قال لـ "الاقتصادية" مسؤول رفيع في صناعة الطيران، إن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على نمو سنوي في حركة الطيران بنسبة 6.4 في المائة في السنوات الـ 20 المقبلة، هي أعلى بكثير من النمو العالمي المرتقب. وأضاف، أن عدة شركات طيران خليجية سيكون لها حظ أوفر في الاستحواذ على نسب كبيرة من حصة السوق في المنطقة، إن استمرت في تنفيذ خطط التوسع وتجديد أسطولها وتجديد أساليبها. وقال فؤاد العطار، مدير عام شركة إيرباص الشرق الأوسط، إن توقعات شركته للسوق العالمي تشير إلى وجود إمكانية لنمو أساطيل طائرات الركاب الخاصة في شركات الخطوط الجوية، التي تتخذ من الشرق الأوسط مقرا لها. وتابع، أن تلك الشركات ستتسلم نحو 1999 طائرة ركاب جديدة في حلول نهاية عام 2032م. وقال: "هذا المقدار من عدد الطائرات التي ستسلمها شركات الطيران في الشرق الأوسط، يمثل 7 في المائة من إجمالي تسليم الطائرات في العالم". واصفاً هذا الرقم بـ "الكبير" مقارنة بما كان الحال عليه في العقود الماضية. وتوقع العطار - وفقا لدراسات أعدتها شركته - تضاعف حركة الطيران في الشرق الأوسط في السنوات العشر المقبلة، مشيرا إلى أن تضاعف هذه الحركة، سيترافق معه نمو سنوي مرتقب لحركة الطيران في الشرق الأوسط بنسبة 6.4 في المائة في السنوات الـ 20 المقبلة، وهي نسبة وصفها بأنها "الأعلى بكثير من النمو العالمي المرتقب"، الذي تبلغ نسبته السنوية في الوقت الحالي نحو 4.7 في المائة. وقال: "الخطوط السعودية، طيران الإمارات، الخطوط القطرية، والاتحاد للطيران، هي من أبرز أربعة خطوط في المنطقة، التي سيكون لها الحظ الأوفر في الاستحواذ على نسب كبيرة من حصة السوق في حال استمرت على تنفيذ خططها ونهجها في تجديد أسطولها وتطوير أساليبها وتلبية احتياجات الركاب المستقبلية". وعن التحديات التي تواجه شركة إيرباص الدولية في منطقة الشرق الأوسط، وحصتها في السوق؛ قال: "نحن نستحوذ على نحو 60 في المائة من حصة السوق في الوقت الحالي، ونتطلع إلى النمو بهذا الرقم في الوقت الحالي من خلال خططنا التي بدأنا في تنفيذها منذ عام 2006". وأفاد بأن الشرق الأوسط يستهلك 10 في المائة من إجمالي إنتاج إيرباص، التي تقوم بتصنيع 550 طائرة سنويا من مختلف الطرز، موضحا أن المنطقة في حاجة إلى ما يُراوح بين 55 و60 طائرة سنويا من الشركة، بينما تستحوذ آسيا على 25 في المائة ومثلها للسوق الصيني على حده. وتابع : "فتحت إيرباص في العام 2006 شركة تابعة لها تدعى إيرباص الشرق الأوسط، وهي تعنى بالنواحي التجارية كافة لـ "إيرباص" في المنطقة، من مبيعات وتسويق وعقود وعلاقات مع العملاء، إضافة إلى نشاطات خدمة العملاء مثل قطع الغيار والتدريب والمساندة التقنية". وأكد طلب مرتفع من شركات الطيران في المنطقة على طائرات الشركة، وقال: "لقد رأت جميع الخطوط الرئيسية في المنطقة تقريبا أن تنمو بأساطيلها وتحديثها باعتماد طائرات إيرباص". وعن الاتفاقيات المؤكد توقيعها مع شركته من قبل شركات طيران تعمل في السعودية؛ أكد على أن شركة الطيران السعودية الجديدة، المملوكة بالكامل من قبل شركات عبد الهادي القحطاني وأولاده، وقعت اتفاقية مؤكدة لشراء أربع طائرات من طراز "A320 ceo"، التي سيتم تسليمها في أوائل 2015 م. وتابع: "تاريخ إيرباص في السعودية يعود إلى عام 1983م، وذلك عندما قامت الخطوط السعودية بإطلاق طائرة A300-600. أما الآن فإن أسطول الخطوط السعودية يشمل طائرات من طراز A320، A321، A300 و A330"، مفيدا أن الخطوط السعودية لديها أيضا نحو 61 طائرة إيرباص قيد الخدمة حاليا. وحول الطلبات التي سجلتها شركته من الطائرات حتى نهاية العام الماضي؛ لفت العطاس إلى أن إجمالي عدد الطلبات بلغ نحو 958 طلباً، تم تسليم نحو 406 منها لصالح 33 مشغل، مفيدا أن الطائرة من طراز A320 كانت الأعلى طلبا بنحو 262 طلب، تلتها A380 بنحو 160 طلبا، من ثم بقية الطرز الأخرى حتى طراز A319 التي سجل عليها طلب واحد فقط لم يسلم بعد، ومنها ثمان طائرات هي قيد الخدمة في الوقت الحالي. وأفصح العطاس أن طيران الإمارات يعد من أكبر العملاء طلبا للطائرة العملاقة من طراز A380، حيث أن إجمالي عدد طلباتهم من بين الـ 160 طلبا القائم العمل عليها في الوقت الحالي، بلغ 140 طائرة، وأما بقية الطلبات فأن من بينها عشر طائرات لصالح الاتحاد للطيران، وعشر أخرى لمصلحة الخطوط الجوية القطرية. وعن التحديات التي تواجههم في التسويق للطائرة A380 التي تأتي بالمقارنة مع إنتاج بوينج لطراز 747-400 والتي تعد من طائرات الجيل الرابع أو ما يعرف بالجامبو، بين العطاس، أن طائرة بوينج تستهلك وقود أكثر من طائرتهم بنسبة 220 في المائة للمقعد الواحد، وهو الأمر الذي يتيح لمشغلي طائرتهم من الاستفادة من السعة الإضافية بحوالي 20 في المائة دون تكلفة إضافية. ويرى أنه نتيجة لعدد مقاعد طائرتهم من طراز A380 الذي يراوح بين 400 و800 مقعد، تعتبر الطائرة عنصر ضروري لتحقيق نمو مستدام، متمثل بتوفير قدرات ومزايا أفضل بالتناغم مع استهلاك موارد أقل، مشددا على أن طائرتهم قادرة على أن تحد من عدد الطائرات في المطارات المزدحمة وذلك عبر نقل المزيد من المسافرين بكلفة أقل ومن دون الحاجة إلى رحلات إضافية. وشدد العطار على أن طائرته الـA380 بالرغم من قدرتها الهائلة على جذب المزيد من المسافرين أليها لما تتمتع به من مقصورة مبتكرة للغاية وتمتاز بأنها الأكثر هدوءا وفعالية، إلا أنها أيضا وضعت بصمتها البيئية بشكل كبير من حيث قلة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وذلك لكونها تعد الأقل من حيث استهلاك الوقود والأدنى تكلفة للمقعد الواحد بالتناغم مع الضجيج الأقل نسبة مقارنة بأي طائرة كبيرة أخرى.
مشاركة :