مكتبة الملك فهد العامة: صرح معماري عصري فريد

  • 4/19/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

--> تعد مكتبة الملك فهد العامة بمحافظة جدة صرحا معماريا عصريا فريدا تم بناؤه على مساحة 17.000 متر مربع داخل الحرم الجامعي بجامعة الملك عبدالعزيز وبتصميم يواكب التحولات العصرية التي يشهدها عالم الكتاب والمكتبات، في ظل النهضة العلمية والثقافية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود - حفظه الله -. وتقدم المكتبة خدمة جليلة للثقافة والمثقفين والعلم والبحث والإطلاع لأهل منطقة مكة المكرمة وقاصديها من خارج المنطقة، وزوارها من الحجاج والمعتمرين الذين يسعدون بزيارة بوابة الحرمين الشريفين عروس البحر الأحمر. ويتكون مبنى المكتبة من ثلاثة أجزاء رئيسة، يحتوي كل جزء على المجموعات الرئيسة من الكتب والمراجع والبرامج المتنوعة والدوريات التي يعتمد عليها في عمليات البحث والإطلاع، وهي مجموعة ثرية تناسب مختلف ميول القراء من جميع الفئات العمرية . وتعتبر مكتبة الملك فهد العامة أول مكتبة بالمملكة تخصص أقسامًا مستقلة للشباب والأطفال والمرأة والمبصرين (المكفوفين) مجموعة تحت سقف واحد، وهي تقدم مجموعة ثرية منتقاة من الكتب والمجلات والبرامج التي توافق ميول كل شرائح المجتمع، إضافة إلى برامج وأنشطة متجددة ومبتكرة لتقديم المعرفة للقراء في قالب عصري وإبداعية. كما تحوي المكتبة ما يزيد عن 80.000 عنوان من الكتب، وهذا عدد قليل بالنسبة لدور المكتبة ومكانها ومكانتها، لكنها تحتوي على مكتبات إلكترونية وعدد هائل من قواعد المعلومات المحلية والعالمية التي بها آلاف الكتب والمجلات العلمية المرموقة والإصدارات الثقافية. وأجريت دراسات مسحية حوت أكثر من ألفي استمارة إلكترونية ناقشت محتوى المكتبة واحتياجات المجتمع، حتى إنها ناقشت ساعات العمل، ونوعية الكتب التي ينبغي أن تكون ضمنها من كتب ومجلات ورقية وإلكترونية، كما أقيمت ورشتا عمل لمدة خمس ساعات متواصلة لكل ورشة شارك فيها كوكبة من الشباب والشابات من المجتمع الجداوي عامة ومن منسوبي ومنسوبات الجامعة خاصة, لذا جاءت المكتبة عصرية رائدة بمعنى الكلمة بأجزائها المختلفة. كما أن مكتبة الملك فهد العامة إضافة متميزة للمشهد الثقافي السعودي؛ حيث إنها تحوي لأول مرة في المملكة تحت سقف واحد عدة مكتبات رائدة؛ ففيها مكتبة للمرأة، ومكتبة للطفل، ومكتبة للشباب، ومكتبة مصغرة للمبصرين حيث يستطيع صاحب الإعاقة البصرية أن يستفيد من محتويات المكتبة الخاصة به، كما تحوي المكتبة ما يزيد على 140 جهاز كمبيوتر مرتبطة بقواعد البيانات المحدّثة التي تفيد الباحث والدارس والمثقف. وقد برزت فكرة إنشاء المكتبة مبادرة من بعض مثقفي وتجار المنطقة على رأسهم الشيخ إسماعيل أبو داود والشيخ عبداللطيف جميل والشيخ خالد بن محفوظ يرحمهم الله جميعًا، وقد عرضت الفكرة على صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله أمير منطقة مكة المكرمة في حينها، وقد أعجبته الفكرة وتحمس لها وعرضها على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله فبارك الفكرة وأشاد بها، وتبرع لبدايتها بقطعة أرض وشيك بخمسة عشر مليون ريال، . ثم أسند لجامعة الملك عبدالعزيز القيام بها، فقامت بإعداد الدراسات الهندسية والتصاميم، ثم رفعت لوزارة المالية لطلب مخصصات للمكتبة، ولم تأت مخصصات لها لذا توقف الأمر حتى جاء سمو الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله