أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس اليوم (الإثنين) في بروكسيل رغبة الرئيس دونالد ترامب بتحقيق «تقدم فعلي بحلول نهاية العام 2017» في شأن عدم تقيد عدد من دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) بنسبة النفقات العسكرية البالغة 2 في المئة من إجمالي ناتجها الداخلي. وفي كلمة بمقر الحلف في قال بنس إن «أميركا ستقوم بدورها لكن الدفاع عن أوروبا يتطلب التزاماً أوروبياً بقدر التزامنا... الرئيس يتوقع تقدماً حقيقياً بحلول نهاية 2017». وكانت دول «الحلف الأطلسي» الـ28 اتفقت على هذه النسبة في العام 2014 على ان يتم التقيد بها من قبل الجميع بحلول العام 2024. إلا أن خمس دول فقط حتى الآن بينها الولايات المتحدة، توصلت الى هذه النسبة، الأمر الذي انتقده ترامب مراراً خلال الاشهر القليلة الماضية. وبدأ نائب بنس صباح اليوم في بروكسيل، لقاءات مع قادة الاتحاد الأوروبي و«ناتو»، بينما تجرى تظاهرات معادية للادارة الأميركية الجديدة. واستقبل متظاهرون بنس منذ اللقاء الأول في السفارة الأميركية مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني. ويفترض أن يتوجه المحتجون بعد ذلك إلى مقر مؤسسات الاتحاد الأوروبي حيث سيلتقي بنس رئيس الاتحاد دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وكتب على لافتة رفعها حوالى مئة متظاهرة في ساحة شومان «التغير المناخي ليس واقعاً بديلاً». وذكر صحافيون أن الشعارات التي أطلقت انتقدت السياسات التي تشكل مصدر قلق لهم حول الهجرة وحقوق المرأة والصحة. وقالت ايرين دوناديو من الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة «نحتج على زيارة بنس لأننا ضد قرارات الإدارة الأميركية التي تهاجم حقوق النساء في جميع أنحاء العالم». وتشكل بروكسيل المحطة الأخيرة من جولة بنس الأوروبية. وكان نائب الرئيس الأميركي شارك في نهاية الأسبوع الماضي بمؤتمر الأمن في ميونيخ الذي تحضره النخبة الديبلوماسية العسكرية في العالم. وسعى بنس خلال هذه الرحلة إلى تهدئة قلق الأوروبيين، مشيراً مرات عدة إلى أنه يتحدث باسم ترامب. وأكد بنس أن الالتزام الأميركي حيال الأطلسي «ثابت» وتحدث عن «أوروبا أكبر حليف» للولايات المتحدة وشدد على قيم الديموقراطية والعدالة. ويفترض أن يؤكد من جديد اليوم هذه المواقف بينما تبدو الإدارة الأميركية الجديدة أكثر ميلاً إلى الانعزالية والنزعة القومية وأقل حرصاً على العلاقات بين ضفتي «الحلف الأطلسي» من الإدارات السابقة. وكانت موغيريني التي تشدد على الأهمية التي توليها أوروبا لقضايا مثل مكافحة ارتفاع حرارة الأرض وعمل الأمم المتحدة بفاعلية في قضايا عدة بينها مثلاً النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، خرجت مرات عدة عن تحفظها منذ تولي ترامب الرئاسة. وقبل عشرة أيام، دعت في واشنطن الولايات المتحدة إلى «الامتناع عن التدخل في السياسة الأوروبية»، وذلك رداً على سؤال عن معلومات موقع الكتروني مؤيد لترامب في شأن التأثير على الانتخابات التي ستجرى هذه السنة في فرنسا وألمانيا.
مشاركة :