لا يبدو الفتح بصحة فنية عاليةً خلال الموسم الحالي، يتذيل الترتيب، وبات هدر النقاط الأسبوعي هو السيناريو المتكرر للفريق الأحسائي، فتشت إدارته الشابة عن متخصص ينتشله من وضعه الحرج، ولم تجد إلا جراحها السابق وطبيبها المتخصص فاستعانت بالتونسي فتحي الجبال الذي ترك الفريق قبل أربعة مواسم بطلاً لدوري المحترفين، في إنجاز فريد وحدثٍ لا يتكرر كثيراً في ملاعب كرة القدم، طاف الجبال بالعديد من الأندية السعودية والخليجية لكن تجاربه التي أعقبت فترة الفتح لم تكن ناجحة إطلاقاً، في الجولة الخامسة من الموسم الجاري وقف الجبال أمام دكة بدلاء الفتح لأول مرة منذ موسم 2014، ترتفع نبرة صوته الحادة وتنتشر تعليماته لأصحاب القمصان الزرقاء، ولا يرى أمام عيناه من فريقه بطل موسم 2013 إلا بقايا متناثرة في أرضية الملعب، بعد 15 مباراة لعبها الفتح دورياً الموسم الحالي تحت إشراف التونسي فتحي الجبال لم يستطع الفريق الانتصار إلا في ثلاث مواجهات فقط، بينما خسر سبع مواجهات وتعادل في خمس، لازال الفريق يتذيل سلم الترتيب وأحد الفرق المرشحة للهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى. في الجولة الماضية استضاف الفتح نظيره التعاون بمعنويات مرتفعة بعد الصعود إلى دور المجموعات في دوري أبطال آسيا، كان يترقب الجبال أن يكون هذا الصعود هو بداية انتشال فريقه مرةً أخرى، لكن نقطة الانطلاق التي حلُم بها الفتحاويون كانت كبوة أخرى، فقد خسروا نقاط المباراة في الدقائق الخمس الأخيرة، وبعد أن اهتزت شباك الفتح بهدف التعاون الثاني وأطلق عبدالرحمن الشهري صافرة النهاية، تسمّر فتحي الجبال في مكانه لدقائق، واضعاً كفه الأيمن تحت خده الأيسر وعيناه تتنقلان في أرجاء الملعب، موقفه يعبر عن نفاذ الحلول من يديه لاسيما وأن عجلة الدوري تقترب من خط النهاية، والفريق أمام معترك قاري إذ سيخوض دوري أبطال آسيا، لأجل ذلك اختار الجبال أن يُضحي بالمشاركة القارية بعد خسارة التعاون فأكد في المؤتمر الصحفي أن البقاء بين الكبار أهم من التأهل عن المجموعة الآسيوية، موقف مع الفتح، يشابه كثيراً الموقف الذي كان عليه الألماني يورغن كلوب وفريقه الأسبق بروسيا دورتموند، فبعد أعوام عديدة قاد فيها الفريق نحو البطولات، وجد نفسه منافساً على الهبوط ولم يفلت منه إلا في الرمق الأخير، وعلى الرغم من أن النتائج كانت تسوء تحت إشراف كلوب إلا أن المدرج ظل يدعمه مراعاةً لما سبق ذلك الموسم من بطولات ونتائج مميزة، في الفتح الموسم الحالي لا يملكون إلا دعم الجبال فهو آخر آمالهم بإبقاء الفريق بين الكبار، فيما يجاهد هو للهدف ذاته لينقذ مسيرته من إخفاق آخر، أمام ست جولات هل ينجو فتحي الجبال بالفتح وهل ينقذ القطب الثاني للأحساء مسيرة صانع منجزهم من إخفاق جديد؟ أم يهبط البطل ويخفق الخبير في أرض منجزه الأخير؟
مشاركة :