أعادت محكمة عسكرية إسرائيلية حكماً قاسياً على الأسير نائل البرغوثي، في وقت واصل ثلاثة أسرى فلسطينيين الإضراب المفتوح عن الطعام، من بينهم الصحافي محمد القيق الذي تدهورت صحته أمس. ووصف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين عيسى قراقع قرار المحكمة العسكرية الإسرائيلية بإعادة الحكم السابق للأسير البرغوثي بأنه «انتقامي تعسفي عنصري بامتياز، ومؤشر الى سياسة ملاحقة الأسرى المحررين، وإعادة اعتقالهم تعسفياً من دون أي أسباب قانونية». واعتبر أن إعادة الحكم، بعدما أمضى البرغوثي مدة محكوميته الأخيرة 30 شهراً، «تُعري ادعاءات الاحتلال بخصوص التهم التي وجهت اليه». وشدد على أن اعتقال البرغوثي، الذي أطلقته إسرائيل عام 2011، قبل أن تُعيد اعتقاله قبل نحو ثلاث سنوات، «لم يستند الى أي تهم، وجاء فقط للتماشي مع سياسة القهر والحقد والتطرف الإجرامي الإسرائيلي». وقال إن «هذا الحكم الجائر يأتي في سياق الحملة المسعورة التي شنتها حكومة الاحتلال على المحررين منذ عام 2014، إذ اعتقلت 63 أسيراً محرراً، وأعادت فرض الأحكام السابقة عليهم». وطالب الجهات الدولية والإنسانية والبرلمانات في العالم بـ «التحرك والتدخل لإطلاق البرغوثي وسائر الأسرى المحررين الذين اعتقلوا تعسفياً». وأبدى استغرابه إزاء حكم محكمة إسرائيلية على الجندي الإسرائيلي أزاريا قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف «حكماً مخففاً وسخيفاً مدة 18 شهراً، فيما تعيد المحاكم نفسها الحكم المؤبد للأسير البرغوثي من دون أي تهمة أو سبب قانوني». وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت البرغوثي في الرابع من نيسان (أبريل) عام 1978، وأطلقته ضمن صفقة «وفاء الأحرار» (صفقة شاليت) في 18 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2011، قبل أن تُعيد اعتقاله في 28 تشرين الأول 2012 مع عشرات المحررين في الصفقة. الى ذلك، واصل ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال أمس إضرابهم المفتوح عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري، وهم الصحافي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 17 يوماً، وجمال أبو الليل، ورائد مطير المضربان عن الطعام منذ أسبوع. وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان أمس إنه «تم نقل الأسير القيق إلى عيادة سجن الرملة، وأبو الليل إلى سجن ايشل، ومطير إلى سجن عسقلان». وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت أبو الليل (50 عاماً) في 15 الجاري وشرع في الإضراب المفتوح عن الطعام في اليوم التالي. اعتقل أبو الليل سابقاً مدة تصل لثلاث سنوات، وهو أحد قادة حركة «فتح» وأمين سرها السابق في مخيم قلنديا في مدينة القدس، وعضو سابق في مجلسها الثوري. أما مطير (47 عاماً)، فشرع في الإضراب المفتوح عن الطعام في 16 الجاري، بعد أربعة أيام على اعتقاله. وكان اعتقل سابقاً نحو ست سنوات، وهو رئيس مركز شباب قلنديا، عضو لجنة إقليم «فتح» في القدس سابقاً. واعتقلت سلطات الاحتلال الصحافي القيق (34 عاماً) في 15 من الشهر الماضي، وشرع في إضراب مفتوح عن الطعام رفضاً لاعتقاله الإداري في السادس من الجاري. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت القيق في السابق أربع مرات. ونقلته سلطات الاحتلال أمس من مركز تحقيق وتوقيف «الجلمة» إلى «عيادة سجن الرملة».