زار ثمانية أثريون عراقيون لندن في إطار برنامج تدريب للمتحف البريطاني يهدف إلى تزويد العراق بالمهارات الإلكترونية ومهارات الحفر والتنقيب اللازمة لإنقاذ القطع الفنية وإعادة بناء المواقع القديمة التي حاول مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تدميرها. وصرّح مدير برنامج التدريب الطارئ لإدارة "متحف تراث العراق الأثري" التابع لمتحف لندن، جوناثان تاب أن "المشروع بدأ كمحاولة لعمل شيء إيجابي في وقت لم يكن من الممكن عمل شيء على الأرض". وأضاف: "بوسعنا في الواقع إعداد خبراء الآثار لليوم الذي يتمّ فيه فك أسر هذه المواقع مرة أخرى وتحريرها، والتأكد من أن هؤلاء الناس لديهم كل المهارات والأدوات اللازمة للتعامل مع أفظع أشكال التدمير". ويمضي وفد الأثريين العراقيين ثلاثة أشهر في تدريب نظري في المتحف البريطاني وثلاثة أخرى في التدريب العملي في مواقع بتلو ودربند رانية في العراق. ويتمّ تدريب الأثريين على التعرف إلى الألغام أثناء الحفر وتعلم الأساليب الإلكترونية مثل المسوح الجيوفيزيائية والاستشعار من بعد وكيفية استخدام المعدات التي تساعد في رسم الخرائط والقياسات. وقال تاب: " لم تبدأ التقييمات إلى الآن، إلا في مدينة نمرود الآشورية القديمة التي أقيمت منذ ثلاثة آلاف عام على ضفاف نهر دجلة ودمر مقاتلو داعش آثارها ونهبوها في بداية العام 2015". واستعيدت نمرود في تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، أي بعد فترة قصيرة من بدء هجوم لا يزال جارياً لاستعادة الموصل. ووجد الأثريون المحليون الذين عادوا إلى المواقع، حجارة متناثرة في أرجاء المكان وقنابل زرعت في الطريق المؤدي إلى الموقع. وقال تاب أن "الخطوة الأولى في كل موقع استعاد الجيش العراقي السيطرة عليه، تتمثل في تصوير كل قطعة عُثر عليها وتسجيلها وترقيمها قبل نقلها". وتمول برنامج التدريب الحكومة البريطانية التي تدفع نحو 3.62 مليون دولار على مدى خمس سنوات.
مشاركة :