بحث وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الأميركي، ريكس تيلرسون، إقامة مناطق آمنة في سورية، مؤكداً ضرورة التنسيق مع حكومة دمشق بهذا الشأن. في وقت وصل ممثلون عن الحكومة السورية والمعارضة إلى جنيف، أمس، عشية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات تواجه معوقات عدة، ما يحد من إمكانية تحقيق اختراق في طريق إنهاء نزاع مستمر منذ ست سنوات، فيما اتهمت المعارضة، النظام وإيران بعرقلة مباحثات السلام في جنيف. وأعلن لافروف، أمس، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرميني، إدوارد نالبانديان، في موسكو، أنه بحث خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي إقامة مناطق آمنة في سورية. ونقل موقع «روسيا اليوم» عن لافروف قوله إن مبادرة واشنطن حول إقامة مثل هذه المناطق الآمنة في سورية «يجب أن تأخذ في الاعتبار المعطيات الواقعية على الأرض في سورية»، مؤكداً ضرورة التنسيق مع حكومة دمشق بهذا الشأن. وأكد أن «موسكو تنتظر من واشنطن أي اقتراحات حول التعاون في سورية». وبشأن المحادثات التي من المقرر أن تنطلق في جنيف، اليوم، بين الحكومة السورية والمعارضة، أشار الوزير الروسي إلى أن «تمثيل المعارضة السورية في هذا المؤتمر كان من الممكن أن يكون أوسع»، لكنه اعتبره «مقبولاً» و «لن يكون عقبة كبيرة في المفاوضات». في السياق، قال المتحدث باسم المعارضة السورية، أحمد رمضان، أمس، إن الحكومة السورية وإيران تعرقلان مباحثات السلام في جنيف من خلال العمليات العسكرية. وأضاف أن «هناك خطة إيرانية، يدعمها النظام، لتقويض المفاوضات عبر التصعيد العسكري». وأكد أن الموقف مشابه للمباحثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة، العام الماضي، عندما انسحبت المعارضة، في أبريل الماضي، للاحتجاج على تصعيد القوات الحكومية لهجماتها. وتتوقع الأجندة، التي وضعها مجلس الأمن الدولي، أن تركز المفاوضات بين المعارضة والحكومة على تشكيل هيكل إدارة انتقالي ووضع دستور جديد وإجراء انتخابات. وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية، ستافان دي ميستورا، إن جولة المحادثات هي البداية لسلسلة جولات للبحث بعمق في حل سياسي، مؤكداً أنه لا يتوقع انفراجة، لكن يريد تحقيق قوة دافعة كبيرة في محادثات جنيف. وأشار إلى أن روسيا طلبت رسمياً من الحكومة السورية وقف القصف الجوي في المناطق التي يشملها وقف إطلاق النار، وأكد أن كتابة دستور جديد «حق مقصور على الشعب السوري ولا أحد غيره». ووصل وفد الحكومة السورية إلى جنيف، وعلى رأسه مبعوث سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري. كما وصل وفد المعارضة الأساسي، الذي يضم ممثلين عن المعارضة السياسية وآخرين عن الفصائل المقاتلة، يرافقه فريق من المستشارين والتقنيين. ويترأس وفد المعارضة، المؤلف من 22 عضواً، العضو في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية طبيب القلب، نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيراً للمفاوضين.
مشاركة :