فاطمة عطفة (أبوظبي) تستعيد زهور في غربتها أحلام جدتها، وهناك يجمعها القدر بـ كحل وزوجها عمران .. ليتشكل منهم مثلث غامض حول سؤال أزلي: «هل من علاج للحزن؟» هذا تضمنته كلمة غلاف رواية «نارنجة» للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، الصادرة عن دار الآداب- بيروت، وجرت مناقشتها في صالون «الملتقى الأدبي»، بمقره في دار صاحبته أسماء صديق المطوع، وبحضور الدكتور صلاح فضل، والشاعرة ميرة القاسمي، والشاعرة الإعلامية بروين حبيب، والفنانة التشكيلية كريمة الشوملي وبقية سيدات الملتقى. ولأن الكاتبة شابة، وهذه الرواية هي الثالثة لها، تعددت وجهات النظر في النقاش بين الحاضرات حسب المراحل العمرية، حيث كان الرأي الغالب أن الكاتبة قدمت عملاً روائياً تميز بلغة جميلة مكثفة وتكنيك جديد من خلال سرد ما يجري في الحاضر واسترجاع ذكريات الماضي وأشجانه، وأظهرت لمحات من عادات المجتمع البسيطة، كالوسم والعلاج بالأعشاب، إضافة إلى أن الرواية تشير إلى التراث وتعبر عنه من خلال سرد نماذج متعددة، كأنواع الأقمشة والأزياء، من دون أن تثقل على القارئ في السرد. جاء في مداخلة أسماء المطوع أن الحفيدة زهور كانت راوية الأحداث وشاهدة عليها، حيث استطاعت أن تقدم توازناً فنياً في تناول خطين زمنين مختلفين، الحاضر من خلال صديقتها كحل والماضي من خلال سيرة الجدة. وتابعت المطوع حديثها مبينة أن الرواية وإن لم تكن بمستوى الروايات العالمية التي تستهويها، لكن الكاتبة تتمتع بلغة سردية جميلة وذكاء لماح، وكأنها استفادت من ماركيز في روايته «الحب في زمن الكوليرا». واستمر النقاش في مستويات متفاوتة، لكن الغالب أكد جمال الرواية وأن الكاتبة واعدة، وخاصة أن القص النسوي في الخليج متقدم على بقية المجتمعات العربية.
مشاركة :