بغداد: حمزة مصطفى جدد زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، رفضه أي ضغوط يمكن أن تمارس عليه للتجديد لولاية ثالثة للمالكي من قبل إيران. بدوره، لم يستبعد أحد قياديي «التيار الصدري» وجود مثل هذه الضغوط بطريقة أو بأخرى. وردا على أسئلة لأتباعه بشأن مسألة اعتزاله العمل السياسي وممارسة ضغوط عليه بخلاف ذلك، قال الصدر في بيان مساء أول من أمس: «إنني لن أعود إلى العمل السياسي بمعناه الخاص، مثل تبني جهة أو كتلة، بل غاية ما أتبناه هو أن آخذ على عاتقي سياسة خدمة الفقير المظلوم وفضح الفاسد والديكتاتور». وأضاف الصدر أنه «سيقف على مسافة واحدة من كل المرشحين، بمن فيهم مرشحو كتلة الأحرار الصدرية». وحول احتمال أن يضعف موقفه هذا كتلة الأحرار في الانتخابات المقبلة، قال الصدر: «أنا أقف مع الجميع على مسافة واحدة، حتى مع كتلة الأحرار، لكن ذلك لا يعني أني أقف ضدها، لأن فيها من كشف الفساد وقاوم المحتل ومن نادى ضد الديكتاتورية وضد اتفاقيات المحتل». وبسؤاله عمن سينتخب لدى إدلائه بصوته في الانتخابات البرلمانية المقبلة، أكد الصدر: «سأذهب إلى التصويت والاقتراع، وسأنتخب من أراه مناسبا للعراق والعراقيين، لا من أجل نفسه وعائلته واستحصال المغانم الشخصية». وردا على سؤال آخر حول استغلال بعض الكتل المشاركة في الانتخابات خطاب اعتزاله واتجاهها إلى استغلال اسم آل الصدر ومراجعهم في حملتها الانتخابية، قال الصدر: «إن كل من يدعي أو يوهم الناس بذلك فهو كاذب.. وأنا أقف من الجميع على مسافة واحدة، ولكن هذا لا يعني انتخاب من خضع للاحتلال أو ساند الديكتاتور أو عمل لأجندة خارجية أو سفك الدماء بغير حق». وفيما يخص تصريحات القيادي في «التيار الصدري» كرار الخفاجي بأن كتلة الأحرار الصدرية ستحرز 70 مقعدا في مجلس النواب الجديد، وأن رئيس الوزراء المقبل سيكون صدريا، أجاب الصدر بالقول: «من كان مع الله كان الله معه، وكل من يريد خدمة العراق وشعبه، فأتمنى أن يكون له الظفر والنصر». وفي سياق متصل، دعا الصدر أتباعه إلى عدم حمل السلاح مطلقا، والتزام الطاعة والتوجه الروحي، مؤكدا أن «باب التوبة مفتوح لكل من انحرف أو انشق عن مبادئ (التيار الصدري)». وأضاف: «إنا عهدناكم - أيها المجاهدون - مطيعين.. وأملي أنكم ما زلتم على العهد باقين... وإذا أساء أحدكم فهذا لا يعني انحرافه وانشقاقه، بل باب التوبة مفتوح، وبابنا آل الصدر مفتوح». من جهته، أكد حاكم الزاملي، عضو البرلمان عن كتلة الأحرار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مسألة الضغوط السياسية التي تمارس على السيد الصدر واردة، ولكن إذا كانت باتجاه حمله على إنهاء اعتزاله فهي تعني أن هناك من يرى أن ترك السيد الصدر العمل السياسي أمر لا يصب في مصلحة الوطن والعملية السياسية، وهو ما جعل الصدر يعبر عن مواقف واضحة في هذا الصدد، مع تأكيد أنه لا يتبنى جهة معينة، رغم أننا في كتلة الأحرار ملتزمون بالخط الصدري ولن نحيد عنه وهو ما عرف عنا جمهورنا، أما إذا كان هناك نوع آخر من الضغوط يتعلق بجعل السيد يقبل بولاية ثالثة للمالكي، فأعتقد أن مواقف الصدر ليست واضحة فقط، وإنما هي شديدة الوضوح من هذه الناحية، ومن ثم فإنه لن يخضع لا لإيران ولا لغير إيران في هذا المجال فيما لو كانت مارست فعلا مثل هذه الضغوط أو تنوي ممارستها». وردا على سؤال بشأن المفهوم الذي يتبناه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي بشأن حكومة الأغلبية السياسية وهو نفس ما يعمل عليه «التيار الصدري»، قال الزاملي إن «رؤيتنا للأغلبية السياسية تختلف عن رؤية المالكي، فمن جهة لا يمكن لكتلة، أيا كانت، الحصول على الأغلبية التي تجعلها قادرة على تشكيل الحكومة من دون تحالفات، ومن فإن رؤيتنا تنطلق من تحالفات حقيقية باتجاه تغيير واقع الحال الحالي الذي تسببت فيه سياسات المالكي وحكومته لثماني سنوات وهو ما دعت إليه المرجعية والشعب بكل قواه». وأضاف أن «من حق المالكي أن يحلم أحلاما وردية بهذا الاتجاه، لكن الأمور لن تسير لصالحه، لأن هناك توافقا واضحا بين الكتل الرئيسة باتجاه تحالفات لا تقصي أحدا أو تهمش طرفا وتكون هناك مشاركة حقيقية في القرار من دون تفرد بالسلطة لأي جهة أو طرف». وردا على سؤال بشأن دعوة الصدر أتباعه لعدم حمل السلاح، قال الزاملي إن «هذه الدعوة تأتي من منطلق التسامح والتصالح الذي يتبناه الصدر والخط الصدري، وحتى يكون واضحا في المرحلة المقبلة فإن أي خروقات أمنية أو غيرها ليس مسؤولا عنها جيش المهدي أو الصدريون».
مشاركة :