«فاطمة» أول توحدية تحفظ القرآن كاملا

  • 4/20/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت والدة الطالبة فاطمة مناور خيري أول توحدية في المملكة تحفظ القرآن الكريم وتحصل على 99% في التحصيل الدراسي أن جهودها وأسرتها وطواقم مجمع التحفيظ بالدرب ساهمت فيما وصلت إليه من إنجاز كبير بعد أن استطاع الجميع التعامل مع ابنتها التي ظهرت عليها أعراض المرض في السن الثالثة من عمرها. وبينت صفية عسيري مديرة المدرسة ووالدة الطالبة أن الأسرة تأخرت في التعامل مع الطفلة بعد ظهور المرض وبدأت في الاهتمام بها من السن السادسة من عمرها، حيث بدأوا بزيارة أحد المراكز الطبية في عام 1418هـ للحصول على علاج يساهم في تحسين وضعها الصحي. وسردت الأم قصة كفاحها مع ابنتها لـ(عكاظ)، مشيرة إلى أن فاطمة هي الثالثة بين أخواتها وتأخر البحث عن علاجها كان بسبب قلة الوعي وندرة حالات التوحد في ذلك الوقت، حيث كانت تجلس وحدها ولا تشارك أحدا اللعب، وتبدو غاضبة إذا أخل أحد بنظامها الخاص وتخاف الإزعاج ولا تقبل تهذيب شعرها، ورغم تحسنها في بداية الدراسة إلا أنها بقيت تعاني من خلل واضح في علاقاتها الاجتماعية، فلم تتمكن من الدراسة إلى سن التاسعة لعدم قدرتها على التكيف مع الجو المدرسي ورغم ما انتابنا من إحباط لكننا لم نفقد الأمل في الله تعالى وبدأنا تكثيف جهودنا. وتضيف: حاولت الاطلاع على الكتب والمطويات لأعرف أكثر عن هذا المرض الغامض وعرفت أن لديهم قدرات عالية في الذكاء وبعض المهارات قد تفوق الأصحاء العاديين ولكن تقابلها قدرات ضعيفة جدا في التواصل الاجتماعي واللغوي. وأردفت: أخذت على عاتقي كأم ومعلمة مهمة تعليمها وتدريبها لعدم تمكننا من إلحاقها بمركز خاص لظروف ارتباطي ووالدها بعمل وأسرة تحتاج الرعاية، فقد لاحظت أن لديها قدرة الكتابة وتقليد رسم بعض الكلمات التي تشاهدها في التلفزيون وتعبر عن بعض الأحداث بالرسم، ومن خلال ذلك اقتنعت أن لديها قدرات للتعلم، وبدأت بتعليمها الكلمات ومدلولاتها عن طريق الصور ونطقت أول كلماتها (ماما - بابا) وبعض الكلمات ولكنها تردد معظمها دون فهم. وتابعت: بدأت الدراسة في سن التاسعة وكانت البداية صعبة للغاية، وكانت لا تتواصل أو تنتبه أو تشارك المعلمات ولكن مجرد وجودها في فصل دراسي إنجاز وبداية خير، خاصة أنها تدرس مناهج تحفيظ القرآن الكريم، والحمد لله اجتازت المرحلة الابتدائية واكتسبت مهارات تعليمية ولغوية وسلوكية كالحوار والتخاطب وتعودت على احترام الأنظمة في الفصل والمدرسة. واستطردت: تملك فاطمة قدرات عالية في الحفظ والتذكر ولديها موهبة الرسم في سن مبكر، حيث أتمت حفظ كتاب الله بالصف الثالث المتوسط. كما أن لها مشاركات في داخل وخارج المدرسة في المناسبات والبرامج والفعاليات المختلفة، منها مشاركتها بكلمة أطفال التوحد بمنطقة جازان في ندوة التوحد بين الإعاقة والإبداع التي رعتها صاحبة السمو الملكي الأميرة سميرة الفيصل آل سعود، كما شاركت في اليوم العالمي للمعاقين بكلية الدرب للبنات بالشراكة مع مدرسة قرار. وبينت مديرة تحفيظ الدرب أن حالة «فاطمة» تحسنت بالدمج مع الطالبات، حيث خرجت من عزلتها وتستطيع حضور المناسبات الاجتماعية والتواصل مع من حولها بهدوء ومحبة، حيث كونت صداقات داخل وخارج المدرسة، بل وأصبحت تستطيع أن تعبر عن نفسها بجمل واضحة.

مشاركة :