اكتشاف مسببات «اللفحة السوداء» في النخيل وتطوير تقنية جديدة لمكافحة الإصابة

  • 2/24/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

محسن البوشي «العين» اكتشف فريق بحثي بجامعة الإمارات، ولأول مرة، مسببات مرض (اللفحة السوداء) الذي يصيب أشجار نخيل التمر في الدولة، بعد تحديد الأعراض المصاحبة، وتمكن من تطوير تقنية جديدة لمكافحة المرض الذي تبين أنه ينتج عن الإصابة بفطر (الثيلافيوبسيس بانكتيولاتا)، وفقاً للنتائج التي تم التوصل إليها بمختبر أبحاث علم الوراثة الجزيئي للنباتات، بقسم علوم الأحياء في كلية العلوم بالجامعة. وأوضح الدكتور سنان أبو قمر، الأستاذ المشارك بقسم علوم الأحياء في الكلية رئيس الفريق البحثي، بأن أعراض إصابة النخلة بمرض اللفحة السوداء تتجلى من خلال مظهر مشابه لرماد الفحم الأسود، وانحناء منطقة الإصابة، ما يؤدي معه إلى موت شجرة النخيل مع تفاقم الإصابة، مؤكداً أن هذه النتائج الجديدة المهمة، ما كان يمكن التوصل إليها لولا الدعم المادي والمعنوي الذي يوفره برنامج جامعة الإمارات للأبحاث المتقدمة، ومركز خليفة للتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية. وأشار إلى أن الإصابة باللفحة السوداء غالباً ما تنتج عن طريق اختراق الفطريات المعدية للأوراق، الشمراخ الزهري، قلب النخلة، الجذع أو البرعم القمي من أشجار النخيل، ما يؤدي معه إلى موت الأنسجة في نهاية المطاف، وينصح أبوقمر للحد من الإصابة بمرض اللفحة السوداء، بتطبيق بعض الممارسات الحقلية التقليدية، يأتي على رأسها تجنب جروح الأشجار، وإزالة أشجار النخيل المصابة وحرقها، مؤكداً فعالية المبيد الفطري (سكور) في مقاومة فطر (الثيلافيوبسيس بانكتيولاتا)، والحد من حجم الخسائر الاقتصادية المترتبة عن إصابة أشجار النخيل بالمرض. واكد الأستاذ المشارك بقسم علوم الأحياء في الكلية رئيس الفريق البحثي أهمية هذه النتائج العلمية الجديدة التي تم التوصل إليها لأصحاب مزارع النخيل في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي، لافتاً إلى أن النتائج جاءت كمحصلة لسلسلة من المشاريع البحثية التي أجراها وفريقه البحثي بقسم علوم الأحياء وقسم الزراعات القاحلة في جامعة الإمارات، مضيفاً أن الفريق كان حريصاً على نشر النتائج في مجلة «أمراض النبات» التي تعد إحدى المجلات العلمية الدولية المرموقة. وضم الفريق البحثي، إضافة إلى الدكتور سنان، عدداً من الباحثين من أعضاء هيئة التدريس، وطلبة الدراسات العليا والباحثين المساعدين الذين يعملون على العديد من المشاريع البحثية بمجال علم الوراثة الجزيئية ومناعة النبات. ولفت أبو قمر إلى أن المراجع العلمية تشير إلى أن الفطريات والفايتوبلازما تعتبر من المسببات المرضية الرئيسة المرتبطة بأمراض أشجار النخيل، حيث تعتبر فطريات (الثيلافيوبسيس بارادوكسا) أو (الثيلافيوبسيس بانكتيولاتا) من المسببات الرئيسة لمرض اللفحة السوداء أو (مرض المجنون) على نخيل التمر. من جهته، أكد الدكتور أحمد مراد، عميد كلية العلوم بجامعة الإمارات، أهمية النتائج الجديدة التي توصل إليها فريق البحث، قياساً بأهمية شجرة نخيل التمر باعتبارها أحد أهم نباتات المناطق الجافة وشبه الجافة التي تتحمل الظروف المناخية والبيئة الصحراوية القاسية، والتي تحظى بأهمية خاصة في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط ودول الخليج العربي، نظراً لقيمتها الغذائية والاقتصادية الكبيرة، بالإضافة إلى الإرث الاجتماعي والتاريخي، كما هي الحال في دولة الإمارات التي تصنف بأنها أحد أكبر الدول المنتجة والمصدرة للتمور، وفقاً لإحصاءات منظمة الأغذية والزراعة.

مشاركة :