القرية العالمية.. بوابات السعادة تبهر الزوار

  • 2/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: مها عادل مع بداية الموسم الماضي فاجأتنا القرية العالمية بصرح معماري فني وثقافي وتراثي مبهر وهو بوابة العالمالتي تستقبل زوارها برحابة من خلال 40 بوابة مدهشة تنقلهم إلى عام المتعة والإبهار الذي تتميز به الوجهة الترفيهية السياحية والثقافية الأقدم بالمنطقة. في هذا الموسم لا يزال مسلسل الإبهار مستمرا والاستقبال المميز من خلال بواباتها الرحبة ذات التصميم المعبر عن تاريخنا وثقافتنا حاضرا بقوة.. ففي القرية العالمية تبدو البوابات فاصلا بين المشاعر والعوالم والأزمنة.. تصميمها المعماري يؤهل نفسيا القادم من بعيد ويجعله يستعد للتجربة القادمة والتي تجمع بين المرح والتسوق والدهشة المسكونة بمواعيد السفر.. فالسفر هنا لا يحتاج إلا إلى خطوات قليلة تعبر من بوابة إلى بوابة ومن عالم إلى عالم. ملامح الحضارات و في كل خطوة تخطوها داخل أروقة القرية عيناك تلتقط صوراً لملامح الحضارات والثقافات المختلفة من حولك، وتستفز عقلك لاسترجاع المعلومات عن كل معلم سياحي موجود فكل بلد يعلن عن ثقافته وفنونه ومنتجاته وأزيائه ومأكولاته خلف هذه البوابات، فمجرد اجتيازك لأي بوابة من هذه البوابات ينقلك في زيارة حقيقية بالصوت والصورة والمذاق والرائحة لثقافة وحضارة تلك البلد. ولا عجب أن استطاعت القرية تسجيل 9 من 10 على مؤشر السعادة، فهي كالعروس التي تتزين بأبهي حلة مع بداية كل موسم جديد، لاستقبال زوارها وإسعادهم وإضافة رصيد معرفي لمخزونهم الثقافي. البوابة الثقافية اختيار العلامات المعمارية الدالة على الأجنحة والمواقع تحكمه أفكار متنوعة تصب كلها في خانة واحدة وهي التجديد المستمر مع الحفاظ على حالة الإبهار التي تسيطر على زائر القرية منذ لحظة الدخول الأولى.. فمن العلامات الجديدة التي تم وضعها هذا العام البوابة الثقافية وهي مستمدة من التراث الإماراتي وهي إحدى بوابات الدخول الرئيسية إلى القرية..لا تخطئ العين من بعيد التصميم المعماري لهذه البوابة ذات الخطوط المستقيمة والوحدات المربعة فهي تشبه البيوت التراثية القديمة في دبي وأنحاء الإمارات ومن بعيد تبدو البراجيل والأبراج الهوائية التي تأخذ الشكل المنتظم المربع وتقف شامخة في استقبال القادمين إليها وكأنها تقدم دعوة مفتوحة إلى الزائر تبشره بكرم إماراتي أصيل سيلقاه عند الدخول.. وبالفعل تؤدي هذه البوابة إلى المنطقة التراثية التي تضم القرية التراثية ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث الذي يعنى بتقديم ملامح التراث والعادات والتقاليد والفنون الاماراتية القديمة، فاختيار مكان البوابة مميز ومعبر عما يكمن خلفة ويمهد للزائر أجواء وملامح بداية الزيارة. وخلال الليل تتألق هذه البوابة بإضاءة متغيرة الألوان تتدرج من الأحمر للأخضر للأزرق بدرجات مختلفة متداخلة الأمر الذي يجعلها من أبرز معالم القرية التي تجتذب هواة الصور التذكارية. ومن زوار القرية الذين استوقفهم جمال وتصاميم البوابة الثقافية مماجعلهم يتجمعون امامها لالتقاط