البوسيف (العراق) – الوكالات: تواصل القوات العراقية التي تتقدم من المحور الجنوبي لمدينة الموصل، تعزيز مواقعها في إطار هجوم لاستعادة الجانب الغربي من المدينة التي تشكل آخر أكبر معاقل الجهاديين في العراق. وبدت القوات العراقية متفائلة في اليوم الثالث من الهجوم ضمن العملية الكبرى التي انطلقت في 17 أكتوبر لاستعادة الموصل ثاني مدن العراق. وتقدمت القوات المشاركة والتي تضم الشرطة الاتحادية وقوات الرد السريع والجيش العراقي وفصائل من الحشد الشعبي، بسرعة تجاه مطار الموصل الواقع في الضاحية الجنوبية لمدينة الموصل. وبدعم من كتائب المدفعية وإسناد جوي، استعادت القوات الأمنية السيطرة على قرية البوسيف التي كانت تعد القاعدة الرئيسية لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في المحور الجنوبي لمدينة الموصل، حسبما أفاد العميد عباس الجبوري من قوات الرد السريع. وقال الجبوري «كان نصرا واضحا وناجحا وفي وقت قياسي، كنا نقاتل من منزل إلى آخر، أغلبهم قتلوا، وبعضهم كان يرتدي أحزمة ناسفة». وبدت آثار الشظايا واضحة على جدران واجهات المنازل ومنها المنزل الذي حولته قوات الشرطة مقرا للقيادة. وتجمع عدد من المدنيين وبينهم صبية من القرى المجاورة وهم يرفعون رايات ويلوحون بها للقوات العراقية التي استعادت القرية. وأمرتهم القوات العراقية برفع قمصانهم إلى الأعلى عندما اقتربوا وقامت بتفتيشهم خشية ارتداء أحدهم حزاما ناسفا. وأعطي أحدهم هاتفا محمولا ليخبر الآخرين ممن ظلوا في الخلف أن بإمكانهم المجيء، فيما أبلغ آخر الشرطة الاتحادية عن مواقع الجهاديين. وقال الجبوري إن عديدا من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في معركة الإثنين، وتم اكتشاف أنفاق واستعيدت معدات، مشيرًا إلى أن القوات الحكومية توقفت بشكل مؤقت الثلاثاء. وأوضح «لن ننفذ عمليات اليوم، وفي الأيام القادمة سنتقدم شمالا». وشوهدت قوات مكافحة الإرهاب، وهي الأفضل تدريبا وتسليحا، تتقدم باتجاه الخطوط الأمامية في الأحياء الغربية من الموصل. وقال الجبوري «لا أعتقد أن الجانب الغربي سيأخذ منا وقتا طويلا». وأعرب وزير الدفاع الأمريكي جميس ماتيس الذي زار بغداد الإثنين عن ثقته بأن القوات العراقية ستسيطر على الوضع، على الرغم من تحذير خبراء وقادة من أن المعركة في الجانب الغربي ستكون أعنف وأكثر دموية من المعارك السابقة ضد الجهاديين.
مشاركة :