ماكرون يدين همجية فرنسا ويطالبها بالاعتذار للجزائر

  • 2/21/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كثّف المرشح الأوفر حظا للرئاسة الفرنسية إيمانويل ماكرون إدانته للماضي الاستعماري الفرنسي في الجزائر، ورفض انتقادات حادة من اليمين المحافظ. في إشارة إلى واحدة من أكثر الفترات حساسية في التاريخ الفرنسي، قال ماكرون في مقابلة مع صحيفة لو فيجارو من يمين الوسط إن الاستعمار الذي استمر 132 عاما للجزائر تورط في "جرائم وأعمال وحشية" يمكن أن تعتبَر اليوم بأنها "جرائم ضد الإنسانية".ورددت تصريحاته أصداء التصريحات التي أطلقها في وقت سابق من الأسبوع في زيارة إلى الجزائر، حيث الادعاءات بالتعذيب والمجازر من قبل الحكومة الفرنسية خلال الحرب الأهلية التي استمرت ثماني سنوات، تظل موضوعا يعمل على الاستقطاب بشكل كبير على جانبي البحر الأبيض المتوسط وفي السياسة الفرنسية، حيث ترفض السلطات الفرنسية منذ فترة طويلة الاعتذار.كانت مداخلة ماكرون حول الجزائر أكثر مداخلاته لفتا للأنظار منذ أن ارتقى هذا المصرفي السابق الذي يبلغ من العمر 39 عاما، إلى وضع يجعله الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية في أيار (مايو) المقبل.استفاد المرشح المستقل، وهو وزير اقتصاد سابق، من تراجع دعم فرانسوا فيون، مرشح يمين الوسط، الذي هو الآن عالق في تحقيق حول أسلوبه في استخدام أموال الدولة لتوظيف زوجته وعائلته.اقتراح ماكرون بأن تعتذر فرنسا للجزائر جلب عليه توبيخا حادا من منافسيه على اليمين السياسي. أدان فيون "كراهية تاريخنا" واسمى ما يطالب به ماكرون: "توبة دائمة لا تليق بمرشح لرئاسة الجمهورية".وقالت مارين لوبن، زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، على موقع فيسبوك: "هل هناك شيء أسوأ عندما تريد أن تصبح رئيسا للبلاد، من السفر إلى الخارج لاتهام الدولة التي تريد قيادتها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية؟"في السنوات الأخيرة اتخذت فرنسا خطوات لتسوية العلاقات مع الجزائر، التي تقول إن 1.5 مليون شخص قتلوا خلال الحرب الأهلية. اعترف الرئيس فرانسوا هولاند في عام 2012 بـ "القمع الدموي" لمتظاهرين جزائريين على يد الشرطة في باريس في تشرين الأول (أكتوبر) عام 1961، وأيضا المعاملة الفرنسية السيئة لـ "الحركيين"، أي المقاتلين الجزائريين الذين قاتلوا من أجل فرنسا، لكنه لم يصل إلى حد تقديم اعتذار. في الماضي حاول ساسة يمينيون فرنسيون التحرك في الاتجاه الآخر. في عام 2005، أصدر الجمهوريون قانونا يعترف بـ "الدور الإيجابي للوجود الفرنسي في الخارج"، على الرغم من أنه ألغي في وقت لاحق، في حين أن فيون في العام الماضي شبَّه ماضي فرنسا الاستعماري بـ "التبادل الثقافي"، من باب تمجيد الاستعمار.وقال ماكرون العام الماضي لمجلة لوبوان الفرنسية: "نعم، كان هناك تعذيب في الجزائر، ولكن كان هناك أيضا ظهور لدولة، أو الثروة، وظهور الطبقة الوسطى. . . هذا هو واقع الاستعمار. هناك عناصر من الحضارة وعناصر من الهمجية".جاءت تصريحات ماكرون مع ظهور أحدث استطلاع للرأي، من قبل مركز دراسة العلوم السياسية Cevipof، الذي بين أنه في طريقه للحصول على 23 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في نيسان (أبريل) المقبل، مقارنة بـ 18.5 في المائة بالنسبة لفيون. Image: category: FINANCIAL TIMES Author: مايكل ستوثارد من باريس publication date: الثلاثاء, فبراير 21, 2017 - 03:00

مشاركة :