البيوت الخالية من الثرثرة تعرقل النمو النفسي للطفل

  • 2/23/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

البيوت الخالية من الثرثرة تعرقل النمو النفسي للطفل يؤدي حدوث اضطرابات في نسب ومستويات المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، إلى سوء الحالة النفسية للطفل، ويؤثر سلبا على حالته المزاجية ومنها تكون فرصة الإصابة بالاكتئاب مؤكدة، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي إهمال أو فقدان أحد الوالدين أو كليهما إلى تدهور حالة الطفل النفسية وتتطور لتتحول إلى إصابته بالاكتئاب. العرب [نُشرفي2017/02/23، العدد: 10552، ص(21)] بقاء الطفل في عزلة يقلل إبداعه القاهرة – تصل نسبة إصابة الأطفال بمرض الاكتئاب إلى 30 بالمئة، نتيجة ما يحتمل أن يمروا به من إهمال وتجاهل للمشاعر من جانب الوالدين، استنادا إلى ما جاء في دراسة أجراها باحثون متخصصون في صحة الطفل النفسية بجامعة الشمال الغربي الأميركية، نظرا لأن الحالة النفسية التي تخيّم على حياة الطفل ويخلقها الوالدان، من أكثر الأسباب تأثيرا على مشاعره سواء بالسلب أو الإيجاب، حيث يصبح أكثر حزنا وحساسية. وكشفت دراسة بريطانية أن المنزل الصامت الذي يخلو من الثرثرة والضجيج والاستماع إلى الموسيقى، يلعب دورا كبيرا في إصابة الأطفال بمرض الاكتئاب، وأثبتت تأثير البيوت الصامتة على عرقلة النمو النفسي لديهم. وقالت الدراسة إن الاستماع إلى الموسيقى داخل المنزل بصوت عال يعدّ أمرا حيويا للشعور بإحساس التلاحم بين أفراد الأسرة، وإضفاء أجواء من التناغم والصفاء في ما بينهم، إلا أن هدوء الأبوين يجعل الأبناء يقضون وقتا أكثر في هدوء تام أمام التلفزيون أو استخدام التكنولوجيا الحديثة، وهذا هو الوضع المريح دائما بالنسبة للآباء، ولكن بعد هذه الدراسة ينبغي على الأبوين مراجعة نفسيهما، حيث تؤكد الدراسة أن ذلك يسبب الاكتئاب للأطفال ويحدّ من قدراتهم الإبداعية. وأكد خبير الذهن، بركمان أوليفر، الذي ساهم في إعداد الدراسة، أن بقاء الطفل أكثر في عزلة أمام الجهاز من المحتمل أن يقلل إبداعه. وتم تسليط الضوء على بعض الحالات التي ارتبطت بضعف مستوى الأداء المدرسي والافتقار للإبداع والسلوك الإدماني، وحذر الخبراء من إمكانية أن تؤدي ندرة التحدث وقضاء المزيد من الوقت أمام الكمبيوتر أو التلفاز إلى الاكتئاب والقلق. وقال الدكتور إيهاب عيد، استشاري سلوكيات الأطفال في مصر “كثيرا ما تجهل الأم الأعراض السلبية التي تظهر على طفلها، والأدهى أنها لا تربط ذلك بحالته النفسية، وما يمكن أن يؤول إليه ذلك في ما بعد على حياته، ولعل هذا من الأفكار الخاطئة الشائعة التي يتبناها الوالدان، الأمر الذي يخالف الحقيقة لأن الطفل معرض للإصابة بالاكتئاب مثله في ذلك مثل كبار السن والبالغين”. ومن بين هذه الأعراض امتناع الطفل عن تناول الأطعمة على سبيل المثال، أو أن يجد صعوبة في الحركة بخلاف ما قد يقوم به من نشاط زائد، أو أن يكثر من البكاء. كل هذه الأمور تبين للمرأة أن طفلها مصاب بالاكتئاب، في هذه الحالة عليها البحث عن الأسباب التي دفعت الطفل إلى الاكتئاب. وأضاف استشاري سلوكيات الأطفال “يقع في مقدمة الأسباب التي تدفع الطفل إلى بوتقة الاكتئاب حرمانه من الإحساس بحنان وتدليل والدته، حيث أن ذلك يشعر الطفل بقبوله لدى الآخرين، بعكس اعتقاد الوالدين بأن إغداق الحنان عليه يخلق منه شابا مدللا غير قادر على تحمل المسؤولية، ولكن ما يستحق القول أن إشباع رغبات الطفل العاطفية يحميه من كافة الأمراض النفسية التي من المحتمل أن يصاب بها، وعلى رأسها