أبو الغيط : إيران استغلت الخلافات العقائدية لمصالحها في المنطقة

  • 2/22/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن الجماعات الإسلامية كان يحركها شعور عميق بالإذلال على أيدي الغرب، خلال الحقبة الاستعمارية، ووجد الإسلاميون تربة خصبة لتجنيد الشباب لأهدافهم المتطرفة، وبهدف نشر أيديولوجيتهم الأصولية، كما استغل الإسلاميون كذلك الشعور السائد بالظلم الذي أفرزته مأساة الفلسطينيين. وأوضح أبو الغيط خلال ندوة له في ميونيخ، الاثنين، أن حرب الثلاثين عاماً في أوروبا التي انتهت بصُلح وستفاليا تُعطينا درساً بأن إشعال فتيل الأصولية الدينية يُمكن أن يصير استراتيجية فعّالة من أجل حشد الناس لصالح أغراض سياسية، وقد كان الحل الذي طرحته وستفاليا لهذه المعضلة عبقرياً بحق؛ إذ إن القاعدة الذهبية التي تقول إن كل أمير له استقلالية في الشؤون الدينية داخل إمارته تعني الفصل بين الدين والسياسية في الشؤون الدولية، كما تهيئ السبيل للتعايش بين أديان وطوائف مختلفة داخل الدولة. وأشار، إلى أن هذا المبدأ ظل يتراجع في الشرق الأوسط منذ هزيمة 1967، فضلاً عن أنه تآكل في أعقاب الثورة الإيرانية ، وأن المساعي الإيرانية لتصدير الثورة تعاظمت خلال السنوات ال15 الأخيرة، وساعدها في ذلك التخبط في سياسة القوى الكبرى، وبالتحديد غزو العراق . وشدد على أن السياسات الإيرانية لم تخلق الفجوة بين المذاهب الإسلامية، حيث أوضح أن الخلافات العقائدية طالما كانت قائمة بين المسلمين، غير أن السياسات الإيرانية استغلت هذه الخلافات وفاقمتها، بهدف الدفع بمصالحها الخاصة، ومن أجل تعزيز طموحاتها في الهيمنة،مشيرا الى إن حرب الثلاثين عاماً تُظهر لنا كيف أن الحروب داخل الدين الواحد ربما تكون الأكثر دموية وبشاعة،لانها تمتزج بأجندات سياسية، مشيراً إلى أن المسائل العقائدية لا تُمثِل جوهر الخلاف، بل السياسة والسعي للنفوذ الذي تتحول فيه مسائل العقيدة إلى قنابل موقوتة. وقال: إذا كانت إيران تظن أنها ممثلة لطائفة معينة في كل مكان، فإن ذلك يعني أننا نعيش في عالم سابق علىوستفاليا؛ حيث تتشكل الولاءات وفقاً للانتماءات الطائفية والدينية، بدلاً من تلك الوطنية والعلمانية. وتابع: كما نشهد اليوم في سوريا والعراق واليمن، فإن العالم الذي تحكمه هذه المبادئ هو عالم قبيح يقتل فيه الناس بعضهم بعضاً على الهوية والإيمان الديني. وعندما يواجَه الناس بمثل هذه التهديدات، فإنهم غالباً ما يرتدون إلى هوياتهم الأولية، كما يسقطون فريسة سهلة لأكثر الخطابات تطرفاً وشراً، وهذا بالتحديد هو ما أفرز لنا داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية. وختم : المنطقة ليست بحاجة إلى مبادئ جديدة أو حدود جديدة، بل بحاجة إلى إعادة ترسيخ مبدأ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. (وكالات)

مشاركة :