى أهمية مناقشة حماية العلامات التجارية الراعية والممولة لكأس العالم، وما إذا كانت تحتاج لحماية من القانون القطري أم لا. الجابر: تخريج كوادر جديدة من المحكمين القطريين أكد خليل إبراهيم الجابر – مدير إدارة الشؤون الرياضية باللجنة الأولمبية لـ«العرب» أن هذا المؤتمر يعتبر الأول من نوعه في قطر، وأكد أن جامعة قطر تعتبر منبراً تدريسيّاً يساهم في نشر الوعي وتحفيز الطلاب على أفضل العلوم المتواجدة، خاصة في استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة مشيراً إلى أنهم بحاجة لقطريين محكمين دوليين معتمدين لدى الكأس ولدى المحاكم الدولية الكبيرة، وتابع: «نتمنى من الماجستير الرياضي الذي يقدم عن طريق الأكاديمية الأوليمبية ومثل تلك الدورات أن يساهم في إخراج كوادر جديدة وكبيرة من المحكمين الرياضيين القطريين. وأضافت منى المرزوقي - أستاذ مساعد في قانون التجاري والبحري بكلية القانون: إن تعاون الجهات المعنية بالرياضة مع الجهات القانونية مثمر لأن الرياضة نشاط موجود بقوة في المجتمع وأي نشاط جديد يتم تنظيمه في المجتمع يحتاج لأن يتم وضع ضوابط وقوانين لتنظيمه، فبدون وجود القانون سيكون الأمر أشبه بالفوضى، وتابعت أنهم يحتاجون نشر التوعية اللازمة للأشخاص العاملين في مجال الرياضة بالقوانين الموجودة، بالإضافة إلى بحث احتياجات النشاط الرياضي من قوانين جديدة لإضافتها، كما لفتت إلى ضرورة معرفة مدى كفاية القوانين الحالية للمساهمة في تطوير النشاط الرياضي أم هناك حاجة لقوانين أكثر فضلاً عن ضرورة توعية الجماهير باحترام القوانين الموجودة حالياً. فريق كامل من المتطوعين أكدت الأستاذة فاطمة المصطلح أحد أعضاء الفريق التنظيمي للمؤتمر لـ«العرب» اختيار جميع المتطوعين والمتطوعات من طلبة كلية القانون، مشيرةً إلى أن المتطوعين يقومون بتسجيل الحضور واستقبال الزوار، كما ذكرت أنه تم تنظيم المؤتمر بالتعاون مع مكتب العلاقات الخارجية لكلية القانون وإرسال الدعوات، مؤكدة أن المؤتمر شهد هذا العام حضوراً كبيراً من جميع الطلاب والطالبات. وقالت عائشة السويدي طالبة في كلية القانون: إنها تحضر المؤتمر بناءً على رغبة من أستاذ أحد المقررات التي تدرسها في هذا الفصل، لافتةً إلى أن المواضيع التي تطرح في المؤتمر مواضيع مهمة جداً ومفيدة لجميع طلبة كلية القانون. وأبدى الطالب بخيت سعيد المري اهتمامه بالمواضيع التي يناقشها المؤتمر، مؤكداً أن تنظيم مؤتمر خطوة مهمة جداً في التحضيرات الخاصة باستضافة كأس العالم 2022، وأضاف أنه يشجع بشدة كل ما يخص كلية قانون من فعاليات أو ندوات ومؤتمرات مشيراً بأن الكلية سيكون لها مستقبل كبير وعلامة بارزة في المجتمع;
مشاركة :