خلطت الدعوة التي وجهها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى «منصة القاهرة» لمشاركة ثلاثة من أعضائها كمفاوضين أصلاء في وفد المعارضة السورية الموحد في محادثات «جنيف 4»، المقررة الخميس المقبل، أوراق «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض التي كانت شكلت وفداً من 21 عضواً، نصفه من الفصائل العسكرية، ويضم ممثلاً عن كل من «منصتي موسكو والقاهرة». ويبدو من صيغة الدعوة الموجهة إلى منسق «منصة القاهرة» جهاد مقدسي، وحصلت «الراي» على نسخة منها، أن دي ميستورا سيعمل على تشكيل وفد المعارضة الموحد خلال الساعات القليلة المقبلة، عبر مفاوضات مباشرة بين مكتبه وبين وفود المعارضات التي بدأت تصل جنيف، لتبدأ بعدها المحادثات بين وفد النظام ووفد المعارضات. وجاء في نص رسالة الدعوة التي وجهها دي ميستورا إلى مقدسي على اعتباره منسق «منصة القاهرة»، وهي مذيلة بتوقيع المبعوث الدولي بتاريخ السبت الماضي: «يسرني أن أدعوكم لترشيح ثلاثة ممثلين عن منصة القاهرة للمشاركة في المفاوضات السورية - السورية التي تعقد تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، والممثلون يمكن أن يضاف لهم اثنان آخران كمستشارين». وتشير الرسالة إلى أن دي ميستورا ماض بقراره لتشكيل وفد واحد للمعارضة بنفسه بعد إخفاق المعارضات بذلك، حيث حدد «3 مرشحين» عن «منصة القاهرة» في حين كان نصيب المنصة ضمن تشكيلة «العليا للمفاوضات» واحداً فقط. من جهته، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، انتقادات لنهج دي ميستورا بشأن دعوة المعارضة السورية إلى جنيف، قائلاً انه «يتوجب على الأمم المتحدة تصحيح عدم وجود دعوات لحضور محادثات جنيف لمنصة موسكو»، معتبراً أن«المزيد من التأخير في التسوية السياسية في سورية، لا يمكن أن يناسب أحدا». وأضاف «إنه لأمر محزن ألا يحصل ممثلو (منصة موسكو)، بمن فيهم قدري جميل، على دعوة، واليوم (أمس) أرسلنا إلى دي ميستورا إشارة للفت انتباهه إلى عدم جواز هذا النهج الانتقائي لتشكيل وفد المعارضة». وحسب تأكيد مصادر من «جبهة التغيير والتحرير» لـ«الراي» فإن «منصة موسكو» تلقت ذات العرض أي «وفد مستقل وكامل الصلاحية وبمرجعية القرار 2254 إلا أنهم ارتأوا الاعتذار حتى اللحظة، مع إمكانية العدول عن قرار عدم المشاركة» في وقت لاحق. وتوقعت مصادر مطلعة أن يوجه دي ميستورا دعوة إلى «منصة موسكو» بعد انتقادات لافروف. مستجدات تشكيل الوفد وتدخل دي ميستورا في هذا الشأن فاجأ «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» (الذي تسميه موسكو «منصة الرياض»)، وهو ما بدا جلياً في تصريحات أدلى بها لـ «الراي» المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية» عضو «العليا للمفاوضات» حسن عبد العظيم الذي أكد أن «ما فهمناه خلال اجتماع الرياض أن المطالبة الدولية ذهبت باتجاه أن يتكون نصف وفد المعارضة من ممثلين عن الفصائل، وعلى أساس ذلك اتجهنا لتشكيل وفد يضم 20 أو 21 فرداً نصفهم من الفصائل والبقية من القوى السياسية بمن فيهم ممثلون عن منصتي القاهرة وموسكو وبمعدل مندوب عن كل منصة، وبذلك يتكون الوفد المعارض الواحد الذي يمثل القوى السياسية والميدانية». وأضاف: «على هذا الأساس تلقت (الهيئة العليا للمفاوضات) الأسبوع الماضي رسالة من المبعوث الأممي لدعوة وفدها إلى جنيف بدءاً من 20 الجاري (أمس) للمناقشات مع دي ميستورا على أن تبدأ العملية التفاوضية في 23 الجاري». وأوضح ان «من الممكن أن يذهب البعض (من المعارضة) كما في المرات الماضية، ليقيموا في الفنادق وقد يلتقون دي ميستورا، لكن من كان يتجه إلى مقر التفاوض في جنيف هو وفد (العليا للمفاوضات) فقط». بدوره، حذَّر المتحدث الرسمي باسم «الهيئة العليا» رياض نعسان آغا، دي ميستورا من قيامه بتشكيل وفد معارض آخر غير وفد «الهيئة» يتألف من مجموعات متعددة، معتبرا أن «هذا المسار سيؤدي إلى فشل المفاوضات المقبلة قبل بدايتها». وقال نعسان آغا، في تصريحات نقلتها عنه «العربية نت»، إن «دي ميستورا يعرف أن كثيرا من هؤلاء يمكن أن يكونوا ضمن وفد النظام السوري وليس ضمن وفد المعارضة، طبعاً ليس بوسع دي ميستورا أن يوسع المقاعد في وفد الهيئة، ولكن بوسعه أن يدعو آخرين». وكان المبعوث الدولي إلى سورية هدَّد في وقت سابق المعارضات بأنه سيقوم بتشكيل الوفد بنفسه، إذا فشلت «الهيئة العليا للمفاوضات» بتشكيل وفد موحَّد يضم كل المنصات المعارضة. في المقلب الآخر، قالت مصادر في دمشق لـ «الراي» إن وفد الحكومة السورية «سيصل إلى جنيف قبل ساعات من الموعد المحدد (الخميس المقبل)، نظراً لعدم وجود أي حاجة للتباحث مع دي ميستورا بشكل مسبق، ليكون (جنيف 4) بذلك فرصة دي ميستورا الأخيرة حيث تنتهي ولايته في الثامن من مارس المقبل ما لم يُمدد له».
مشاركة :