فوجّه بضمها تحت إشراف الوقف العلمي ليكمل إجراءاتها، وبدأت المسيرة حتى تحقق الأمل الذي كان يراود أناسًا حرصوا أشد الحرص على وجود منهل ثقافي علمي بحثي لأهل المنطقة وزوارها. وهناك علاقة متواصلة ومرتب لها في جدول أعمال المكتبة مع دور النشر المحلية والعالمية، وهي علاقة مباشرة بالتزويد بقواعد البيانات وشراء منتجات عدد من دور النشر لتزويد المكتبة بها. وللطفل نصيب وافر في المكتبة بكل بصدق ودقة؛ حيث ستقام سلسلة برامج تدريبية للأطفال بكافة مراحلهم العمرية، وكذلك برامج مماثلة للمرأة وأخرى للشباب، وبعض هذه البرامج والمبادرات تقدم لأول مرة في المملكة في هذا الصدد. كما سيقام لأول مرة في مكتبة المرأة ناديًا بمسمى (نادي القراءة)، حيث تطرح فكرة على الحاضرات لقراءة كتاب أو بحث محدد مثلًا، ثم يجتمعن بعد قراءته للنقاش حول فائدته، وما يمكن أن يطور حوله من أفكار بناءة لخدمة المجتمع. ولقد كان دور جامعة الملك عبدالعزيز محوريًّا منذ بداية فكرة المكتبة واعتمادها من لدن الملك فهد يرحمه الله تعالى، فقد قامت الجامعة بالتصميم الهندسي للمبنى، وهو تصميم عصري يشيد به المختصون حتى الآن، ثم تنازلت الجامعة عن قطعة أرض من مخصصاتها تزيد عن 16.000 متر مربع، إيمانًا من الجامعة بدور الثقافة والعلم والبحث والمكتبات في رقي المجتمع وتقدمه، واستمر دعم الجامعة اللامحدود بالعديد من الكفاءات المتخصصة في كل مجال يخدم مشروع المكتبة، وقامت بصيانتها من الداخل والخارج برغم عدم وجود مخصصات مادية، ثم كانت واسطة العقد إسناد متابعة شؤون المكتبة للوقف العلمي، ودعمه بكل ما يحتاجه فيما يخص الجامعة. والوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز هو وقف إنمائي عالمي إسلامي بحثي، وهو منظمة وقفية عصرية تقوم باستقبال التبرعات أو الأوقاف النقدية والعينية، واستثمارها والإنفاق من عوائدها على خدمة المجتمع من خلال أنشطة وبرامج مبتكرة تهدف إلى تنمية المجتمع في مختلف المجالات العلمية والإجتماعية والإقتصادية والصحية والبيئية، وفق أولويات واحتياجات المجتمع والأمة. كما أنه نظام اقتصادي إسلامي يُستَثمَر فيه الأصل وتُوجَّه عوائده نحو دعم المشروعات البحثية وتمويل الأبحاث العلمية والتطبيقية لخدمة المجتمع ومعالجة مشكلاته الإقتصادية والعلمية والصحية والإجتماعية بهدف تحقيق النهضة العلمية والفكرية لأمتنا الإسلامية. وللوقف العلمي أوليات سبق بها غيره من الأوقاف على عدة مستويات ومنها أنه أول وقف علمي يتبع لجامعة سعودية يكون لديه صك وقفية واضح وصريح صادر من المحكمة العامة,وأول وقف علمي يتبع لجامعة سعودية لديه سجل تجاري بإسمه,وأول وقف علمي جامعي في منطقة الشرق الأوسط يساهم في دعمه شهريًّا آلاف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمنسوبون من خلال (برنامج الاستقطاع الشهري),. كما أنه أول وقف علمي جامعي سعودي يتبنى فكرة إنشاء شراكات مع القطاع الخاص (رجال الأعمال) ويسخرها في خدمة قضايا بحثية استراتيجية تهم بلادنا , وأول وقف علمي جامعي سعودي يدير استثماراته نخبة من رجال الأعمال المخلصين,وأول وقف علمي جامعي سعودي يحقق عوائد استثمارات سنوية فاقت 15.5% سنويًّا,وأول وقف علمي جامعي سعودي متكامل البنى التحتية (نظام أساس، ولوائح، وأنظمة إدارية ومالية، وجمعية عمومية، ومجلس نظارة، ولجنة استثمار),وأول وقف علمي جامعي سعودي حصل على تزكيات العديد من العلماء الأجلاء.

مشاركة :