صورة تذكارية مع كل لون من الوان الاضاءة المنعكسة على البوابة والتقينا بأحدهم وهو محمد الحيالي من العراق ليقول: تصميم هذه البوابة العريق والمميز هو ما استوقفني لالتقاط مع أسرتي مجموعة من الصور التذكارية معها، فهذه الصور تصلح لتكون كروتاً سياحية دعائية لدبي والقرية العالمية، فبقدر ما تتمتع القرية بروح التجديد والحداثة في كل شيء والحرص على التطوير الدائم بخدماتها إلا أنها تحرص على إبراز روح الأصالة والعراقة وهو طابع متميز تتحلى به دبي أيضا. قوس النصر والفيراري أما الجناح الفرنسي فهو يستلهم التصميم المعماري لقوس النصر في بوابته التي تنقل الزائر إلى عوالم أوروبية حيث يتلاقى الجناح الفرنسي مع الإسباني والألماني في كتلة واحدة يمكن المرور بداخلها من جناح إلى آخر.. بينما يطل عليهم من الناحية الأخرى الجناح الإيطالي الذي اختار السيارة الفيراري لتكون أيقونته ويضعها في مدخله وهو اختيار ناجح يستقطب الزائرين الذين يحرصون على التقاط الصور الفوتوغرافية مع هذه السيارة أو بداخلها. ومن امام السيارة الفيراري حيث يتجمع الزوار لالتقاط صور تذكارية التقينا سارة المهدي طالبة جامعية لتقول لنا: انا ازور دبي هذه الايام بغرض السياحة وخلال مدة اقامتي ترددت على القرية 4 مرات ولا أمل من زيارتها ابدا فقد شعرت بحالة من المرح والسعادة بمجرد مروري عبر بواباتها المبهرة وحصلت تذكارات من معظم دول العالم ولقطات تذكارية لأهم معالم هذه الدول التي تجسدها مداخل وبوابات الاجنحة وعبأت عقلي وروحي بذكريات جميلة مليئة بالحكايات والمعلومات التي سأحكيها إلى أسرتي وأصدقائي عند عودتي إلى بلدي الإسكندرية. راعي البقر العملاق أما اختيار البوابات الخارجية للأجنحة والشكل العام للديكور الخاص بكل جناح ينم دائما عن مزيج من الاناقة والأصالة والقدرة على التعبير عن تراث البلد مع التجديد المستمر في أشكال البوابات والديكورات عاما بعد عام. الجناح الأمريكي واحد من الأجنحة التي اختارت التصميم الطريف والمحبب للجميع للبوابة.. فهي عبارة عن راعي بقر هائل الحجم يقف وقفة الاستعداد لمنازلة نارية على طريقة الغرب المتوحش بينما يمر الناس من بين ساقيه اللتين تمثلان البوابة الافتراضية لهذا الجناح الذي يضم منتجات متنوعة تشتهر بها القارة الأمريكية الشاسعة. ومن أمام هذه البوابة التي تحمل ملامح الأفلام الأمريكية القديمة لفت نظري وجود عائلة تستعد لدخول الجناح ولكن يستوقفها شكل الكاوبوي او راعي البقر العملاق لتقف وتلتقط بعض الصور معه، اقتربت منهم وتعرفت إلى رأيهم ومدى نجاح زيارتهم للقرية لتقول لي نورين الخطيب من سوريا: كل مكان بالقرية مبهر ويستحق التصوير معه وفي كل زيارة لنا بالقرية نكتشف مكانا جديدا ونحصل على صور تذكارية مختلفة وكلها مرحة وتحمل ذكريات سعيدة، وبالفعل هذه البوابة الطريفة والمميزة للجناح الأمريكي لفتت نظرنا جميعا وخاصة الأطفال الذين حرصوا على التقاط صور متعددة لهم مع مدخل الجناح ليشاركوها مع أصدقائهم. العجلة الحربية والمسلة الفرعونية الجناح المصري من الأجنحة المتميزة في شكل الديكور