الاكتئاب، لذلك يشعر الطفل بالضيق إذا انتقصت الأم من مشاعر الحنان والاحتواء، وأفقدته كيانه العاطفي الذي يُعد من الأجزاء الهامة التي ينبغي بناؤها في شخصية الطفل. الحالة النفسية التي تخيم على حياة الطفل ويخلقها الوالدان، من أكثر الأسباب تأثيرا على مشاعره سواء بالسلب أو الإيجاب كما أن عدم الاستجابة سريعا لمتطلباته الجسدية، قد يدفعه أيضا إلى الإصابة بالاكتئاب، وتشمل هذه الاحتياجات نظافته الشخصية وطعامه، حيث أن شعور الطفل بوجود من يلبي له طلباته ويرعاه، يحقق له الأمان والسعادة، لذلك يدخل في حالة من الاكتئاب المزمن إذا غاب هذا الشعور عنه، ومن ثمة يعاني من الجوع مرات عديدة ويفتقد الراحة والدفء. وعن تأثير اكتئاب أحد الوالدين على حالة الطفل المزاجية، يوضح عيد أن الطفل يتأثر كثيرا بحالة والديه النفسية، لا سيما الأم نظرا لارتباطه النفسي بها، لذلك يتوحّد الطفل معها إذا ما أصيبت بالاكتئاب، وقد لا تدرك الأم ذلك ولكن يبدو واضحا على حالة الطفل عندما يمتنع عن تناول الأطعمة، ويرغب في أن يلازم والدته طيلة الوقت. كما أشار إلى أن الأم قد تصاب بالدهشة من هذه الرغبة وتواجهها بشيء من النفور أو الشدة، ولكن يجب عليها أن تتفهّم حالة طفلها وتستوعب احتمال سوء حالته النفسية تأثرا بها، وتقابلها بالاحتواء وإن استطاعت تجاهل شعورها بعض الوقت إلى حين معالجة طفلها، الذي قد يتطور الأمر لديه ليتحول الاكتئاب من حالة عابرة إلى حالة مزمنة تؤدي به إلى الموت، وهذا ليس مستبعدا لأن مستوى تأثر الطفل بوالدته قد يفوق ما يعتقده الوالدان. وأكد الدكتور نبيل محمود، أستاذ علم النفس الإنمائي بجامعة المنصورة، أن تغيير المكان من الأسباب التي تصيب الطفل بالاكتئاب، فقد ينتقل الطفل من مدرسة يرغب فيها ويحبها إلى أخرى لا يفضلها، الأمر الذي يسيء إلى حالته المزاجية، لا سيما إذا تعامل الوالدان مع ذلك بالتجاهل أو الرفض، حيث يعتبر الأمر بالنسبة للطفل قضية حياة يرغب في تغيير ملامحها، وهو ما لا يدركه الوالدان، اعتقادا منهما بأن الطفل لا يعي أيا من الأمور أصلح له، لكنه في حقيقة الأمر يدرك جيدا ما يدور حوله، وتكون لديه رغبة جامحة في تحويل الواقع بما يخدم هواه. كما أن فقدان الطفل لأحد والديه من الأسباب التي تعزّز فرص إصابته بالاكتئاب، ورغم أن هذا من الأسباب الشائعة، إلا أن الوالدين يجهلان تأثيره السلبي على الأبناء، فقد يظل إحساس الطفل بالاكتئاب ملازما له إلى حين الوصول إلى مرحلة الشباب، وتشير إلى ذلك رغبته الدائمة في الانعزال بعيدا عن الآخرين، فلا يسعى لتكوين صداقات أو معارف، حتى زملاء العمل في ما بعد كثيرا ما يرغب في أن تؤطر العلاقة معهم بحدود شديدة الضيق. وقالت دراسة أنجزت في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا إن الأطفال يجنون ثمار النشاط البدني، من حيث خفض خطر الإصابة بالاكتئاب، مثل الشباب والبالغين تماما. وتابع الباحثون حالة 800 طفل في سن السادسة، على مدى 4 سنوات لمعرفة تأثير ممارسة الرياضة على الأطفال، ولكشف العلاقة بين النشاط البدني وأعراض الاكتئاب، وتوصلوا إلى أن ممارسة الرياضة، خاصة تلك التي ينتج عنها تعرّق، تحمي الأطفال من الإصابة بالاكتئاب. واعتبر الباحثون أن هذه النتائج تشير إلى أن النشاط البدني يمكن أن يستخدم للوقاية والعلاج من الاكتئاب في مرحلة الطفولة. ونبهوا أولياء الأمور والعاملين في مجال الصحة، بضرورة حث الأطفال على ممارسة النشاط البدني، مثل ركوب الدراجة أو اللعب في الهواء الطلق، والحد من مشاهدة التلفزيون وألعاب الفيديو، لحياة صحية أفضل.

مشاركة :