والواجهات.. فهو الحائز على جائزة أفضل تصميم لجناح في القرية خلال الموسم الماضي كما أن التراث المصري المتنوع من فرعوني إلى روماني إلى إسلامي يجعل من السهل على القائمين على الجناح التجديد المستمر واختيار أنماط معمارية مختلفة ومتميزة في كل عام.. وبينما كان الجناح المصري في الموسم الماضي يستمد تصميمه من التراث الاسلامي.. جاء التصميم هذا العام مختلفا ومستمدا من معبد الكرنك بالأقصر ليحيي التراث المعماري الفرعوني.. وتم وضع مجسمات تمثل طريق الكباش الشهير في بعض أركان الجناح.. كما توجد مسلة فرعونية في جانب آخر.. بينما احتلت قلب البوابة الرئيسية عربة حربية مثل التي استخدمها الملك أحمس في طرد الغزاة الهكسوس من مصر والتي كانت ترافق رمسيس الثاني في غزواته وحروبه. و بالطبع أصبحت المسلة الفرعونية والعجلة الحربية الفرعونية من أهم مظاهر استقبال زوار الجناح المصري والتي يحرص الكثيرون على اتخاذ الصور التذكارية بجوار المسلة وهو يمتطي العجلة الحربية مثل الملك الفرعوني العظيم طارد الهكسوس، ومن امام بوابة الجناح المصري كان لنا لقاء مع مجموعة من الأجانب يحرصون على تفقد كل تفصيلة من تفاصيل المدخل والتقاط صور بجوارها وتقول جوليا من اسبانيا: انا اعشق القرية العالمية فهي تحقق احلامي ورغباتي الملحة في زيارة العديد من دول العالم والتعرف إلى ثقافتهم وكما أن هذه التصميمات المميزة لمداخل الأجنحة التي تعبر عن ثقافة وتاريخ كل بلد أعطتني ميزة اضافية لالتقاط صور تذكارية كما لو كنت زرتها بالفعل... حصان طروادة من حصان العجلة الحربية المصرية.. إلى حصان آخر عريق وأسطوري يتخذه الجناح التركي شعاراً له وهو حصان طرواده الذي تقول الاساطير إن الإغريق استخدموه لإنهاء الحرب الدامية التي دامت عشر سنوات لاقتحام مدينة طرواده الحصينة على الشاطئ التركي والتي استعصت عليهم بحصونها المهيبة فكانت الحيلة هي وسيلة النصر حيث تظاهر الاغريق بالانسحاب وتركوا حصانا خشبيا هائلا في موقع انسحابهم كرمز لانتصار طرواده وابتهج الطرواديون بالنصر حتى أنهم قاموا بجر التمثال الضخم إلى داخل مدينتهم وسهروا للاحتفال.. وفي هدوء تسلل جنود اغريق كانوا مختبئين داخل التمثال وفتحوا أبواب المدينة للجيش الذي عاد فجأة واقتحم المدينة.. ليبقى حصان طروادة شاهدا على الخداع في المعارك الحربية وقد اختاره مصمم الجناح التركي ليكون رمزا يطل على الزائرين والمتسوقين ويذكرهم بالتراث التاريخي الدائم الذي لعبه الساحل التركي كممر للتجارة بين الشرق والغرب منذ أقدم الأزمنة. ومن امام حصان طروادة التقينا بعض الشباب التركي ليقول لنا يوسف عبد الله من اسطنبول: فخور بوجود رمز من رموز بلادي بمدخل الجناح التركي الذي يحمل ايضا روح وثقافة وتراث بلادي وأنا حرصت على جلب أصدقائي من جنسيات مختلفة لزيارة الجناح التركي واسرد عليهم تاريخ هذا الحصان والرمز الذي يمثله بالنسبة لشعبنا وللعالم، وأنا أحيي القائمين على القرية العالمية لوجود هذا الصرح الثقافي والترفيهي بهذه الامكانات المبهرة التي تقلل من شعورنا بالغربة وتجلب لنا روائح بلادنا.

مشاركة :